عبدربه يصف المحادثات بـ«العقيمة».. وإسرائيل تؤكد عدم شمولها المستوطنات

مستوطنون يقتحمون باحات «الأقصى» واندلاع مواجهات

فلسطينيون يتظاهرون خارج مسجد قبة الصخرة عقب اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى أمس. أ.ف.ب

اندلعت، أمس، مواجهات بين مرابطين داخل المسجد الأقصى وعشرات المستوطنين تساندهم قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أغلقت بوابات المسجد القبلي، ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبدربه، أمس، المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية بأنها عقيمة، وقال مصدر فلسطيني مطلع إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب أخيراً الاجتماع مع وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، لينقل إليه ملاحظات بشأن جمود المفاوضات مع إسرائيل، فيما قال وزير الحرب الاسرائيلي، موشيه يعالون، خلال اجتماع عقده مع رؤساء مجلس المستوطنات إن المفاوضات السياسية الجارية حاليا مع الفلسطينيين لا تتناول قضية إخلاء مستوطنات معتبراً الضفة جبهة تحمي إسرائيل.

وتفصيلاً، أفاد مدير دائرة الأوقاف وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، في تصريح له أن ساحات المسجد الأقصى تشهد توتراً بسبب الوجود المكثف لقوات الاحتلال في ساحاته، لافتاً إلى محاصرة المصلين في المسجد القبلي.

وأفاد بأن شرطة الاحتلال سمحت للمتطرفين اليهود باقتحام المسجد، حيث تم ادخال حتى الآن أكثر من 40 مستوطناً على شكل مجموعات. وأضاف أحد المرابطين داخل المسجد الأقصى أن المواجهات مع قوات الاحتلال تجددت داخل ساحات الأقصى عند باب عيادة الأقصى.

وكانت اشتباكات محدودة وقعت داخل ساحات المسجد الأقصى بين الشبان وقوات الاحتلال المنتشرة في ساحاته، بعد قيام ثمانية مستوطنين باقتحامه من باب المغاربة. وأفاد شهود عيان بأن الشبان تصدوا لمجموعة المتطرفين التي قامت باقتحام الاقصى بمناسبة «رأس السنة العبرية».

وطالبت السلطة الفلسطينية دول العالم كل، خصوصاً الرباعية الدولية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف «العدوان» الإسرائيلي على المسجد الأقصى، محذرة من أن ذلك يهدّد بتقويض مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين.

وفي تطور لاحق، منعت السلطات الإسرائيلية المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، وعدداً من الشخصيات الدينية والاعتبارية الأخرى من دخول المسجد، واحتجزتهم على مدخل باب حطة، تزامناً مع تسهيلها عملية اقتحام حرمات المسجد وساحاته من قبل المتطرفين اليهود.

من ناحية أخرى، قال ياسر عبدربه لإذاعة صوت فلسطين «رغم أننا اتخذنا قراراً بالمشاركة في المفاوضات نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه بأن الأمل أن تتقدم ضعيف للغاية، بل هو أمل معدوم في هذه اللحظة، انها مفاوضات عقيمة». وأضاف «أن إنقاذ هذه العملية السياسية، لا يكون فقط بتكثيف اللقاءات والاجتماعات وتقديم وعود بمزيد من اللقاءات الأميركية مع الأطراف، بل بموقف أميركي واضح وضاغط على اسرائيل».

وأوضح أنه «حتى الآن لم يتحقق أي تقدم، وقلت هذا الكلام بشكل واضح». وأضاف أن «إسرائيل لم تلتزم بوقف الاستيطان، نحن نرى ان استمرارها في عمليات الاستيطان يدمر أي فرصة أمام هذه العملية السياسة، لهذا السبب إما أن يزول هذا الاحتلال وكل مظاهر الاستيطان، وإما أن تكون هذه العملية السياسية محكوما عليها بالفشل والانهيار».

وامتنع مسؤول اسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن التعليق على هذه التصريحات، قائلاً ان الجانبين اتفقا على ان الولايات المتحدة هي فقط التي يمكنها الادلاء بتصريحات بشأن المحادثات. وقال المسؤول «نحن نلتزم بذلك الاتفاق».

وأشار مصدر فلسطيني مطلع إلى احتمال عقد اجتماع بين عباس وكيري الأسبوع المقبل خلال جولة للوزير الأميركي في أوروبا. وحسب المصدر فإن عباس يرغب في نقل ملاحظات فلسطينية بشأن الجمود الذي يعتري مسار المفاوضات مع إسرائيل وطلب ضغط أميركي أكثر فاعلية على تل أبيب.

وأطلقت الشرطة الإسرائيلية، أمس، سراح القيادي الاسلامي الفلسطيني داخل اسرائيل الشيخ رائد صلاح الذي تتهمه الشرطة بالتحريض على الدولة العبرية، وينشط لإحراق العالم العربي الاسلامي وإحراق مصر، بشروط مقيدة بحسب الشرطة. وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري لوكالة «فرانس برس» «تم (أمس) الافراج عن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية قبل عرضه امام محكمة الصلح، بعد ان امتثل لشروط اطلاق سراحه المقيدة، التي شملت الابعاد عن مدينة القدس لمسافة 30 كلم لمده 180 يوماً، ودفع كفالة ضمان مادية نقدية مستردة بقيمة 50 الف شاقل (نحو 14 ألف دولار)».

تويتر