مجلس الجامعة العربية يبلور موقفاً موحداً من الأزمة
السعودية تؤيد الضربة الأميركية إذا قبلها السوريون
وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. أ.ف.ب
قالت المملكة العربية السعودية، أمس، إنه آن أوان أن يقوم المجتمع الدولي بكل ما بوسعه لمنع العدوان على الشعب السوري، وإنها تؤيد توجيه ضربة أميركية لسورية إذا أيدها السوريون، ودعت الجامعة العربية التي يجتمع وزراء خارجيتها في وقت لاحق في القاهرة إلى دعم مطالب المعارضة السورية بتدخل المجتمع الدولي لوقف العدوان على الشعب السوري، فيما يسعى مجلس الجامعة العربية إلى بلورة موقف موحد من الأزمة السورية.
وجاء التصريح السعودي الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، مع استعداد الولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري ضد الحكومة السورية بعد أن حملتها المسؤولية عن هجوم كيماوي أدى إلى مقتل مئات المدنيين.
وقال الفيصل لدى وصوله إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، لبحث الوضع في سورية «نطالب المجتمع الدولي بكل إمكاناته بوقف هذا العدوان على الشعب السوري».
وبخصوص الضربة الأميركية المتوقعة قال الفيصل «نقف مع ارادة الشعب السوري، هو أدرى بمصلحته، فالذي يقبله نحن نقبله، والذي يرفضه نرفضه».
وفي وقت لاحق قال الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، نبيل فهمي، إنه «آن الأوان بمناسبة انعقاد مجلس الجامعة أن نوضح ونطالب مع السوريين وممثليهم الشرعيين الذين اعترفنا بهم في الجامعة، والذين يطلبون من المجتمع الدولي ان يساعدهم بالطريقة المطلوبة لإيقاف النزيف الدموي، أن نؤيدهم في ذلك ولا نكتفي بالشجب والإدانة»، مضيفاً «نطالب بأن يستخدم المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان على الشعب السوري قبل ان يفنى هذا الشعب».
وعقدت الجامعة العربية اجتماعاً في القاهرة، أمس، وكان المندوبون الدائمون في الجامعة العربية حملوا الثلاثاء الماضي النظام السوري «كامل المسؤولية» عن هجوم 21 اغسطس الكيماوي، إلا ان بلداناً ذات ثقل في الجامعة مثل مصر والجزائر تحفظت على أي تدخل عسكري.
وأعلن الأمين العام للجامعة، الدكتور نبيل العربي، أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، طلب منه أن يلقى كلمة خلال الاجتماع لوزراء الخارجية العرب.
وقال العربي، خلال افتتاح مجلس الجامعة في دورته الـ140 على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا التي تسلمت رئاسة الدورة الجديدة من مصر، إن الاجتماع سيبحث مستجدات الأزمة السورية وبلورة موقف عربي موحد من التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة وشيكة لسورية.
وطالب مندوب ليبيا الدائم بجامعة الدول العربية السفير عاشور حمد المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عملية تردع النظام السوري، وتسهم في توفير الحماية للشعب، وإنهاء الصراع لمصلحة تطلعات الشعب السوري.
وطالب الاجتماع العربي باتخاذ موقف عربي يتجاوز المناشدة والإدانة ويسهم فعلياً في إنقاذ الشعب السوري من آلة الدمار والقتل، والضغط من أجل الاسراع لعقد مؤتمر «جنيف 2» وإجبار النظام على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
في السياق، طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من الأطراف السورية عدم تصويب أسلحتها إلى لبنان، ودعا إلى ايجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال سليمان في رسالة وجهها، أمس، لمناسبة ذكرى اعلان «لبنان الكبير» عام 1920 «نأمل عدم تصويب الأطراف السورية نيرانها إلى لبنان».
ودعا سليمان إلى «ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وتجنيب لبنان الأزمات، حرصاً على مصلحته العليا». وطالب بتشكيل «حكومة جامعة في أقرب الأجل، ونلتقي حول هيئة الحوار لتحييد لبنان عما قد يحصل في سورية».
أما الأردن فقد أعلن بلسان رئيس الوزراء الاردني، عبد الله النسور، ان عمان «لن تكون جزءاً من أي حرب متوقعة على سورية»، مؤكدا استعداد أجهزة الدولة الاردنية للتعامل مع أي تطورات قد تحدث في الجارة الشمالية. من جهته، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تأكيده أن الدولة العبرية مستعدة «لأي سيناريو محتمل» في سورية.
كما أعلنت الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس رفضها شن اي هجوم على سورية، ودعت وزراء الخارجية العرب لعدم توفير الغطاء له.
وفي حاضرة الفاتيكان، أعلن البابا فرنسيس يوم صوم وصلاة في العالم أجمع في السابع من سبتمبر من اجل السلام في سورية وفي الشرق الأوسط، ودان استخدام الاسلحة الكيماوية، مجدداً معارضته للتدخل العسكري. في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» عزز مراقبته للسوريين المقيمين في الولايات المتحدة لمنع اي عمل انتقامي في حال وجهت ضربات عسكرية أميركية إلى سورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news