مقاتلو المعارضة يشنون هجمات واسعة في حلب ودرعا

الجربا يطالب واشنطن بالإسراع في تــسليح «الجيش الحر»

كيري لدى لقائه الجربا وأعضاء في الائتلاف الوطني السوري بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. أ. ف. ب

طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أحمد الجربا، أول من أمس، الولايات المتحدة بالإسراع في تسليح مقاتلي المعارضة السورية بما يمكنها من مواجهة ترسانة الرئيس بشار الأسد، والسعي جدياً من أجل تسوية سياسية، مؤكداً أن أن الوضع في سورية «يبعث على اليأس». في حين نفذ مقاتلو المعارضة هجمات دامية على مواقع للجيش في شمال البلاد وجنوبها قتلوا خلالها مئات الجنود.

وقال الجربا في بيان إثر لقائه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن الرئيس السوري «يسعى إلى الانتصار عسكريا من خلال ترسانة تراوح من الاسلحة الكيماوية إلى القنابل الانشطارية». وأضاف «طالما أن النظام لم يوافق على حل سياسي فنحن بحاجة إلى أن ندافع عن أنفسنا». وفي يونيو الماضي وعدت إدارة الرئيس باراك أوباما بزيادة مساعدتها العسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية بعدما اتهمت نظام الأسد باللجوء إلى السلاح الكيماوي ضد معارضيه. وخلال لقائه كيري دعا الجربا الولايات المتحدة إلى الوفاء بهذا الوعد «سريعا وبما يتيح لنا الدفاع عن انفسنا وحماية السكان المدنيين».

وأضاف أن «حرماننا من حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا يهدد باستمرار النظام، آلاف الأشخاص سيقتلون والقمع سيتواصل من دون أي أمل في ان تكون هناك نهاية له». وأكد الجربا أن الائتلاف «يعي تماماً المخاوف الأميركية بما خص التطرف وإمكانية الاستيلاء على المساعدة العسكرية»، مشدداً على أن المعارضة السورية «مصممة 100% على ارساء نظام ديمقراطي منفتح على جميع السوريين بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي». من جهته، وصف كيري اللقاء مع الجربا وأعضاء في الائتلاف الوطني السوري بـ«الايجابي»، لكن من دون أن يتطرق إلى موضوع تسليح المعارضة.

وقال كيري إن «المعارضة السورية أكدت ان مؤتمر جنيف-2 مهم جداً، ووافقت على أن تعمل خلال الاسابيع المقبلة للتوصل إلى توافق في ما بينها على الشروط والبنود التي تعتبرها كفيلة بإنجاح المؤتمر». وأعرب عن تفاؤله بإمكانية انعقاد مؤتمر السلام الذي تسعى واشنطن وموسكو جاهدتين لعقده على أمل التوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر في سورية منذ أكثر من عامين. وقال «أنا متفائل جداً، هناك هذا الشعور القوي بأن مؤتمر جنيف مهم وسوف نسعى لإنجاحه».

ولا يريد أوباما بعد سحب القوات الأميركية من العراق ومع سعيه إلى إنهاء الحرب الأميركية في أفغانستان التدخل في الصراع الدائر في سورية. غير أن لجان المخابرات في الكونغرس الأميركي وافقت هذا الشهر على خطة البيت الأبيض لتقديم أسلحة لمقاتلي المعارضة على الرغم من تساؤلات المشرعين بشأن فرص نجاح الخطة، ومخاوفهم من أن تستخدم تلك الأسلحة في ضرب أهداف غربية.

في السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد لقائه كيري، أول من أمس، إن «الأعمال العسكرية والعنيفة يجب ان يتوقف عنها الجانبان، ولذلك من الضروري عقد مؤتمر سلام في جنيف في أقرب وقت ممكن».

على الصعيد الميداني، قال مقاتلو المعارضة السورية، أمس، إنهم نفذوا هجمات على مواقع للجيش في شمال البلاد وجنوبها هذا الأسبوع، وركزوا على الاستيلاء على مواقع منعزلة للجيش معظمها في مناطق ريفية، بينما حققت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد مكاسب في الاشهر القليلة الماضية حول العاصمة دمشق ومدينة حمص، وسط البلاد.

وأظهر تسجيل فيديو نشرته على موقع «يوتيوب» جماعة معارضة تطلق على نفسها اسم «أنصار الخلافة الإسلامية»، جثث نحو 30 شاباً مكدسة بجوار حائط. وتناثرت الدماء على الحائط وتصاعد الدخان من إحدى الجثث، وظهر صوت رجل في التسجيل يقول إن عشرات من ميليشيات الأسد قتلوا. وأضاف أن اللقطات سجلت في المنطقة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الاسبوع الماضي ببلدة خان العسل في شمال سورية. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن نشطاء، أمس، في خان العسل قولهم، إن اكثر من 150 جندياً قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء داخل البلدة وحولها. وقال المرصد إن هذا العدد يشمل 51 جنديا وضابطا أعدموا. وأظهر فيديو آخر بثته جماعة معارضة في قرية الحارة بمحافظة درعا جثثاً لجنود ترقد في حجرة وسط بركة من الدماء وفي رؤوسهم اصابات. وقال صوت مصاحب للقطات إنهم «كلاب» الأسد. من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، إن وحدات الجيش السوري حققت تقدما كبيرا في معركتها ضد «المجموعات الإرهابية المسلحة» في حي الخالدية بمدينة حمص. وأضافت أن الجيش قتل عشرات «الإرهابيين» في حمص، حيث سويت معظم الاحياء بالأرض جراء الصراع الدائر منذ عامين، فيما لم يحقق اي من الجانبين السيطرة الكاملة على المدينة. واشتبكت قوات الاسد أيضاً مع مقاتلي المعارضة على مشارف العاصمة دمشق، أمس. وقالت مواطنة بدمشق إن المقاتلات تستهدف حي برزة في شمال العاصمة. وأضافت  «يقول الناس القريبون من برزة إن الأصوات الناجمة عن الطائرات الاسرع من الصوت وما استتبعها من قصف لم تتوقف طوال اليوم».

تويتر