أضرار في قلعة الحصن بعد استهدافها بالطيران الحربي

صورة من فيديو تظهر الدخان يتصاعد من قلعة الحصن بعد قصفها. أ.ف.ب

أصيبت قلعة الحصن الأثرية في محافظة حمص وسط سورية، والمدرجة على لائحة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، للتراث العالمي، بأضرار، بعد استهدافها بقصف من الطيران الحربي السوري، بحسب ما اظهرت اشرطة فيديو بثها ناشطون معارضون.

وأظهر احد هذه الأشرطة التي عرضت على موقع «يوتيوب» الالكتروني، أمس، كمية كبيرة من حجارة القلعة مكومة فوق بعضها بعضاً جراء انهيار السقف الذي أضحى عبارة عن فتحة كبيرة.

ويسمع المصور وهو يقول اثناء تجوله «هذا هو الدمار الذي سببه القصف بطيران الميغ على قلعة الحصن، هذه القلعة الاثرية».

ويضيف «شاهدوا يا عالم، هذا هو بشار الاسد يقوم بقصف قلعة الحصن»، قبل ان ينتقل الى جانب إحدى النوافذ الكبرى ويصور من خلالها المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وكان الناشطون بثوا اشرطة تظهر تعرض القلعة لإصابة مباشرة بالقصف، تزامنا مع سماع هدير طائرة حربية في أجواء المنطقة.

ويظهر في الشريط المصور من موقع قريب من القلعة، اصابة مباشرة يتعرض لها أحد ابراج القلعة الضخمة، قبل ان تتصاعد منه كتلة من اللهب ودخان أبيض اللون، وتتطاير منه حجارة. ويسمع المصور وهو يقول «قصف قلعة الحصن بطيران الميغ».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، إن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية شن، أول من أمس، ثلاث غارات في المنطقة، استهدفت احداها اطراف قلعة الحصن.

وأوضح ان الغارات «أتت بعد هجوم شنه مقاتلون معارضون على قرية قميري القريبة والتي تقطنها أغلبية علوية» وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد، ما ادى الى مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابطان، اضافة الى اربعة اشخاص آخرين.

وقال عبدالرحمن ان المهاجمين «ربما قدموا من مدينة الحصن»، مشيرا الى وجود عدد من مقاتلي المعارضة «في داخل القلعة» المشرفة على المدينة، والواقعة على تلة في الطرف الجنوبي الغربي منها.

ويعود تاريخ بناء القلعة الى الفترة بين العامين ‬1142 و‬1271. وتعد مع قلعة صلاح الدين القريبة منها، واحدة من أهم القلاع الصليبية الأثرية في العالم، بحسب «اليونيسكو». وأدرجت قلعة الحصن على لائحة التراث العالمي عام ‬2006، وهي واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على هذه اللائحة، ابرزها المدينة القديمة في دمشق وحلب وآثار تدمر.

وفي وقت سابق من هذا العام، أدرجت المنظمة الدولية المواقع الستة على لائحة التراث المهدد، في خطوة عكست المخاوف المتزايدة من تعرضها للدمار جراء النزاع المتواصل في البلاد منذ منتصف مارس ‬2011.

 

تويتر