تقدم طفيف لقوات النظام في حي الخالدية.. وغارات على أحياء بدمشق

أحمد الجربا رئيساً للائتلاف السوري

سوريون يتفقدون الأضرار في أعقاب غارة نفذتها القوات النظامية على مدينة عربين في ضواحي دمشق. أ.ف.ب

فاز أحمد عاصي الجربا، أمس، برئاسة الائتلاف السوري الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، بعد جولات ماراثونية من الخلافات والمناقشات الصاخبة في اليومين الماضيين. فيما حققت القوات النظامية السورية تقدما طفيفا بحي الخالدية في مدينة حمص الذي يتعرض منذ أيام لقصف عنيف ومتواصل، بينما شن الطيران الحربي السوري، غارات جوية على أحياء في شرق وجنوب دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.

وانتخب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض، بحسب المتحدث باسمه خالد صالح.

وخلال الدورة الثانية من الانتخاب، الذي جرى في اليوم الثالث من اجتماعات الائتلاف في إسطنبول، حصل الجربا الذي يعتبر مقربا من السعودية، على ‬55 صوتا مقابل ‬52 لمصطفى الصباغ، الذي يعتبر مقربا من قطر.

وقال مصدر مسؤول في الائتلاف «إن ممثل (الإخوان المسلمين) فاروق طيفور فاز بأحد منصبي نائبي الرئيس، فيما ذهب المنصب الثاني للوجه النسائي المعروف سهير الأتاسي، حيث احتفظت بمنصبها بالتزكية».

وأضاف أن أنس العبدة فاز بمنصب الأمين العام خلفا لمصطفى الصباغ، بعد أن كان أحد الأسماء المطروحة للرئاسة، أو العودة لمنصبه كأمين عام للائتلاف «إلا أنه خرج من سباق المناصب».

والجربا هو شيخ عشيرة شمر، إحدى كبرى العشائر العربية في سورية، وهو من كتلة السياسي والمفكر المعارض ميشيل كيلو، المعروفة بالكتلة الديمقراطية

أما العبدة فهو رئيس حركة العدالة والبناء، وهو رئيس الأمانة العامة لـ«إعلان دمشق» في المهجر، أما الأتاسي فهي من التيار الليبرالي المدني.

على الصعيد الميداني، حققت القوات النظامية السورية تقدما طفيفا في حي الخالدية، في مدينة حمص.

وقال الناشط يزن الحمصي، لـ «فرانس برس» عبر «سكايب»، أمس، إن «الجبهتين الاكثر حماوة، هما في حيي باب هود والخالدية».

وأضاف أن قوات النظام تقدمت منذ يوم أول من أمس، إلى بضعة أبنية في أطراف حي الخالدية، لكن أمس لم يحصل أي تقدم جديد، مشيرا إلى استمرار القصف العنيف وتدمير عدد كبير من الأبنية بشكل كامل، وذكر أن هناك العديد من المفقودين لايزالون تحت الأنقاض.

وأكد الناشط محمود الحمصي الموجود بالمدينة أيضا لـ«فرانس برس»، أن الجيش السوري تمكن من «الاستيلاء على كتل من الأبنية في حي الخالدية، وأن الجيش السوري الحر حاول استرجاعها، لكن قوات النظام قصفتهم بالقنابل الحارقة».

وقال إن «الحملة مستمرة منذ أكثر من عام وشهر بهجمات برية من جميع الجبهات والمحاور، وقصف بجميع أنواع الأسلحة والراجمات والهاون، مع غارات مستمرة للطيران»، مشيرا إلى أن «اشتداد الحملة الآن هو محاولة لإنهاء المعركة جغرافيا، من جانب قوات النظام». وأكد الحمصي مشاركة «حزب الله» اللبناني في الحملة.

واحتجاجا على عدم بذل المجتمع الدولي أي جهد، لوقف حصار حمص والعمليات العسكرية ضدها، أعلن عضو مجلس محافظة حمص واصف الشمالي، أن المجلس علق عضويته في الائتلاف الوطني المعارض.

ومجلس محافظة حمص هو أحد المجالس المحلية، التي تم تشكيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المقاتلة ضد النظام، لإدارة شؤون هذه المناطق، وهي ممثلة في الائتلاف المعارض.

وقال الشمالي «علقنا عضويتنا احتجاجا على الهجوم الشرس، الذي يقوم به الجيش السوري، و(حزب الله)، وإيران». وأضاف «أنهم يستخدمون أسلحة تدميرية ضد حمص، بينما المجتمع الدولي لا يفعل شيئا». واعتبر أن «الثوار يصمدون بشكل أسطوري».

على صعيد آخر، نفذ الطيران الحربي السوري، أمس، غارات جوية على أحياء في شرق وجنوب دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة، إن الطيران الحربي نفذ غارات جوية عدة، على مناطق في حي العسالي (جنوب)، وأطراف حي القابون (شمال شرق)، من جهة المتحلق الجنوبي صباح أمس، رافقتها اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية في حيي العسالي وجورة الشريباتي (جنوب)، كما وقعت اشتباكات بمنطقة بورسعيد في حي القدم (جنوب) فجر أمس، «إثر محاولة القوات النظامية اقتحام المنطقة»، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض مناطق في حي جوبر (شرق)، وأطراف مخيم اليرموك (جنوب) للقصف من القوات النظامية بعد منتصف الليلة قبل الماضية.

وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة استهدفوا بعبوات ناسفة، وبقذائف هاون، حواجز تابعة للقوات النظامية في مناطق نهر عيشة، والمتحلق الجنوبي والميدان (جنوب غرب)، إضافة إلى حاجز غندور بحي القدم. وتوجد جيوب لمقاتلي المعارضة بكل هذه الأحياء، تحاول القوات النظامية منذ أشهر القضاء عليها. كما نفذ الطيران الحربي والمروحي غارات عدة على مناطق بمدينتي عربين وزملكا شرق العاصمة، وأخرى على عسال الورد ومنطقة المعرة بالقلمون شمال دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني إن الغارات الجوية طالت أيضا مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، مشيرة إلى أن المضادات الأرضية تتصدى لطيران الميغ. وفي محافظة حلب (شمال)، أفاد المرصد السوري بتفجير رجل نفسه، الليلة قبل الماضية، بسيارة مفخخة في بلدة معارة الارتيق بمبنى يضم عناصر من القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

تويتر