موسكو تتهم الغرب بمخالفة «جنيف ‬2».. وتنفي إغلاق سفارتها بدمشق وإخلاء قاعدة طرطوس

مقاتلو المعارضة يتقدمون في درعا وريفها عقب سيطرتهم على حاجز «البنايات»

صورة بثها نشطاء تظهر جانباً من الدمار الذي سببه قصف القوات النظامية على حي الخالدية في حمص. رويترز

بدأ مقاتلو المعارضة السورية في التقدم ميدانياً في مدينة درعا وريفها، أمس غداة سيطرتهم على «حاجز البنايات» الاستراتيجي للقوات النظامية السورية في مدينة درعا (جنوب)، بعد اشتباكات وحصار دام أكثر من أسبوعين، فيما دارت اشتباكات في حي القابون شمال شرق دمشق الذي يتعرض لهجوم من القوات النظامية منذ ‬10 أيام في محاولة للسيطرة عليه بشكل كامل. في حين اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب، بمخالفة مبدأ عقد مؤتمر «جنيف ‬2» عبر إرسال السلاح إلى المعارضة السورية، نافياً نية بلاده إغلاق سفارتها في دمشق وإخلاء قاعدة طرطوس، واصفاً الأنباء حول ذلك بأنها «شائعات واستفزازات» تهدف إلى تهيئة الظروف لتغيير النظام السوري.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، أن «المقاتلين يتقدمون في مدينة درعا وريفها»، عقب سيطرتهم على «حاجز البنايات» والمؤلف من برجين مرتفعين في مدينة درعا ما «يتيح لهم الاشراف على كامل درعا البلد». وتقع محافظة درعا على الحدود مع الأردن، ويمكنها ان تشكل، بحسب عبدالرحمن «ممراً أساسياً للسلاح من الاردن الى مقاتلي المعارضة في ريف دمشق» حيث يوجد مقاتلو المعارضة بشكل كثيف.

وكانت «الكتائب الاسلامية المقاتلة سيطرت على حاجز البنايات التابع للقوات النظامية في مدينة درعا، بعد حصار دام ‬15 يوماً واشتباكات بين الطرفين». وأشار المرصد إلى أن المقاتلين فجّروا مساء أول من أمس، سيارة مفخخة في الحاجز «ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى» من القوات النظامية. وأوضح عبدالرحمن أن الحاجز «أهم مركز عسكري يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة درعا» منذ بدء النزاع في منتصف مارس ‬2011.

وفي ريف درعا، أفاد المرصد بمقتل ثماني نساء في قصف على بلدتي الكرك الشرقي وإزرع، وبين الضحايا اربع فتيات دون الـ ‬18 من العمر، وفي دمشق دارت بعد منتصف الليلة قبل الماضية اشتباكات في حي القابون (شمال شرق) الذي يتعرض لهجوم من القوات النظامية منذ ‬10 ايام في محاولة للسيطرة عليه بشكل كامل. سياسياً، أكد لافروف، أن إرسال السلاح إلى المعارضة السورية بشكل متزايد يعني تأييد الغرب لشروط المعارضة خلافاً لمبدأ عقد مؤتمر «جنيف ‬2» من دون شروط مسبقة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، في موسكو، أمس، إن المعارضة رفضت المشاركة في «جنيف ‬2» حتى تحقق التوازن العسكري، مؤكداً التزام موسكو بمبادرة جنيف، وفقاً للاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الأميركي، جون كيري، خلال زيارته لموسكو الشهر الماضي. وأوضح لافروف أن هناك حديثاً عن تدفق سلاح ليبي إلى سورية عدا السلاح الأميركي، واعتبر أن ذلك يعد انتهاكاً للحظر المفروض على ليبيا، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق بهذا الشأن.

إلى ذلك، أكد لافروف أن روسيا لا تنوي إغلاق سفارتها في دمشق وإخلاء قاعدة طرطوس، وأوضح أن البعثة الدبلوماسية الروسية في دمشق تعمل بشكل طبيعي، واصفاً الأنباء حول إغلاق السفارة الروسية وقاعدة طرطوس بأنها شائعات واستفزازات تهدف إلى تهيئة الظروف لتغيير النظام.

وأوضح أن مدنيين يعملون في موقع إصلاح السفن في طرطوس، وإنه لا وجود لعسكريين هناك. من جهته، دعا العثماني، إلى الحفاظ على وحدة سورية، ورفض التدخل الأجنبي، ودعم مرحلة انتقالية، ووقف العنف، مشيراً إلى أن روسيا والمغرب يتقاسمان الثوابت العامة لحل الأزمة السورية. وقل إن المغرب مستعد لأي عمل يؤدي إلى وقف نزيف الدم في سورية.

من ناحية أخرى، أظهرت تحاليل أجراها مختبر فرنسي متخصص لعينات جلبها صحافيون يعملون لحساب صحيفة «لوموند» الفرنسية بعد هجوم حصل منتصف ابريل في جوبر بضواحي دمشق، وجود ‬13 حالة اصابة بغاز الأعصاب (السارين)، وفق ما افادت الصحيفة أمس.

وكان صحافيو «لوموند» جلبوا ‬21 عينة تم تحليلها في مختبر تابع للادارة العامة للتسلح التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية. وكتبت الصحيفة إن «سبع (عينات) استحال تحليلها أو كانت نتيجتها سلبية. في حين جاءت نتائج ‬14 عينة لـ ‬13 ضحية إيجابية وأثبتت وجود السارين في البول (ثماني مرات) وفي الشعر (مرتان) وفي الملابس (ثلاث مرات) وفي دم ضحية وجد ايضاً السارين في ثيابه».

وأضافت الصحيفة ان هذا التحليل «يؤكد النتائج التي اعلنت في الرابع من يونيو من قبل وزير الخارجية لوران فابيوس وصحيفة لوموند للعينات الثلاث الاولى التي تم تحليلها». وكانت فرنسا اتهمت في الرابع من يونيو النظام السوري باستخدام غاز السارين على الاقل مرة واحدة في سورية. وبعد ‬10 أيام من ذلك اتهمت الإدارة الاميركية النظام السوري باستخدام غاز السارين ضد المعارضة المسلحة.

 

تويتر