الهدوء يعود إلى صيدا.. والقوى الأمنية تلاحق الأسير

جنود لبنانيون على دباباتهم قرب مجمع الأسير في عبرا قرب صيدا. رويترز

عاد الهدوء الحذر، أمس، الى مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، بعد اشتباكات استمرت يومين بين أنصار الشيخ الأصولي أحمد الأسير والجيش اللبناني، التي انتهت بسيطرة الجيش على مقر الأسير الذي استطاع الهرب منه وبدأت القوى الامنية اللبنانية ملاحقته.

وبدأت القوى الأمنية اللبنانية، أمس، ملاحق الأسير المتواري عن الانظار، غداة دخول الجيش الى مقره قرب صيدا في جنوب لبنان، بعد معركة عنيفة.

وانتهت العملية العسكرية التي بدأها الجيش الاحد الماضي إثر مهاجمة مجموعة تابعة للاسير حاجزاً له في بلدة عبرا قرب صيدا، بعد ظهر أول من أمس، بدخول الجيش الى المقر المؤلف من مسجد بلال بن رباح وأبنية عدة فيها مكاتب وشقق سكنية لانصاره، بعد اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. وفر الاسير وعدد من مرافقيه وأفراد عائلته الى جهة مجهولة.

وأدت الاشتباكات الى مقتل ‬15 عسكرياً وضابطين من الجيش، بينما تحدثت الأنباء عن مقتل ‬20 على الأقل من مسلّحي الأسير. وطلب المدعي العام العسكري صقر صقر من مخابرات الجيش التحقيق مع ‬40 موقوفاً لمعرفة مدى تورّطهم في قتال الجيش.

وكان القاضي صقر طلب، أول من أمس، ملاحقة ‬138 من أنصار الأسير، بينهم الأسير نفسه، والمغني السابق فضل شاكر المؤيد للأسير.

من جهة ثانية، أشاد رئيس الجهورية ميشال سليمان في بيان بـ«وقوف المواطنين والمرجعيات والتفافهم حول المؤسسات الوطنية».

وقال سليمان إن «الدعوة الى الجهاد ضد الجيش لم ولن تجدي نفعاً أو تلقى آذاناً صاغية»، في إشارة الى دعوات أطلقت من أصوليين إلى الجنود السُنّة لترك الجيش و«الجهاد» ضده.

وقال مصدر عسكري لـ«فرانس برس» إن «كل القوى الامنية مكلفة بالبحث وملاحقة الاسير المطلوب مع ‬123 من أنصاره من السلطات القضائية».

وأوضح أن مكان وجود رجل الدين الذي برز على الساحة السياسية قبل سنتين نتيجة مواقفه المناهضة للنظام السوري ولـ«حزب الله» الشيعي وخطابه العنيف المتطرف «غير معروف». وتحدثت شائعات حول الاسير عن احتمال لجوئه الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا القريبة أو إلى مدينة طرابلس في شمال لبنان، بعد أن تنكر بلباس امرأة أو الى سورية.

وقال وزير الداخلية مروان شربل خلال جولة في مكان الاشتباكات، إن «المقر يشبه مركزا امنيا اكثر منه مركز عبادة»، مشيرا الى توقيف عدد كبير من أنصار الاسير «من جنسيات مختلفة».

كما عاد الهدوء، أمس، الى مدينة طرابلس في الشمال، التي شهدت توترا وقطع طريق تضامنا مع الاسير خلال احداث صيدا، إضافة الى إطلاق نار على دوريات ومراكز للجيش. كما هدأ الوضع في مخيم عين الحلوة الذي انتقلت اليه المعارك، واستمرت ساعات طويلة بين الجيش المتمركز عند المدخل الشمالي للمخيم ومجموعات إسلامية متطرفة.

 

تويتر