مذكرات قضائية بملاحقة ‬123 من أنصاره بينهم شقيقه وفضل شاكر

الجيش اللبناني مصمم على إزالة المقر المسلح للأسير

جنود لبنانيون يتخذون مواقف دفاعية خلف مدرعة خلال اشتباكات مع أنصار الأسير في صيدا. رويترز

أكد مسؤولون لبنانيون، أمس، أن قوى الجيش ستواصل تنفيذ إجراءاتها في منطقة صيدا، جنوب البلاد حتى «الانتهاء من المظاهر المسلحة، وإزالة المربع الامني» للشيخ أحمد الأسير، في إشارة إلى مقر رجل الدين السني المتشدد، المتحصن مع أنصاره بمجمع يشهد محيطه، منذ أول من أمس، اشتباكات عنيفة بين الجيش وأنصار الأسير، أسفر عن مقتل ‬16 جنديا لبنانيا. فيما طلب المدعي العام العسكري القاضي صقر صقر، ملاحقة الأسير و‬123 من أنصاره بينهم شقيقه، والمغني السابق فضل شاكر، إثر الاشتباكات التي خاضوها مع الجيش.

وأكد بيان صدر بعد اجتماع برئاسة الرئيس ميشال سليمان، ضم قائد الجيش جان قهوجي والوزراء والمسؤولين عن الأجهزة الأمنية «وجوب استمرار قوى الجيش، تؤازرها بقية القوى العسكرية والأمنية، في تنفيذ إجراءاتها حتى الانتهاء من المظاهر المسلحة، وإزالة المربع الأمني، وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش».

وخصص الاجتماع للاطلاع على سير العملية العسكرية، التي تنفذها قوى الجيش، بعد الاعتداء الذي تعرض له حاجز الجيش ،أول من أمس، كما بحث «احتياجات قوى الجيش، لتمكينها من القيام بمهامها».

ودعت قيادة الجيش في بيان «المسلحين الذين قاموا بالاعتداء على مراكز الجيش والمواطنين، إلى إلقاء السلاح، وتسليم أنفسهم فورا إلى قوى الجيش، حرصاً على عدم إراقة المزيد من الدماء»، مؤكدة أن هؤلاء «معروفون بالنسبة إليها فردا فردا».

وأكد البيان أن الجيش لن يوقف «عملياته العسكرية حتى إعادة الأمن إلى المدينة وجوارها بصورة كاملة، وانضواء الجميع تحت سقف القانون والنظام».

وبعد ظهر أمس، أصدرت السلطات القضائية «بلاغات بحث وتحرٍ»، في حق ‬123 شخصا متورطين في الاشتباكات، في مقدمهم الأسير.

وقال مصدر قضائي، لـ«فرانس برس»، إن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بلاغات بحث وتحرٍ في حق ‬123 شخصا، لإجراء ملاحقات قضائية في حقهم وتوقيفهم، مشيرا إلى أن هؤلاء «يشكلون مجموعة الأسير».

وأوضح أن أبرز المطلوبين هم «الأسير وشقيقه ونجله، والفنان فضل شاكر»، وهو مطرب لبناني معروف اعتزل الغناء قبل فترة، وبات من المقربين من رجل الدين المتشدد. وتستمر منذ بعد ظهر أول من أمس، الاشتباكات العنيفة في بلدة عبرا قرب صيدا، أكبر مدن جنوب لبنان، حيث يوجد ما يعرف بـ«المربع الأمني» للشيخ الأسير، الذي يضم مسجد بلال بن رباح، ومجموعة أبنية يتمركز فيها مناصروه. واندلعت الاشتباكات، بحسب الجيش، بهجوم من جماعة الأسير على حاجز للجيش. وقتل في الاشتباكات ‬16 جنديا، بحسب قيادة الجيش، وخمسة على الأقل من مجموعة الأسير، بحسب مصدر قريب منه، ومدني، إضافة إلى إصابة العشرات. والأسير معروف بعدائه الشديد لـ«حزب الله» الشيعي وللنظام السوري، وتميز بخطاباته النارية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وتورط خلال السنتين الماضيتين في حوادث أمنية عدة، بعضها مع الجيش وبعضها مع أنصار للحزب، وهو يتهم الجيش بمحاباة «حزب الله».

وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس، مذكرة تقضي بإعلان الحداد العام اليوم على الضحايا العسكريين، والتوقف عن العمل لمدة ساعة ظهرا.

في المقابل، ذكر مصدر قريب من الأسير، باتصال من عبرا مع «فرانس برس»، أن خمسة قتلى على الأقل سقطوا في صفوف فريقه، إضافة إلى ‬10 جرحى.

وذكر مراسلو «فرانس برس» وشهود، أن المعارك مستمرة في محيط المجمع، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن «الجيش أحكم السيطرة على مجمع الأسير في عبرا». وأشارت إلى أن «الجيش يقاتل في الأمتار الأخيرة من المربع الأمني التابع للاسير، في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين بالقذائف والقنابل». وقال شقيق الأسير، أمجد الأسير، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، صباح أمس، «هناك قرار بالانتهاء منا، لكننا لانزال نقاوم».

وأضاف أن «الشيخ الأسير سيبقى في مسجد بلال بن رباح، حتى آخر قطرة دم». واستمرت الاشتباكات أيضا عند طرف مخيم عين الحلوة بين حي الطوارئ، الذي يعتبر معقلا لمجموعات إسلامية، بينها «جند الشام» و«فتح الإسلام»، والجيش الذي يقيم حاجزا عند المدخل الشمالي للمخيم، بحسب ما ذكر مصدر فلسطيني.

وتستخدم بالمعارك الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية والمدفعية، كما يلاحق الجيش مسلحين في شوارع صيدا، حيث تدور اشتباكات بين وقت وآخر.

وبدت الحركة مشلولة في كل أنحاء صيدا، وتواصل نزوح الأهالي من المدينة. وتم إرجاء الامتحانات الرسمية، التي كانت مقررة أمس، للمرحلة المتوسطة في ‬10 مراكز بصيدا ومحيطها.

ووجهت النائبة بهية الحريري، التي تقطن في صيدا نداء عبر وسائل الإعلام، قالت فيه إن «المدينة وقعت في قبضة المسلحين وآلاف المواطنين محاصرون، ولا يوجد ماء ولا كهرباء». وأضافت «أنا محاصرة كما بقية الناس، المسلحون من حولي من كل الأطراف»، مشيرة إلى أن قسما كبيرا من أهالي صيدا «في الملاجئ، والعائلات مفككة، الأب في مكان والأم في مكان آخر».

تويتر