المعارضة تجدد رفضها المشاركة في «جنيف 2»
اشتباكات عنيفة في القصير.. وصواريـخ على لبنان
عناصر من الجيش اللبناني في موقع سقوط أحد الصواريخ قرب الحدود مع سورية. أ.ف.ب
واصلت المعارضة السورية دفاعها عن مدينة القصير عسكرياً وسياسياً، محاولة الصمود في وجه الطوق المحكم الذي فرضه الجيش السوري و«حزب الله» على المدينة، ومتمسكة بشروطها لجهة رفض المشاركة في مؤتمر جنيف 2، ما لم تتوقف العمليات العسكرية «لقوات النظام وإيران وحزب الله». في الاثناء سقطت ستة صواريخ فجر أمس، على مناطق في شرق لبنان قريبة من الحدود السورية مصدرها الجانب السوري، دون أن تسبب إصابات
وتفصيلاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، بوقوع اشتباكات عنيفة في شمال مدينة القصير، وان المقاتلين المعارضين يحاربون بضراوة، فيما عززت قوات النظام المواقع التي تقدمت إليها شمال المدينة، من بينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين في المنطقة.
وأشار الى استمرار استقدام تعزيزات لقوات النظام، والى وجود 15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة يمكن أن ترصد أي سيارات تتحرك وضربها.
ويتواصل القصف المدفعي من قوات النظام على المدينة وعلى بعض المناطق في ريف حمص. وذكر المرصد وجود نحو 1000 جريح في القصير، مضيفاً ان الوضع الطبي فيها صعب جداً.
وسيطر الثوار على نقاط تمركز لقوات النظام في الرستن بريف حمص، مع بدء ما سموها معركة نصرة القصير التي ضيق فيها جيش النظام على الثوار.
وقال الناطق باسم جبهة حمص التابعة لهيئة الأركان بالرستن صهيب العلي، إن الثوار استطاعوا تحرير خمسة حواجز تقع شمال مدينة الرستن في عملية استمرت خمسة أيام، وقال إن هذه الحواجز بالغة الأهمية، لأنها كانت مصدراً للقصف والقنص.
وفي القصير، قال صهيب إن الحصار مستمر رغم وصول بعض الإمدادات، وأضاف أن الحالة الإنسانية صعبة، خصوصاً بالنسبة للجرحى الذين لا يمكن نقلهم، ولا توجد علاجات لمساعدتهم.
من جهتها، قالت جبهة التوحيد في ريف حمص الشمالي، إنها بدأت معركة باتجاه الحواجز الشمالية لمدينة الرستن وكتيبة الهندسة، وقالت إن هناك 10 حواجز ضخمة، سقط منها خمسة وأصيب البقية، في عملية قالت إنها تهدف إلى لفت أنظار النظام، وتشتيت قواه عن المحاصرين في مدينة القصير.
ورغم هذه التطورات، يتواصل قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن القصير والرستن ولحولة وبساتين تدمر وبلدات غرناطة والدار الكبيرة، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة شمال مدينة الرستن، واشتباكات في محيط مدينة وبساتين القصير بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة بقوات «حزب الله» اللبناني.
في السياق نفسه، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان امس، سقوط 14 قتيلا في محافظات سورية مختلفة، 11 منهم في حمص وحدها، وبينهم 10 من الجيش الحر. وأكدت شبكة شام سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء قصف عنيف على مدينة الرستن بريف حمص. وحيا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية «أبطال الجيش الحر الذين يثبتون في كل يوم أنهم أهل للمسؤولية التي أناطها الشعب بهم، بعد أن سطروا أسمى آيات الشجاعة والصمود في ملحمة القصير التاريخية».
وأضاف في بيان وزع على وسائل الإعلام، أمس، إن المقاتلين في القصير «أجمعوا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وهدف واحد، هو دحر الغزاة وطرد المعتدين وتحرير البلاد». وأكد «استمرار الشعب في نضاله لتحرير أرضه مهما كلف الأمر، وسيجبر (حزب الله) على سحب قواته من جميع الأراضي السورية».
وجدد الائتلاف في بيان آخر أصدره اشتراطه وقف العمليات العسكرية ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد للمشاركة في أي مؤتمر دولي لإيجاد تسوية للازمة السورية القائمة منذ 26 شهراً، والتي أودت بأكثر من 94 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وجاء في البيان «يؤكد الائتلاف أن رحيل الأسد والوقف العاجل للأعمال العسكرية لقوات النظام وحزب والله وإيران في سورية هي شروط أولى للذهاب إلى مباحثات جنيف 2، لأن الأسد لم ولن يحترم أي جهود لاتفاق مستقبلي، بل سيستدرجها لكسب مزيد من الوقت في التدمير والقتل والإرهاب المنظم».
وانتقد الائتلاف التصريحات الاخيرة للرئيس السوري عبر قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزب الله، والتي اقر فيها بمشاركة حزب الله في المعارك في سورية، وأعلن موافقته المبدئية على المشاركة في المؤتمر الدولي المقترح من موسكو وواشنطن، واحتمال ترشحه الى الانتخابات الرئاسية مجدداً عام 2014.
وفي دمشق، أصيب أربعة مواطنين سوريين عندما اطلق مسلحون ثلاث قذائف هاون على الأحياء السكنية في منطقة الدويلعة بالعاصمة السورية، ما تسبب أيضاً في إلحاق أضرار مادية كبيرة، بحسب وكالة الانباء السورية. على صعيد آخر أفاد نشطاء في حلب، بأن الهيئة الشرعية أعدمت قائد لواء جيش محمد، وأحد مساعديه، بتهمة تورطهما في جرائم قتل وسرقة وفرض إتاوات على المواطنين، وقتل قائد كتيبة معارضة في حي المشهد بمدينة حلب قبل أشهر.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن مصادر متطابقة، قولها «كان قائد لواء جيش محمد الذي يقاتل القوات السورية قد سلم نفسه للهيئة في شهر مارس عقب حملة قامت بها في صفوف لواء جيش محمد». وقالت مصادر إن قائد جيش محمد الموحد ويدعى محمود المجدمي قام بتسليم نفسه للهيئة الشرعية، وذلك على خلفية اتهامه بقتل أبووسام قائد كتيبة أسود السنة في جيش محمد الموحد .
وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، سقطت فجر أمس، ستة صواريخ مصدرها الاراضي السورية على مناطق قريبة من الحدود السورية في قضاء بعلبك (شرق)، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير، من دون ان تتسبب في إصابات، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس».
وقال المصدر الامني: سقطت أربعة صواريخ ليلاً بين بلدات سرعين التحتا وسرعين الفوقا والنبي شيت، ومصدرها الاراضي السورية. ثم أشار في وقت لاحق الى سقوط صاروخين آخرين في المنطقة نفسها، وهي المرة الاولى التي تطال فيها الصواريخ هذه المنطقة. وكانت منطقة الهرمل المجاورة لبعلبك تعرضت خلال الأسابيع الماضية لقصف من الجانب السوري، وتبنى عدداً من الصواريخ التي تسببت في قتلى وجرحى الجيش السوري الحر، مشيراً الى أنها رد على تدخل «حزب الله» في المعارك في سورية الى جانب النظام.
وتزداد يوماً بعد يوم تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة. وخلال الأشهر الاولى من تحول النزاع السوري الى العسكرة، حصلت عمليات توغل وإطلاق نار من الجيش السوري الى مناطق لبنانية في الشمال خصوصاً، بحجة ملاحقة مسلحين ومهربين. بعد ذلك، شهدت طرابلس، أكبر مدن شمال لبنان، 16 جولة من مواجهات مسلحة بين علويين وسنة على خلفية النزاع السوري، انتهت آخرها قبل ايام وتسببت في مقتل 31 شخصاً. ونددت قيادات لبنانية عديدة بالتوتر المذهبي والسياسي المتصاعد في لبنان على خلفية الانقسام بين اللبنانيين بين مؤيد للنظام السوري ومتعاطف مع الثورة، واضطر مجلس النواب اللبناني، تحت ضغط هذا التوتر، الى تمديد ولايته أول من أمس لمدة 17 شهراً، خشية حصول تدهور أمني واسع.
وفي دليل آخر على هذا التوتر، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام، أمس، ان مجهولين أطلقوا النار عند الثانية و30 دقيقة ليلاً على مقام السيدة خولة على المدخل الجنوبي في مدينة بعلبك. وأصيب المقام برصاصات عدة وأصيبت سيارة كانت متوقفة أمام المقام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news