متطرفون يهود يقتحمون «الأقصى»

نتنياهو يأمر بتجميد الاستيطان تلبية لطلب أميركي

شاب يمسك يد شرطي إسرائيلي منع عجوزاً فلسطينياً من دخول الحرم القدسي. رويترز

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتجميد استدراجات العروض لبناء وحدات سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، لعدم إعاقة الجهود الاميركية الرامية الى تحريك مفاوضات السلام المتوقفة منذ العام ‬2010. في حين اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح أمس، ساحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، بمناسبة الذكرى الـ‬46 لما يسمى «توحيد القدس»، بمشاركة عدد من قيادات حزب الليكود الإسرائيلي.

وقرر نتنياهو تجميد الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية لعدم اعاقة الجهود الاميركية الرامية الى تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتنياهو أبلغ قراره قبل بضعة ايام الى وزير الاسكان اوري أريئيل العضو في حزب «البيت اليهودي»، الحزب القومي الديني الداعي الى مواصلة الاستيطان. وأوضحت أن قرار نتنياهو تجميد العطاءات على ارتباط بالجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك أوباما ووزير خارجيته لتحريك المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المجمدة منذ سبتمبر ‬2010.

وذكر موقع صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية نقلا عن مسؤولين كبار ان نتنياهو وعد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مارس الماضي «بحصر» الاستيطان. ووافق نتنياهو على الانتظار ما بين ثمانية و‬12 اسبوعاً حتى منتصف يونيو المقبل، قبل طرح عطاءات جديدة.

ورفض مكتب نتنياهو الموجود حالياً في الصين، تأكيد او نفي خبر تجميد العطاءات. كذلك رفض اريئيل نفي أو تأكيد الامر رداً على اسئلة الاذاعة.

وأضاف اريئيل للاذاعة «لا انوي الكشف عن مضمون المناقشات التي اجريها مع رئيس الوزراء»، مشيرا الى انه لا يستبعد ان يصوت حزبه ضد الميزانية المقبلة للحكومة التي ستعرض الاسبوع المقبل في حال تجميد البناء الاستيطاني.

وقال اريئيل في اجتماع في البرلمان (الكنيست) «لدينا مشروعات لآلاف المساكن ليس الآن، ولكن في الاشهر المقبلة، الضوء الاخضر لا يعتمد علينا».

ومن جهتها، قالت النائبة عن الحزب نفسه ايليت شاكيد للاذاعة إن «وزارة الاسكان أعدت آلاف العطاءات لطرحها في مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». وأضافت «لكن من اجل ان تؤدي هذه العطاءات الى البناء لابد ان يوقعها رئيس الوزراء، ولأسباب لا استطيع شرحها فإن التوقيع لم يتم».

أما المسؤولة في حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، هاغيت اوفران، فقالت لـ«فرانس برس»، إن الحكومة الاسرائيلية «لم تطرح اي عطاءات للبناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ أوائل العام، بينما كانت تطرح العطاءات قبل ذلك بمتوسط مرة كل ثلاثة اشهر».

وأضافت أن «هذا لا يعتبر تجميداً للاستيطان، حيث ان البناء في المستوطنات مازال جارياً، ولكن يمكننا الحديث عن ضبط النفس من جانب بنيامين نتنياهو، الذي لا يريد ان يتهمه الاميركيون بالمسؤولية عن فشل محاولات اعادة اطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين». واكدت صحيفة «هآرتس» ان كيري طلب من الطرفين اعطاءه مهلة شهرين لمحاولة التقريب بينهما.

في سياق متصل، قلل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف من شأن قرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة. وقال إن الجانب الفلسطيني لم يبلغ رسميا بمثل هذا القرار الإسرائيلي.

وأضاف «لابد من التزام إسرائيل بالوقف الكامل للبناء الاستيطاني الإسرائيلي في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ‬1967، بما فيها مدينة القدس الشرقية». من ناحية أخرى، اقتحم نحو ‬40 متطرفاً إسرائيلياً، أمس، ساحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة بمناسبة الذكرى الـ‬46 لما يسمى «توحيد القدس». وقال شهود عيان إن المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الاقصى على مجموعتين ومن بينهم أعضاء وقيادات من حزب الليكود، تحت حراسة شرطية وقاموا بجولات في ساحاته وأروقته. ومنع الاحتلال المواطنين الذين تقل أعمارهم عن ‬50 عاما من دخول المسجد، كما منعت «طالبات مصاطب العلم» من الدخول وشددت قوات الاحتلال من وجودها على الأبواب واحتجزت هويات من تمكن من الدخول إليه من كبار السن لحين مغادرته.

تويتر