الحريري يتهم نصرالله بـ «جر لبنان إلى الخراب».. والجيش اللبناني يشدد الإجراءات على الحدود

المعارضة السـورية تـندد بـ «تهديـدات» حزب الله

الأسد يظهر علناً في دمشق ويزور محطة كهرباء الأمويين في حديقة تشرين بمناسبة عيد العمال. أ.ب

نددت المعارضة السورية، أمس، بـ«تهديدات» حزب الله الشيعي اللبناني، بعدما حذر أمينه العام حسن نصرالله من تدخل محتمل مباشر لإيران وحزب الله في النزاع في سورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، فيما حمل رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، على مواقف نصرالله التي أقر فيها بمشاركة حزبه في القتال في سورية، متهما إياه بـ«جر لبنان إلى الخراب»، من اجل إرضاء إيران والاسد. في حين طلب قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، من الوحدات المنتشرة على الحدود اللبنانية - السورية الشرقية تشديد الإجراءات الأمنية والحفاظ على أمن تلك المناطق. بينما ظهر الرئيس السوري بشار الاسد، أمس، علنا في وسط دمشق في خطوة نادرة عبر زيارته محطة كهربائية بمناسبة عيد العمال.

وندد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بتصريحات الأمين العام لـ«حزب الله»، التي هدد فيها بتدخل محتمل مباشر لإيران وحزب الله في النزاع في سورية لدعم النظام.

وقال الائتلاف في بيان «أمسى السوريون واللبنانيون على خطاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، منتظرين منه أن يكف يده عن الآمنين في حمص ودمشق، وآملين من قيادة الحزب أن تعي خطورة الوضع في المنطقة، وما آلت إليه الأمور بسبب تمسكها بنظام سياسي أجرم بحق الشعبين في البلدين».

وأضاف «لكنّ السوريين واللبنانيين لم يسمعوا إلا تهديدات تعودوها من نظام الأسد، وتحذيرات باحتراق المنطقة سمعوها من مسؤولي إيران، إضافةً لاعترافات بالتدخل السافر في شؤون سورية الداخلية، وذرائع تدعي حماية اللبنانيين في حمص وحماية المقامات الدينية في دمشق».

وكان نصرالله أعلن أول من أمس، أن لسورية أصدقاء في المنطقة والعالم «لن يسمحوا لها بأن تسقط»، بيد الأميركيين وإسرائيل، والتكفيريين، ملمحا للمرة الأولى الى إمكانية تدخل حزبه وإيران في المواجهات الميدانية، حال تطور الأمور على الأرض.

وجدد الائتلاف دعوته للحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها «والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية».

وقال «آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسة النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله بتدخله في الشؤون السورية، عبر انخراطه السافر ووقوفه إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري، داخل سورية أولاً وعلى الأراضي اللبنانية، من خلال الضغوط التي يمارسها على اللاجئين السوريين».

من جهته، حمل الحريري، أبرز أركان المعارضة على مواقف الأمين العام لحزب الله، متهما إياه بـ«جر لبنان الى الخراب» من أجل إرضاء ايران والأسد.

وقال الحريري في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي، إن «السيد حسن نصر الله اختار وبشكل نهائي أن يقف في صفوف الظالمين وأن يعلن التزامه خط الدفاع حتى الموت عن نظام بشار الأسد، وأن ينفذ أمر العمليات الايراني والفتوى الصادرة عن ولي الفقيه، بمنع سقوط هذا النظام».

ورأى الحريري أن «أخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله، يتعلق بذلك الربط الانتحاري بين المسألة السورية وبين لبنان».

واعتبر أن نصر الله أعلن في خطابه «قيام جيش الدفاع عن الشيعة اللبنانيين في المنطقة والعالم»، و«أعطى لنفسه الحق في توسيع نطاق عمليات حزب الله من الجنوب اللبناني، لتشمل القصير والسيدة زينب في سورية».

وأضاف أن نصر الله نصب حزبه «بديلا عن الدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية، هو وحده على رأس حزب الله من يقرر عن كل اللبنانيين، من يصدر الأوامر بزج لبنان في الحروب الإقليمية والأهلية، من يجوز له إصدار الفتاوى في مقاتلة السوريين على أرضهم».

وقال الحريري، الذي يتهم دمشق بالوقوف وراء اغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، إن «السيد حسن نصر الله يقول لنا إن الدولة رهينة الى الأبد بيد حزب الله، ومعها المجموعات والطوائف اللبنانية الأخرى، وكل ذلك كرمى لعيون بشار الأسد». ورأى أن حزب الله «يقود لبنان الى الخراب»، و«يلعب منفردا بمصير لبنان»، داعيا اللبنانيين «بكل اتجاهاتهم الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة هذا المشروع، والتعبير عن رفضه بكل الوسائل الديمقراطية».

في سياق متصل، طلب قائد الجيش اللبناني من وحدات جيشه المنتشرة على الحدود اللبنانية - السورية الشرقية الحفاظ على أمن تلك المناطق.

وقال بيان للجيش، أمس، إن العماد قهوجي، جال أول من أمس، على فوج الحدود البرية الثاني، المنتشر على الحدود الشرقية للبنان مع سورية، في منطقتي الهرمل وبعلبك، وفوج التدخل الثاني المنتشر في منطقة رياق ومحيطها في وادي البقاع شرق لبنان، واطلع على الإجراءات العملانية المتخذة لحماية المواطنين وضبط الحدود من أعمال التهريب وتسلل المسلحين بالاتجاهين.

ودعا قهوجي، في البيان، العسكريين «إلى مزيد من الاستعداد والجهوزية لمواجهة الأخطار والتحديات، ومواكبة الاستحقاقات الوطنية المقبلة».

إلى ذلك، زار الأسد محطة كهرباء الامويين في حديقة تشرين بدمشق في مناسبة عيد العمال، كما جاء على صفحة الرئاسة السورية على «فيس بوك».

وعلى صورة نشرها الموقع، يظهر الرئيس السوري، وهو يتحدث الى العمال.

وقال الاسد «إن عمال سورية برهنوا مجددا خلال الحرب التي تتعرض لها بلادنا منذ اكثر من عامين، على أنهم سيكونون دائما من عوامل قوة البلد وليس العكس وأن محاولات استهداف البنى التحتية التي بنيت بطاقات وسواعد أبناء سورية بكل شرائحها لن تثنيهم عن مواصلة أداء واجبهم الوطني كل في موقعه الوظيفي، على الرغم من استشهاد المئات منهم في مختلف القطاعات على يد الإرهابيين»، كما أورد التلفزيون الرسمي السوري.

ولفت الأسد إلى «أن إحدى أهم تلك الشرائح اليوم هي عمال الكهرباء وعمال القطاعات الخدمية، الذين بذلوا كل ما يستطيعون للحفاظ على استمرارية عمل هذه القطاعات، حتى لو كان في ذلك مخاطرة بحياتهم وهو أمر يقدره السوريون جميعا خصوصا أن الإرهابيين ومن يدعمهم حاولوا إغراق البلاد بظلامهم إن كان على الصعيد الفكري والاجتماعي أو على صعيد حرمان المواطن من الخدمات الأساسية وأبرزها الكهرباء».

وأضاف «إلا أن العمال وقفوا في وجه هذه المحاولات وبسواعدهم حافظوا على استمرارية تقديم هذه الخدمات وهذا كان من مقومات صمود البلد في وجه الحرب التي تتعرض لها والتي تستهدف الوطن والمواطن السوري».

تويتر