العيساوي يشبّه ضعفه الجسدي بحالة ضحايا المحرقة

نائب عام إسرائيلي سابق يقر بسرقة أراضي الفلسطينيين

‬1000 فلسطيني تظاهروا أمس لدعم العيساوي خارج مستشفى كابلان قرب تل أبيب. رويترز

أقر النائب العام الإسرائيلي السابق، ميخائيل بن يائير، أن المستوطنين والجيش الإسرائيلي يشاركون في عملية سلب الأراضي الفلسطينية، ووصف المستوطنات بأنها الممارسات الأكثر ظلماً منذ الحرب العالمية الثانية. في حين خلع الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منذ نحو ثمانية شهور، سامر العيساوي، قسماً من ملابسه خلال جلسة للمحكمة العسكرية الإسرائيلية في مستشفى «كابلان» بمدينة رحوفوت، أمس، وقال للقاضية إن جسده الضعيف جداً يشبه أجساد ضحايا المحرقة النازية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرئيلية، أمس، إن بن يائير أجرى نقاشاً من خلال صفحته في موقع «فيس بوك» خلال الأيام الأخيرة حول الاستيطان، في أعقاب تقرير أصدرته منظمة «يش دين» الحقوقية الإسرائيلية حول سلب الأراضي الفلسطينية من أجل إقامة وتوسيع مستوطنات.

وكتب بن يائير أن سلب الأراضي الفلسطينية «عملية معقدة، امتدت سنوات طويلة، وشارك فيها المستوطنون والجيش الإسرائيلي من خلال التنسيق بينهم».

وتطرق تقرير منظمة «يش دين» إلى البؤرة الاستيطانية العشوائية «عادي - عاد» قرب رام الله، التي وصفها بن يائير بأنها «حالة مصغرة للاستيطان الإسرائيلي في المناطق المحتلة». وشدد بن يائير على أن «المستوطنات هي العمل الأكثر ظلماً وحماقة منذ الحرب العالمية الثانية».

وسأل الصحافي ياعوز سيفر بن يائير، خلال النقاش في «فيس بوك»: «هل تدعي أن المستوطنات ظالمة أكثر من حكم بول بوت في كمبوديا؟ ومن جرائم الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين بحق أبناء شعبه؟ ومما يحدث في دارفور؟».

وأجاب بن يائير «هكذا هو الأمر فعلاً، فالمشروع الاستيطاني هو عمل سياسي من جانب دولة ضد شعب آخر، ولذلك فإنه العمل الأكثر ظلماً والأكثر لا أخلاقية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية». يشار إلى أن بن يائير تولى منصب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، أي رئيس النيابة العامة بين الأعوام ‬1993 و‬1996، وطالب خلال ولايته بمحاكمة المستوطنين في محاكم عسكرية، وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي طالب رئيس الوزراء في حينه إسحاق رابين بإخلاء جميع المستوطنين من البؤر الاستيطانية في مدينة الخليل.

من ناحية أخرى، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» أن العيساوي قرّر خلال جلسة المحكمة الوقوف على رجليه وخلع ملابسه، وأشار الى أن جسد العيساوي بدا كهيكل عظمي، وقال للقاضية والحاضرين في الجلسة إن «هذا المنظر عرضتموه قبل أيام عدة عندما استعرضتم ضحايا المحرقة».

ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بياناً لنادي الأسير الفلسطيني، قال إن رئيس وحدة الأسرى في النادي المحامي جواد بولس، أفاد بأنه تم نقل العيساوي إلى قاعة قريبة من غرفته في المستشفى برفقة طبيبة حضرت معه، وبحضور شقيقته المحامية شيرين عيساوي، التي سمحت لها المحكمة بالدخول، بينما رفضت دخول والدته، وتم منعها من رؤيته حتى عن بعد.

وأضاف بولس أن الأسير العيساوي أسمع المحكمة موقفه بصوت ضعيف لكنه واضح، وقال لها «لقد حُكمت بمحكمة القدس بثمانية أشهر انتهت في مارس الماضي، ولا أرى سبباً لاعتقالي، وهو اعتقال كيدي، ولن أعترف بلجنتكم ولا بالإجراءات التي تتخذونها بحقي».

وأوضح بولس أن الطبيبة أكّدت للقاضية الإسرائيلية أن العيساوي أوقف المدعمات ويرفض إجراء أية فحوص طبية، وهذا ما يثير قلق الأطباء داخل المستشفى، بينما ردت القاضية «لماذا لا تجبرونه على الطعام ولكم الحق القانوني في ذلك؟»، فأجابت الطبيبة أن «هذا عمل غير إنساني، ولا يمكن لنا كأطباء أن نقوم به من ناحية أخلاقية»، الأمر الذي أثار غيظ القاضية.

وقررت القاضية أخيراً أن تستمر اللجنة في إجراءاتها من دون حضور الأسير ومحاميه، وطلبت تزويد المحكمة بتقرير طبي حول الوضع الصحي للأسير العيساوي. وأكد بولس عدم ورود أي مقترح رسمي إسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الأزمة القائمة في قضية العيساوي، كما رَشَح في الإعلام أخيراً، وأن «طاقم المفاوضين» اجتمع مع العيساوي صباح أمس، واستعرض إمكانيات ومخارج عدة، «لكن لم يسمع سامر ولا أنا أي موقف إسرائيلي رسمي من شأنه أن يسمى اقتراحاً يستوجب موقفاً من قبل الأسير».

 

تويتر