«الائتلاف» يطالب «أصدقاء سورية» بتعزيز دعم المعارضة المسلحة.. وعبدالله بن زايد يؤكد أهـمية إيجاد حل «يحقن الدماء»

تصعيد في ريف القصير.. وسقوط قذيفتـين على لبنان

عبدالله بن زايد خلال مشاركته في مؤتمر أصدقاء سورية بإسطنبول. وام

اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية، مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني مع مقاتلي المعارضة السورية في قرى في ريف القصير (وسط)، قتل خلالها خمسة مقاتلين معارضين، فيما سقطت قذيفتان على منطقة الهرمل داخل الأراضي اللبنانية. بينما قتل ‬69 شخصا خلال أربعة أيام، معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف وإطلاق نار في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق، حيث تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها الكاملة على البلدة. في حين طلب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ـ أمام اجتماع لمجموعة «أصدقاء سورية»، عقد في إسطنبول، على مستوى وزراء الخارجية ـ تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة، التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، بعد إعلان واشنطن نيتها زيادة «المساعدات العسكرية غير القاتلة». فيما شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية في الاجتماع، مؤكدا أهميته في توحيد وجهات النظر، والسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، يضمن حقن الدماء، ويحافظ على أمنها ووحدة أراضيها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية السورية، ومقاتلين معارضين، في قرى في ريف القصير (وسط)، يشارك فيها «حزب الله» اللبناني إلى جانب قوات النظام.

وأضاف أن خمسة مقاتلين معارضين قتلوا في ريف مدينة القصير، خلال اشتباكات بالمنطقة مع اللجان الشعبية الموالية لقوات النظامية، يساندها «حزب الله» اللبناني، مشيرا الى قصف من القوات النظامية على مدينة القصير، ومنطقة الحولة في ريف حمص.

وكانت «اشتباكات عنيفة» تجددت، منذ صباح أمس، في قرى قادش والمنصورية والسعدية، بريف مدينة القصير، بعد أن «تمكنت القوات النظامية من السيطرة على قرية الرضوانية في المنطقة»، بحسب المرصد. وأفاد سكان بمنطقة الهرمل في البقاع (شرق لبنان) الحدودية مع سورية، بأن أصوات «المعارك الطاحنة» في الداخل السوري، سمعت أمس في المنطقة.

وأشار مصدر أمني لبناني إلى سقوط قذيفتين، من الجانب السوري، على منطقة تقع بين بلدتي سهلة المي والقصر في الهرمل من دون سقوط إصابات. وتعتبر الهرمل منطقة نفوذ لـ«حزب الله»، وليست المرة الأولى التي تتعرض للقصف من مواقع سورية. وأعلنت مجموعات في الجيش السوري الحر، الأسبوع الماضي، أنها قصفت مواقع للحزب في لبنان، ردا على مشاركة الحزب في العمليات العسكرية في القصير إلى جانب قوات النظام.

وفي محافظة حلب (شمال)، أفاد المرصد عن تعرض المناطق الجنوبية والغربية في بلدة السفيرة، شرق مدينة حلب، لقصف من القوات النظامية، ما أدى الى مقتل رجلين، ترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي، الواقع ايضا شرق المدينة و«أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل عدد من المواطنين، إثر استهداف حافلة لنقل الركاب بقذيفة بالقرب من جسر السياسية عند أطراف المدينة، أمس، بحسب المرصد الذي أشار ايضا الى مقتل سيدة وثلاثة أطفال أشقاء، نتيجة قصف القوات النظامية لبلدة الخريطة بريف دير الزور.

وفي دمشق، تعرضت مناطق في الأحياء الجنوبية لقصف من القوات النظامية، بينما تستمر العمليات العسكرية في قرى وبلدات عدة بريف دمشق، حيث أفاد المرصد بمقتل ‬69 شخصا، خلال أربعة ايام، معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف وإطلاق نار، في بلدة جديدة الفضل.

وأوضح المرصد أن «القوات النظامية السورية تحاول فرض سيطرتها الكاملة على بلدة جديدة الفضل، بريف دمشق الغربي»، مشيرا إلى أن القتلى هم فتيان اثنان دون سن الـ‬16 عاما، وست سيدات، و‬61 رجلا، بينهم عدد لم يحدد من المقاتلين.

ونقل عن ناشطين أن القتلى سقطوا في «قصف وإعدامات ميدانية»، نفذتها القوات النظامية واشتباكات. وطالت الاشتباكات أطراف جديدة عرطوز.

وتتألف جديدة عرطوز من أغلبية مسيحية، مع أقليتين درزية وسنية، وتتركز المعارك في المناطق السنية من البلدة.

وتقع البلدتان جنوب غرب العاصمة، على مسافة قصيرة من مدينة داريا، التي تستمر فيها المعارك منذ أشهر، وتحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل. وذكر المجلس المحلي لداريا في بيان، أمس، أن المدينة «تشهد قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات، صباحا على الجبهتين الجنوبية (لجهة صحنايا) والغربية»، لجهة المعضمية وجديدة عرطوز، كما قتل شخصان بمعارك المعضمية، أمس، بحسب المرصد. وأشار بيان المجلس المحلي في داريا، إلى وجود «حشود عسكرية كبيرة موجودة على الجبهة الجنوبية من المدينة، وتقدر بما يزيد على ‬30 آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى، وأعداد كبيرة جدا من الجنود».

سياسياً، شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في اجتماع أصدقاء سورية، الذي استضافته مدينة إسطنبول.

وأكد سموه أهمية هذا الاجتماع في توحيد وجهات النظر، والسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، يضمن حقن الدماء، ويحافظ على أمنها ووحدة أراضيها.

وقال سموه إن دولة الامارات قامت بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري، من خلال تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار، ودعم جميع المبادرات العربية والدولية بهذا الشأن.

وبحث اجتماع لمجموعة «أصدقاء سورية»، الذي عقد أمس، في إسطنبول على مستوى وزراء الخارجية، في تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة، كما طالب بذلك الائتلاف الوطني المعارض.

وجدد الائتلاف الممثل بوفد رسمي في الاجتماع طلبه من «الدول الصديقة»، تسليم أسلحة مباشرة وفعالة إلى المعارضة.

وأعلن الائتلاف في بيان، أمس، أنه طلب من الاجتماع بحث تعزيز الدعم المقدم للشعب السوري، وسبل تمكينه من الدفاع عن نفسه، وإنهاء معاناته بالاسراع في إسقاط النظام. وضم وفد المعارضة السورية رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة المكلف غسان هيتو، ونواب رئيس الائتلاف رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة، ورياض سيف، وسهير الأتاسي، والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ، وئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس. وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية يرافق وزير الخارجية جون كيري إلى الاجتماع، أفاد في وقت سابق، بأن كيري «سيعلن ـ نهاية الأسبوع ـ أن الولايات المتحدة تنوي تقديم مساعدة إضافية غير قاتلة إلى المجموعات المعتدلة بالمعارضة خصوصا ائتلاف المعارضة السورية، والمجلس العسكري الأعلى» السوري.

وأضاف الدبلوماسي ان «قيمة وتفاصيل هذه المساعدة لم تحدد بعد، وإدارة (الرئيس باراك اوباما) ستعمل مع قادة المعارضة على تحديد احتياجاتهم».

وبحسب وسائل إعلام اميركية، فإن هذه المساعدة قد تشمل سترات واقية من الرصاص، وعربات ومناظير ليلية.

وتتردد واشنطن، ودول غربية أخرى، في تقديم اسلحة نوعية إلى المعارضة المسلحة، خشية وقوعها في ايدي مسلحين إسلاميين متطرفين، معادين للغرب إجمالا.

تويتر