صورة وظلال

تمام سلام..رئيس ابن رئيس

تمام سلام، الذي كلفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، تشكيل حكومة جديدة هو ابن بيت سياسي سني عريق، وزير سابق ونائب معارض معروف بخطابه المعتدل، لاسيما في الملفين الشائكين في لبنان: سورية وسلاح «حزب الله».

وتمام سلام (‬67 عاما)، الذي يدخل للمرة الأولى ما يعرف في لبنان بـ«نادي رؤساء الحكومات»، هو نجل الزعيم السني الراحل صائب سلام، الذي تولى رئاسة الحكومة لمرات عدة، بين عامي ‬1952 و‬1973.

ووصفه الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، بأنه «ابن شعار صائب سلام التفهم والتفاهم، وشعار لا غالب ولا مغلوب»، مضيفا «اسمه عنوان الاعتدال»، ومشيرا إلى أن تمام سلام «لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة الاسلامية» (أي حزب الله).

فقد انتقد بعنف اجتياح «حزب الله» عسكريا أجزاء واسعة من بيروت، مايو ‬2007، بعد تفجر الخلاف السياسي بين الحزب الشيعي وتيار المستقبل، بزعامة سعد الحريري، ومعارك في الشارع أسفرت عن مقتل أكثر من ‬100 شخص. ورغم موقفه المبدئي الرافض للسلاح، وتأكيده أن «الطائفة السنية تشعر بالاستهداف»، إلا أنه أعلن باستمرار تقديره لنشاط المقاومة ضد إسرائيل، من دون أن يدخل في الجدل اللبناني العنيف أحيانا، حول نزع سلاح «حزب الله» أم لا.

وأكد، أخيرا، أن لا قرار سنيا في نزاع مع الشيعة، مؤكدا أن الظواهر المتطرفة، ليس لها ولن يكون لها صدى لدى سنة لبنان.

ورغم دفاعه بقوة عن سيادة لبنان، تجاه التدخلات السورية والتوغلات العسكرية على الحدود، منذ بدء الأزمة السورية قبل سنتين، ومواقفه المبدئية من الحريات والديمقراطية، إلا انه لم يهاجم النظام السوري بعبارات استفزازية، كما فعلت إجمالا معظم شخصيات المعارضة المناهضة لدمشق.

وأطلق والده صائب سلام، خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية (‬1975-‬1990)، التي تواجه فيها المسلمون والمسيحيون مدعومين من قوى عسكرية خارجية، شعاري «لا غالب ولا مغلوب»، و«لبنان واحد لا لبنانان». ومد يده الى المسيحيين بعد اغتيال بشير الجميل، الرئيس الذي وصل بدفع من الاحتلال الاسرائيلي آنذاك، ما سمح بانتخاب شقيق بشير، أمين الجميل رئيسا.

على خطى والده، امتنع تمام سلام عن الترشح للانتخابات النيابية عام ‬1992، تضامنا مع «شركائه في الوطن» المسيحيين، الذين قاطعوا انتخابات قالوا يومها إن نتائجها مقررة سلفا من سورية، «قوة الوصاية» في ذلك الوقت على لبنان.

طويل، أصلع، وجهه ضاحك إجمالا، يتحدث بصوت خافت ولهجة هادئة ويختار كلماته بعناية.

بعد استقالة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، قبل أسبوعين، قال سلام على حسابه على موقع «تويتر»، إن «المطلوب اليوم هو فتح صفحة جديدة، وتوفير مرحلة استقرار، بعيدا عن المماحكات السياسية بين مختلف القوى السياسية».

وتنتظر رئيس الحكومة الجديد مهمة صعبة، تتمثل في تشكيل حكومة ترضي جميع الذين سموه، وتكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة، التي يفترض ان تجري فيها الانتخابات النيابية، المقررة مبدئيا في يونيو المقبل.

وأعلن سلام، بحسب ما نقل عنه سياسيون، عزوفه عن الترشح للانتخابات المقبلة، انطلاقا من مبدأ أن تكون أي حكومة تشرف على الانتخابات حكومة حيادية.

ولد تمام سلام في ‬13 مايو ‬1945، ووالدته سورية الأصل.

تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الليسيه الفرنسية، في بيروت، ثم تابع دروسه التكميلية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، والثانوية في مدرسة هاي سكول، في برمانا، شمال شرق بيروت.

تابع دروسا جامعية في مادة الاقتصاد وإدارة الأعمال في انجلترا، ثم عمل في الحقل التجاري لسنوات قليلة.

عام ‬1982، انتخب رئيسا لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، في بيروت، وهو اليوم رئيسها الفخري، تمام سلام متزوج، وله ابن يحمل اسم والده صائب، وابنتان تميمة على اسم والدته وثريا.

تويتر