البرلمان العربي: قرار البشير يأتي في إطار تعزيز الديمقراطية

إطلاق أول السجناء السياسيين بموجب العفو في السودان

عبدالعزيز خالد يتحدث بعد خروجه من سجن كوبر. أ.ف.ب

افرجت الخرطوم أمس، عن ستة معتقلين سياسيين كدفعة اولى غداة العفو الذي اعلنه الرئيس السوداني عمر البشير، والذي اعتبره البرلمان العربي خطوة في إطار تعزيز الديمقراطية في السودان.

وشاهد مصور لوكالة فرانس برس المعتقلين الستة يغادرون سجن كوبر في الخرطوم لملاقاة اسرهم وسط الدموع. وبين هؤلاء هشام مفتي وعبدالعزيز خالد المعارضان المسجونان منذ ثلاثة اشهر. وكانا بحسب منظمة العفو الدولية مع اربعة اشخاص آخرين ضمن مجموعة من وجوه المعارضة تم توقيفهم اثر مشاركتهم في اجتماع في يناير ضم ممثلين لتحالف المعارضة وحركات مسلحة في كمبالا بأوغندا توصل الى وثيقة تدعو لاسقاط نظام البشير الحاكم منذ ‬24 عاماً.

وفي فبراير الماضي دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومقرها الولايات المتحدة الاميركية، السودان لاطلاق سراح المعتقلين الستة او تقديمهم للمحاكمة. وهؤلاء المعتقلون اوقفوا بعد لقاء كمبالا الذي وافق خلاله ائتلاف من الاحزاب السياسية السودانية وشخصيات من المجتمع المدني على ميثاق الفجر الجديد مع ممثلين عن المتمردين جاءوا من ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.

وهدف ذلك الميثاق تغيير نظام الرئيس عمر البشير اما بالسلاح أو بالسبل السلمية.

وقال البشير لدى افتتاح دورة المجلس الوطني (البرلمان) اول من امس «نعلن اليوم قراراً بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ونجدد التزامنا بتهيئة المناخ للحوار لكل القوى السياسية»، من دون ان يحدد عدد السجناء الذين سيشملهم العفو ولا أي جدول زمني.

وأضاف «نؤكد استمرار اتصالاتنا مع كل القوى السياسية والاجتماعية دون عزل لأحد بما في ذلك مجموعات حملت السلاح، من اجل حوار وطني للوصول لحل للقضايا الكلية».

ورحبت المعارضة بإعلان البشير الذي استقبله المتمردون من جهتهم بفتور. وقال فاروق ابوعيسى الذي يترأس تحالف المعارضة الذي يضم ‬20 حزبا، انها خطوة في اتجاه حوار حقيقي.

كما رحب فاروق محمد ابراهيم العضو في المنظمة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات ببادرة البشير، واعتبرها خبراً ساراً وخطوة الى الامام.

ووصف مصدر دبلوماسي في الخرطوم اعلان البشير بالايجابي، معتبراً في الوقت نفسه انه من المبكر معرفة الى اين سيقود.

وقال هذا المصدر لفرانس برس، طالباً عدم كشف هويته «لابد من الانتظار لنرى النتيجة واضحة»، مضيفاً «هنا في السودان ما يهم هو العمل».

لكن مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال رفض الادلاء بأي تعليق قبل معرفة المعتقلين الذين سيفرج عنهم.

وبحسب محمد ابراهيم فإن بين من اعلن الافراج عنهم عدداً كبيراً من الذين اعتقلوا في جنوب كردفان والنيل الازرق بمن فيهم ‬118 عضوا في الحركة الشعبية (شمال) تتولى منظمته امرهم، مؤكداً ان اطلاق سراح المعتقلين خطوة متقدمة.

وفي القاهرة أشاد البرلمان العربي بقرار الرئيس السوداني، بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين. وثمن البرلمان العربي، في بيان له امس، عاليا دعوة رئيس السودان للقوى السياسية كافة من دون عزل لأحد بما فيها المجموعات من حملة السلاح لإجراء حوار وطني شامل والمشاركة في صياغة دستور السودان الجديد ومعالجة جميع القضايا.

وقال البرلمان العربي إن قرار الرئيس السوداني يأتي في إطار تعزيز الديمقراطية وإشراك الجهات المعنية والقوى السياسية كافة في صنع مستقبل البلاد الديمقراطي.

وتدور معارك بين الجيش السوداني والحركة الشعبية فرع الشمال منذ صيف ‬2011 في الولايتين المحاذيتين لجنوب السودان، حيث تسعى سلطات الخرطوم لفرض سلطتها.

وتضرر بسبب هذه المعارك الدامية نحو مليون شخص بينهم ‬200 الف شخص اضطروا للجوء الى اثيوبيا او جنوب السودان. ويحتاج السودان الى صياغة دستور جديد ليحل محل دستور ‬2005 الذي صيغ على اساس اتفاق السلام الشامل الذي انهى ‬23 عاماً من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب وأتاح انفصال جنوب السودان في يوليو ‬2011.

وكان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه المحتمل ان يخلف البشير، دعا في مارس الماضي الى الحوار لصياغة الدستور الجديد، متوجهاً الى احزاب المعارضة والمتمردين الذين يقاتلون الجيش السوداني في الجنوب وكانت الخرطوم ترفض حتى الآن اي حوار معهم.

تويتر