واشنطن تدين القصف الصاروخي على حلب.. وتدعو المعارضة إلى محادثات
معارك عنيفة على الحدود بين سوريــة ولبنان
انتشال جثة طفلة من وسط الركام الذي خلفه القصف الصاروخي على حلب. أ.ف.ب
اندلعت معارك عنيفة عند الحدود اللبنانية - السورية بين الجيش السوري من جهة ومسلحين من جهة ثانية، استخدمت فيها المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة. وفيما دانت واشنطن بشدة اطلاق الجيش صواريخ بعيدة المدى على حلب، دعت المعارضة السورية للمشاركة في محادثات للتوصل إلى حل للصراع عن طريق التفاوض.
وتفصيلاً، قال مسؤول امني لبناني لوكالة فرانس برس، إن المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية استخدمت المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة. ولم يتمكن المصدر من تحديد ما اذا كان المسلحون لبنانيين او سوريين معارضين للنظام في دمشق.
وأوضح المسؤول نفسه امس، ان لبنانيا قتل وجرح اربعة آخرون في هذه المواجهات التي ادت الى اضرار.
واندلعت اعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران اطلقت من الجانب السوري للحدود، بينما كان على مقربة من نهر يفصل بين البلدين بحسب المصدر. وصرح مسؤول محلي لبناني لفرانس برس، بأن بين المسلحين افرادا من عشيرة اللبناني القتيل. ومنذ بدء الأزمة السورية قبل نحو عامين، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية حوادث عدة بعضها دام بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه.
بالموازاة تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سورية، وقد حصدت اول من امس، 155 قتيلاً هم 92 مدنياً بينهم 40 امرأة وطفلاً و34 مقاتلاً معارضاً و29 جندياً نظامياً، بحسب حصيلة جديدة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما يواصل الائتلاف السوري المعارض اجتماعاته في القاهرة بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة تتولى تدبير شؤون المناطق المحررة.
من جهتها، دانت واشنطن بشدة اطلاق صواريخ ارض-ارض بعيدة المدى على حلب في شمال سورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان، ان حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات سلسلة الهجمات بالصواريخ على حلب وآخرها الهجوم بصواريخ سكود على حي في شرق المدينة، مؤكدة ان هذه الهجمات الدامية تمثل آخر مظاهر وحشية النظام السوري وانعدام تعاطفه مع الشعب السوري الذي يدعي تمثيله.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان امس، ان صواريخ ارض-ارض الثلاثة التي استهدفت احد احياء حلب الجمعة اسفرت عن مقتل 58 شخصاً من بينهم 36 طفلاً، مشيراً الى ان حصيلة القتلى ارتفعت بعد انتشال جثث نساء وأطفال من تحت الركام في حي طريق الباب. وأفاد ناشطون بأن هذه الصواريخ من نوع سكود اطلقها الجيش السوري من القاعدة 155 العسكرية في ريف دمشق في محاولة منه لاستعادة السيطرة على احياء في شرق حلب باتت تحت سيطرة شبه تامة للمعارضة المسلحة. وتعذر تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وانتهزت نولاند هذه المناسبة لتكرر دعوات ادارة الرئيس باراك اوباما الرئيس بشار الاسد الى التنحي.
وقالت إن «نظام الاسد لا يملك شرعية ويبقى في الحكم فقط بالقوة المتوحشة»، مضيفة أن سوريين في جميع انحاء البلاد طالبوا برحيل الاسد والمسؤولين عن هذه الحملة العنيفة ليسمحوا ببدء انتقال سياسي بقيادة السوريين من اجل احترام حقوق كل السوريين وبدء البلاد باعادة اعمارها. وأكدت نولاند ان الولايات المتحدة لا ترى مؤشرات تدل على ان الشعب السوري الشجاع الذي يقاتل هذا العدوان، يمكن ان يقبل بقادة هذا النظام الذي تلطخت يداه بدماء كل هؤلاء السوريين، كجزء من سلطة حكومية مؤقتة. وأشارت الى ان الولايات المتحدة زادت مساعداتها الانسانية بتنسيق وثيق مع ناشطين سوريين في دوامة العنف، لتبلغ مساهمتها 385 مليون دولار من اجل مساعدة اللاجئين السوريين والنازحين داخل بلدهم.
وأضافت «نتطلع الى الاجتماع قريباً مع قيادة الممثلين الشرعيين للشعب السوري في ائتلاف المعارضة السورية، للبحث في الطريقة التي يمكن فيها للولايات المتحدة والاصدقاء الآخرين للشعب السوري تقديم المزيد لمساعدة الشعب السوري على انجاز الانتقال السياسي الذي يطلبه ويستحقه».
وفي القاهرة يواصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاته الرامية الى الاتفاق على تشكيل حكومة لتدبير الأمور في المناطق المحررة.
وبعد اجتماعات القاهرة سيجتمع الائتلاف في الثاني من مارس في اسطنبول لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة وأعضائها، بحسب مصادر في الائتلاف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news