رئيس الأركان المصري يشيد بالعلاقات التاريخية مع الإمارات.. وقيادي إخواني يعتبر القطيعــة مع طهران «خطأ كبير»
عصيان مـدني يشل محافظة بورسعيـــد
متظاهرون يحاصرون المباني الحكومية في محافظة بورسعيد. أ.ف.ب
توقفت حركة العمل في محافظة بورسعيد المصرية، على قناة السويس، التي أعلن شبابها العصيان المدني اعتراضاً على تجاهل الحكومة المصرية لمطالبهم، فيما قال رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق صدقي صبحي، إن «العلاقات التاريخية بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، تضيء سماء الأمة بمواقف وطنية صلبة لن تنساها مصر مهما مرت السنون»، وفي وقت قال النائب بمجلس الشورى والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت، إن قطع العلاقات بين مصر وإيران «خطأ كبير»، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، زيارته الى مصر أخيراً بـ«التاريخية»، قائلاً إن مصر «دولة صانعة للتاريخ، ومؤثرة في تاريخ الحضارة البشرية، وكانت رائدة على الدوام في التطورات الإقليمية والعربية، لأن شعبها كالشعب الإيراني بلغ مرحلة الرشد من الناحية الإنسانية».
وتفصيلاً، في سياق آخر، قال شهود عيان إن المتظاهرين في بورسعيد، ومعظمهم من شباب الألتراس البورسعيدي، أخلوا المباني الحكومية من الموظفين وأوقفوا حركة العمل داخل مبنى المحافظة الرئيس، ومبنى الهيئة العامة لموانئ بورسعيد، ومنطقة الاستثمار في المدينة، حيث أخرجوا العمال من عشرات المصانع. وأصدرت جماعات شباب الألتراس البورسعيدي بياناً طالبت فيه بـ«القصاص لشهداء المدينة ممن أعطى أوامر القتل من النظام ووزارة الداخلية»، كما دعت الى «معاملة شهداء بورسعيد كشهداء الثورة مادياً ومعنوياً، بالإضافة الى عدم تسييس قضية مذبحة بورسعيد ومراجعة احكام الإعدام من جهة قضائية محايدة». ورفع المتظاهرون صوراً لضحايا أحداث العنف الأخيرة، فيما رفع آخرون علماً أطلقوا عليه «علم الاستقلال».
وقطع المتظاهرون خط السكة الحديدية لنحو ساعة قبل أن تعود حركة القطارات إلى طبيعتها.
في سياق آخر، أكد رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق صدقي صبحي، أن «العلاقات التاريخية بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تضيء سماء الأمة بمواقف وطنية صلبة لن تنساها مصر مهما مرت السنون والأزمان، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إيماناً منه، رحمه الله، بمصر ودورها الحيوي والتاريخي تجاه امتها العربية، فهو صاحب المقولة الشهيرة: إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، واذا مات القلب فلا حياة للعرب».
وقال الفريق صدقي، في تصريح له خلال حضوره، أمس، افتتاح فعاليات معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2013»، إن التاريخ العربي المعاصر يذكر بكل فخر واعتزاز الموقف العروبي الشجاع للشيخ زايد، رحمه الله، في حرب أكتوبر المجيدة، عندما خرج على العالم وقال قولته الشهيرة «إن البترول العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي»، ووضع كل إمكاناته وثرواته تحت تصرف المقاتل العربي في تلك الحرب، ليتحقق النصر أولاً وليضرب ثانياً مثالاً رائداً في التضامن العربي الحقيقي المنزه عن الهوى والغرض.
وأضاف «كما لاننسى أيضاً أن الإمارات بقيادته، رحمه الله، كانت أول دولة عربية تعيد علاقاتها مع مصر بعد المقاطعة العربية عقب اتفاقية كامب ديفيد»، مؤكداً أن القيادة الإماراتية الحكيمة ورثت هذا الميراث الكبير من تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية، وأن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كان ولايزال يُعلي من شأن بنيانها وصروحها إيماناً بحتمية التضامن العربي.
وأشار الفريق صدقي إلى أنه كان حريصاً كل الحرص، فور وصوله إلى أبوظبي، على زيارة جامع الشيخ زايد الكبير، معرباً عن تقديره الكامل لتجربة قيام وتأسيس دولة الإمارات على يده، رحمه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، الذين قيضهم الله، عز وجل، لتحقيق رسالة تاريخية تضاف الى سجلات التاريخ العربي والإسلامي في الوحدة والاتحاد ولم الشمل، وتكوين وطن كبير يضاف الى قوة الأمتين العربية والإسلامية، ويسهم بكل فعالية في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة.
وقال إن الإمارات اليوم صارت مثار فخر وفخار لكل عربي بتحقيقها تطوراً حضارياً مبهراً في فترة زمنية قياسية اذا قورنت بعُمر الأمم والشعوب.
وعن معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2013» الذي انطلقت فعالياته، أمس، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، أعرب الفريق صدقي عن سعادته بحضور هذا المعرض الدولي المميز الذي صار عبر عقدين كاملين عنواناً كبيراً لما حققته دولة الإمارات من تقدم وازدهار في كل المجالات، وقدرتها عبر منظومة عمل دووب على تبوؤ مكانة متقدمة في أجندة المعارض العالمية، مؤكداً أن المعرض أصبح منصة عالمية تحظى بالتقدير من كل دول وهيئات وشركات العالم، وأصبح فرصة ينتظرها الجميع للتعرف إلى أحدث ما وصلت اليه الصناعات العالمية في عالم الأمن والدفاع والعلوم الاستراتيجية.
وأكد أن الجيش المصري سيظل درع مصر القوية التي تصون وحدتها وتحفظ أمنها القومي، وتدافع عن وجودها اللائق بها بين أمتها العربية وبين محيطيها الإقليمي والدولي، مشدداً على أن القوات المسلحة المصرية في حالة يقظة دائمة لكل ما يدور حول مصر من مؤامرات ومخططات، وأنها على وعي وإدراك كاملين برسالتها المقدسة في حماية أمن وحدود وطنها، وصون مقدراته التي اكتسبها حضارياً عبر آلاف السنين.
من ناحية أخرى، قال جمال حشمت في تصريح لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، نشرته على موقعها الإلكتروني باللغة العربية، أمس، إن «قطع النظام السابق علاقته مع إيران كان بمثابة خطأ كبير»، مشيراً إلى أن «عدم وجود رؤية، وافتقاد النظام السابق أي رؤى استراتيجية عميقة، كانا وراء قطع العلاقات»، وأضاف «الاستعانة بالخبرات والعلماء الإيرانيين وتجاربهم وأبحاثهم العلمية أمر طبيعي»، مشدداً على أن ذلك «لن يكون إلا بعد عودة العلاقات الطبيعية بين الدولتين الكبيرتين في المنطقة».
وقال إن «العلاقات بين البلدين تاريخية، وتقرر تلك العلاقات المصالح العليا والأمن القومي المصري، بغض النظر عن أي أمور أخرى»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «لن يتم السماح لأي دولة أجنبية بالتدخل في الشأن الداخلي».
وأوضحت الوكالة أن هذه التصريحات جاءت إثر تقديم عدد من المفكرين والأساتذة الجامعيين في إيران رسالة إلى الرئيس المصري، محمد مرسي، معربين فيها عن رغبتهم وبلادهم في نقل خبراتهم وأبحاثهم العلمية إلى مصر.
يأتي ذلك في وقت قال أحمدي نجاد، خلال اجتماع محافظي إيران، إنه لو وقفت ايران ومصر الى جانب بعضهما «فإن جميع معادلات الشعوب ستتغير».
وتابع أن «إرادة الغربيين اليوم مبنية على صياغة شرق اوسط جديد، يمهدون من خلاله الظروف لمواصلة هيمنتهم على المنطقة، وان وقوف ايران ومصر الى جانب بعضهما سيحبط هذا المخطط، لذا فإنهم يُعبّئون كل طاقاتهم لمنع تطوير العلاقات بين البلدين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news