اليوم إعلان وزارة «تكنوقراط» أو استقالة الجبالي.. و«الجمهوري» يدعو إلى حكومة سياسية مُصغــرة

«مؤسس النهضة» يطالب الغنوشي بمــــغادرة الحركة تجنباً لكارثة لتونس

مورو يطالب الغنوشي بمغادرة حركة النهضة لحلحلة الأزمة السياسية. رويترز

دعا القيادي البارز ومؤسس حركة النهضة الإسلامية عبدالفتاح مورو، رئيس الحركة راشد الغنوشي، إلى مغادرة الحزب حتى لا يتسبب هو وأنصاره في «كارثة للبلاد»، فيما أجرى رئيس الحكومة حمادي الجبالي، أمس، مشاورات أخيرة قبل تشكيل حكومة تكنوقراط رغم معارضة حزبه حركة النهضة الإسلامية، حيث من المتوقع اليوم إعلان تشكيلة هذه الحكومة أو الاستقالة التي وعد بها اذا فشل في ذلك، بينما دعت الأمينة العامة للحزب الجمهوري المُعارض، مية الجريبي، إلى تشكيل حكومة سياسية مُصغرة إذا ما فشلت مبادرة الجبالي.

وتفصيلاً، قال مورو، رفيق درب الغنوشي ومؤسس الحركة منذ عام ‬1970، وينظر له كوجه معتدل للحزب، إنه «على راشد الغنوشي ان ينسحب من حركة النهضة حتى يستطيع الآخرون بناء السلم الاجتماعي في تونس». وأضاف مورو (‬65 عاماً)، وهو محام، في حوار مع صحيفة «ماريان» الفرنسية الأسبوعية نشر أمس على موقعها الإلكتروني، «أنا من دعوت حمادي الجبالي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط».

وقال «راشد الغنوشي وإدارته بصدد تحويل الحزب إلى شأن عائلي، هو محاط بجماعة لا تنظر إلى الواقع ولا تؤمن بالحداثة، وهذه بحد ذاتها كارثة». وكان مورو على خلاف مع الغنوشي وظل خارج الحزب إلى ان عاد نائباً للرئيس بعد المؤتمر العام للحزب في يوليو الماضي، لكنه لا يتفق مع الأطروحات المتشددة للجناح المحافظ للحزب.

وانتقد مورو القيادي المحافظ في الحزب حبيب اللوزر، الذي دعا الى مسيرة مليونية لدعم الشرعية، كما نادى خلال مسيرة مناهضة لفرنسا، أول من أمس، أمام مقر السفارة بالعاصمة بطرد العلمانيين من تونس. وقال «نحتاج الى ‬10 سنوات من السلم الاجتماعي حتى نستطيع تحويل بلدنا الصغير الى سنغافورة جديدة، لا ينقصنا شيء، الحرية بأيدينا الآن».

وتابع «لم نقم بثورة حتى نسلم مفاتيحها الى السلفيين واليسار المتطرف». ودعا «الغنوشي رئيس الحركة إلى عقد مؤتمر استثنائي لتغيير مسار الحزب الذي يهدد بتفجير البلاد».

وقال ان «النهضة ستغادر الحكم خلال أشهر، وان مكانها الطبيعي في المعارضة». وأضاف «التونسيون لا يريدون النهضة، يجب أن يمر الوقت وننسى أخطاءها، وأن نسمح لجيل جديد يتعلم الربط بين الإسلام والحداثة.. راشد الغنوشي وجماعته لهم ثقافة واحدة، ونحن شعب متعدد الثقافات، ونتاج ‬25 حضارة».

وقال نائب رئيس الحركة «عندما زارنا داعية سعودي ومعه فتيات متحجبات، قلت له ان ما يفعله في تونس لا يقبله التونسيون».

يأتي ذلك في وقت التقي حمادي الجبالي في قصر قرطاج بضواحي تونس قادة الأحزاب ليعرض عليهم تشكيلة حكومة التكنوقراط التي لن تشارك فيها أي شخصية سياسية، والتي يعمل على تشكيلها منذ السادس من فبراير يوم اغتيال المعارض شكري بلعيد الذي هز البلاد.

وقال الجبالي للصحافيين، أول من أمس، «(أنا) ذاهب في هذه المبادرة الى آخرها. سألتقي كل الاحزاب التي وافقت، او لم توافق على المبادرة، وأطرح عليها صيغتها النهائية».

وأضاف «وان لم تقبل (المبادرة) فسأذهب الى رئيس الجمهورية (المنصف المرزوقي) لأقدم له استقالتي».

ووعد حزبه، حركة النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية (علماني) حزب الرئيس المنصف المرزوقي، وحزبين آخرين صغيرين بمعارضة هذا المشروع، مطالبين بتشكيل حكومة مشتركة بين سياسيين وتكنوقراط. وبإمكان الجبالي ان يعول على مساندة المعارضة العلمانية والمنظمات النقابية وارباب العمل وقسم كبير من المجتمع المدني الذي يرى في مبادرته الحل الوحيد لاستقرار البلاد، بعد سنتين من الثورة التي اطاحت زين العابدين بن علي. وقالت مية الجريبي التي يشارك حزبها في الائتلاف الحزبي «الاتحاد من أجل تونس»، خلال مؤتمر صحافي لقادة الأحزاب التي تُشكل الائتلاف المذكور عُقد، أمس، إنه في حالة عدم التوصل إلى توافق حول مبادرة الجبالي، فإنها تدعو إلى تشكيل حكومة سياسية مُصغرة لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية.

وشددت على أن المسألة المطروحة اليوم «تتعلق بمستقبل تونس، وحمايتها من منزلق العنف والإرهاب، الذي نعرف كيف يبدأ ولا نعرف كيف ينتهي، وبالتالي لن نسير إلى المجلس الوطني التأسيسي إلا بعد توافق وطني يأخذ بالاعتبار الأساسيات المذكورة سابقا».

من جانبها، دعت النهضة الى تظاهرة كبيرة، اليوم، في تونس، من اجل الدفاع عن «شرعيتها» في حكم البلاد، في شعار يهدف صراحة الى الطعن في رئيس الوزراء، وهو ايضا الامين العام للحركة، الرجل المعتدل الذي يعارض قيادته التي يطغى عليها المتشددون.

ودعت الصحف التونسية إلى وضع حد للأزمة في أسرع وقت، لاسيما ان الغموض الحالي يشل تونس التي تعاني منذ اشهر نزاعات اجتماعية وسياسية متكررة.

من جهة اخرى، دعا المقربون من شكري بلعيد، الذي اغتيل في السادس من فبراير الجاري الى حفلين، اليوم، لإحياء ذكراه في حين لم يسجل التحقيق اي تقدم، وسيجري الحفل الاول في جنوب تونس، والثاني في جندوبة (شمال غرب)، التي تتحدر منها عائلته.

 

تويتر