حلب القديمة مدينة أشباح

جامع العثمانية في حلب القديمة. أرشيفية

أغلق مسجد العثمانية في حلب، الذي يعود للقرن الـ‬13 بعد أن أصابت قذيفة قاعدة مئذنته. ويطلق قناصة النار من مكامن فوق أسوار القلعة التي تحصن فيها ذات يوم المقاتلون الإغريق والرومان والبيزنطيون والعرب والأتراك. وفي جامع العثمانية حدثت فجوة كبيرة في القبة التي تعود إلى عام ‬1728. كما أن الأرضية الخرسانية تحمل آثار قذيفة بينما اختفى الزجاج الذي كان يزين الأقواس العالية عند مدخل ساحة الصلاة.

وقبل بضعة أشهر فقط كانت حلب القديمة متحفاً حياً ومدينة مفعمة بالحيوية حيث كان المتسوقون يساومون على أسعار الكتب والتوابل والصابون في السوق.

وحلب أكبر المدن السورية ومركزها الاقتصادي، كما أن الحي القديم بالمدينة بما يضمه من تحصينات شاهقة الارتفاع، بناها خلفاء صلاح الدين الأيوبي، بعد انتصاره على الصليبيين في القرن الـ‬12، مدرج ضمن مواقع التراث العالمي المسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافية (يونسكو) التي أشادت بمعمار المدينة القديمة باعتباره من عجائب الإنجاز البشري.

لكنه تحول الآن إلى منطقة حرب وأصبح أنقاضاً، وتغطي صفائح حديدية عليها آثار الإصابة بالأعيرة النارية الأزقة التي تضم منافذ البيع بالأسواق التي إما أغلقت أو أحرقت أو دمرت. وينتشر مقاتلو المعارضة في المنطقة في سيارات تنبعث منها الأغاني الثورية.

 

 

 

 

 

 

 

تويتر