هنية يعتبر الزيارة كسراً للحصار.. والضفة ترى فيها تعميقاً للانقسام
أمير قطر في غزة رافعاً المســاعدات إلى 400 مليون دولار
أمير قطر مع هنية في زيارة تاريخية لقطاع غزة. أ.ف.ب
دخل أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قطاع غزة، أمس، في زيارة تاريخية، فيما أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، عن ارتفاع قيمة المنحة القطرية لإعادة إعمار غزة، إلى 400 مليون دولار، بعد موافقة الأمير على تمويل مشروعات إضافية، قائلاً ان زيارة امير قطر الى غزة تعتبر كسراً للحصار السياسي والاقتصادي، وسط انتقادات من الضفة الغربية للزيارة، التي تزامنت مع توغل اسرائيلي محدود جنوب القطاع.
ووصل أمير قطر الشيخ حمد، برفقة عقيلته الشيخة موزة، صباح امس، الى معبر رفح الحدودي في قطاع غزة، لبدء زيارة لساعات عدة للقطاع المحاصر، حسبما افاد مراسل «فرانس برس».
وأكد وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة، غازي حمد، لـ«فرانس برس» ان مروحية مصرية أقلت أمير قطر من مطار العريش إلى الجانب المصري من معبر رفح. وقد انتقل بعد ذلك فوراً الى الجانب الفلسطيني في المعبر، حيث كان في استقباله اسماعيل هنية.
وعزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والقطري، ثم استعرض امير قطر وهنية حرس الشرف، ثم صافح الأمير الضيف كبار مستقبليه من قادة الحركة الوطنية (حماس) بينهم محمود الزهار، وخليل الحية، وصالح العاروري، الذي وصل غزة صباحاً، ووزراء الحكومة المقالة وقادة اجهزتها الأمنية.
وانتقل هنية بصحبة الأمير الى قاعة استقبال كبار الزوار للقاء قصير، ثم توجها مباشرة الى خان يونس لوضع حجر الأساس لمدينة سكنية تحمل اسم امير قطر، ضمن مشروعات عديدة تمولها قطر.
وضم الوفد القطري كبار المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم.
وأعلن هنية أن أمير قطر قرر رفع المساعدة المخصصة لمشروعات اعمار قطاع غزة من 254 مليون دولار الى 400 مليون.
ورحب هنية في كلمته بزيارة الأمير القطري وعقيلته، وقال «نعلن اليوم الانتصار على الحصار». ورأى أن الزيارة تعلن كسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على قطاع غزة، وقال إن الزيارة تؤكد أن غزة ليست وحدها في الميدان، وأن فلسطين قضية الأمة المحورية، مضيفاً «اليوم في غزة العزة وغداً في القدس المحررة».
وعبر هنية عن شكره لأمير قطر، لافتاً إلى أنه أول زعيم عربي يصل غزة ويكسر الحصار المفروض عليها، كما شكر الرئيس المصري محمد مرسي الذي سهل زيارة امير قطر والوفد المرافق له، وشكر وزير التعليم المصري الذي كان ضمن الوفد الزائر لغزة.
وقال هنية، في كلمة خلال حفل وضع حجر الأساس للمدينة الإسكانية ان «سمو الأمير وافق على زيادة المنحة القطرية لتصبح 400 مليون دولار بدلاً من 254 مليوناً».
وأضاف أن المنحة الإضافية تشمل خصوصاً زيادة عدد الوحدات السكنية في مدينة الأمير حمد الإسكانية، ليصبح 3000 وحدة، وبناء مدينة سكنية للأسرى المحررين بقيمة 25 مليون دولار، واقامة مركز للإصلاح والتأهيل بقيمة ثمانية ملايين دولار.
ورُفعت قيمة مستشفى الأطراف الاصطناعية الى 15 مليون دولار بدلاً من 2.5 مليون دولار.
وبحضور هنية وامير قطر وقّع رئيس اللجنة القطرية لإعادة اعمار قطاع غزة، السفير محمد العمادي، عقوداً مع شركات استشارية فلسطينية ستتولى إعداد التصاميم والإشراف على خمسة مشروعات ضخمة.
وهذه المشروعات هي انشاء مدينة إسكان الأمير حمد، ومدرستين، ومركز صحي، وآخر تجاري، ومسجد، ومستشفى حمد للأطراف الاصطناعية والصم.
اما المشروعات الثلاثة الأخرى فهي انشاء طريق صلاح الدين بطول 28 كلم، وشارع الرشيد الساحلي (الكورنيش) بطول 35 كلم، وشارع «الكرامة» على طول شرق قطاع غزة.
من جهته دعا أمير قطر الفلسطينيين، إلى تحقيق المصالحة، والتوحد لمواجهة قضاياهم الوطنية. وقال في كلمة له خلال لقاء مع حشد النخبة الفلسطينية بمقر الجامعة الإسلامية بغزة «آن الأوان أن يطوي الفلسطينيون صفحة الخلاف وفق ما اتفقوا عليه في الدوحة والقاهرة، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل». وأكد أهمية إنهاء الانقسام وجمع الصف لمواجهة التحديات المشتركة، لافتاً إلى أن الفرقة كانت أكثر ضرراً من العدوان الصهيوني.
وانتقد سياسيون ومحللون في الضفة الغربية زيارة امير قطر لقطاع غزة، معتبرين انها تسهم في تعميق الانقسام الفلســــطيني. وكان الشيخ حمد اتصل قبل ايام بالرئيس الفلســطيني، محمود عباس، في محاولة لطمأنـــته بشـــأن الزيارة.
ومع ذلك، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان عقب اجتماع في مقر الرئاسة الفلسطينية، العرب الى «عدم مواصلة سياسة اقامة كيان انفصالي في قطاع غزة» لأن ذلك يخدم أساساً المشروع الاسرائيلي.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سلطان أبوالعينين، لتلفزيون فلسطين «كنت أتمنى أن يعلن أمير قطر مساهمته في إعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة»، معتبراً ان وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني.
في الأثناء، توغلت قوات من الجيش الإسرائيلي، امس شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وقال ناشط حقوقي لـ«يونايتد برس انترناشونال» إن قوة إسرائيلية معززة بالآليات العسكرية توغلت نحو 300 متر شرق بلدة القرارة، شمال شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وسط إطلاق نار عشوائي.
وأضاف الناشط أن الآليات الإسرائيلية شرعت في أعمال تجريف وتسوية وسط إطلاق نار عشوائي من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news