مقتل 11 في الاشتباكات.. والسلطات تخشى «الفوضى»

بنغازي تنتفض على الميليشيات

قوات من الجيش الليبي تسيطر على مقر كتيبة «راف الله الشحاتي». رويترز

انتفض مئات من سكان بنغازي، شرق ليبيا، أول من أمس، على الميليشيات المسلحة التي تفرض قانونها في المدينة وتمكنوا من إخراج مجموعات متطرفة عدة من مقارها بعد معارك أسفرت عن سقوط 11 قتيلاً على الاقل وأكثر من 70 جريحاً. وعاد الهدوء الى بنغازي، أمس، وسط مخاوف من حدوث اعمال انتقامية من الجانبين.

فقد تمكن مئات المتظاهرين، الليلة قبل الماضية، من اخراج ميليشيا مجموعة انصار الشريعة السلفية شبه العسكرية من الثكنة التي كانت تحتلها في وسط بنغازي وتتخذها مقرا رئيسا لها.

وعلى هتافات «دم الشهداء، ما يمشيش هبا»، (لن يذهب هباء)، دخل المتظاهرون الى الثكنة التي تعرضت للتخريب والنهب والحرق، ثم توجهوا الى مقر كتيبة «راف الله الشحاتي»، وهي مجموعة اسلامية وضعت نفسها تحت سلطة وزارة الدفاع، حيث دارت معارك بالاسلحة الخفيفة والقذائف بين الجانبين استمرت زهاء ساعتين، قبل ان تغادر الكتيبة المكان.

وقتل 11 شخصاً على الأقل وأصيب 70 آخرون بجروح اثناء هذه المعارك بحسب حصيلة لوكالة الانباء الليبية الرسمية، نقلا عن مصادر طبية. ثم قام المهاجمون بنهب هذه المنشأة العسكرية الواقعة في مزرعة في منطقة الهواري على بعد 15 كلم من وسط بنغازي، وحملوا معهم اسلحة وذخيرة ومعدات معلوماتية.

وقال الناشط جلال القلال «الوضع غير متقلب جداً ولا نعرف كيف سيكون رد الفعل» من قبل المليشيات وايضاً السلطات واسر الضحايا.

وحذرت السلطات الليبية من «الفوضى» ودعت المتظاهرين الى التمييز بين الكتائب «غير الشرعية»، وتلك الخاضعة لسلطة الدولة.

وعبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام، محمد المقريف، عن ارتياحه لرد فعل السكان على «الكتائب الخارجة عن الشرعية»، لكنه دعا المتظاهرين الى الانسحاب على الفور من أماكن وجود كتائب وزارة الدفاع، مشيراً الى كتيبة راف الله الشحاتي وكتيبة 17 فبراير وكتيبة درع ليبيا. واتهم وزير الداخلية، فوزي عبد العال، من جهته اشخاصاً «اندسوا بين المتظاهرين»، وبعضهم كما قال ينتمون الى اجهزة الامن ويريدون إشاعة «الفوضى والتمرد».

وتظاهر عشرات آلاف الليبيين سلمياً في بنغازي، أول من أمس، احتجاجا على الميليشيات المسلحة بعد 10 ايام من الهجوم على القنصلية الاميركية في 11 سبتمبر الذي أودى بحياة سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وقبل التوجه الى ثكنة أنصار الشريعة تمكن المتظاهرون من طرد ميليشيا أخرى احتلت احد مباني الامن الليبي في وسط المدينة.

وأفاد شهود عيان بأن مجموعة أنصار الشريعة أخلت أيضاً تحت ضغط المتظاهرين مستشفى الجلاء الذي كانت تسيطر عليه. ثم تمكنت الشرطة العسكرية بعد ذلك من السيطرة على المبنى.وقد اخلت الميليشيات أربع منشآت عامة اخرى على الاقل لدى وصول المتظاهرين.

تويتر