الأسعد: «الجيش الحر» لن يتحوّل إلى «ميليشيات»

عناصر من «الجيش الحر» تدرس خططاً عسكرية. رويترز

أكد مؤسس «الجيش السوري الحر»، العقيد رياض الأسعد، أمس، أن جيشه لن يتحول مطلقا إلى ميليشيات مسلحة تعمل على نشر الفوضى والعنف في ربوع البلاد في «أعقاب سقوط نظام بشار الأسد». وقال الأسعد، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية «الجيش السوري الحر جزء من الشعب السوري والأخير معتدل بطبيعته ويرفض العنف والتطرف، لذا فإن الحديث عن تحولنا لميليشيات مسحلة متشددة أو غير ذلك أمر غير واقعي». وأضاف «نحن كقيادة نضمن ذلك، سيكون الجيش الحر نواة لبناء جيش وطني يستوعب جميع أبناء سورية دون استثناء أو تمييز».

واستنكر الأسعد حديث قيادات عسكرية عن إعادة هيكلة الجيش الحر وتأسيس ما يسمى بـ«الجيش السوري الوطني» قائلاً «الجيش الحر مهيكل بالأساس، هؤلاء معنيون بتشكيل وهيكلة كيان آخر لهم هو ما أسموه الجيش الوطني ونحن لا نعرف معنى هذه التسمية وماذا تعني، وكأننا نحن غير وطنيين».

وقال «هناك بالفعل كيان عسكري مهيكل موجود ويعمل بنجاح وهو الجيش الحر، لذا كنا نتمنى أن يتعاون معه الجميع حرصاً على وحدة الصف التي ننشدها ونحرص عليها بخلاف الآخرين».

وأوضح «لم تتم دعوتنا في البداية لاجتماعات هؤلاء القادة ثم تدخلت بعض الشخصيات للتوسط وتمت دعوتنا، ولكنهم للأسف، ومن البداية، كانوا لا يريدون الاستماع لوجهة نظرنا ولا حتى صوتنا واتخذوا قرارهم في ما بعد بمفردهم وفي ظل حضور أحد سفراء الدول الأوروبية، على هذا النحو الديكتاتوري».

وقلل الأسعد من قيمة الكيان العسكري الجديد، قائلاً «تلك القيادات لا توجد لها سيطرة بالأساس على الكتائب التي يتشكل منها الجيش السوري الحر وهي القوات المقاتلة فعلياً على الأرض».

وتابع «يتبعنا أكثر من 100 لواء وكتيبة مسلحة وكلها تحت السيطرة، رغم إمكانية حدوث بعض الخروقات هنا أو هناك، فالعمل بشكل عام يسير بنجاح، واستطعنا توجيه ضربات موجعة للنظام، لا نعرف من سينضم لهذا الجيش الوطني الجديد».

وفي معرض رده على سؤال حول وجود مجموعات من تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية داخل الأراضي السورية ومدى تنسيقها مع الجيش السوري الحر، قال «ممكن أن يكون هناك بعض الأفراد من تلك الجماعات والتنظيمات، ولكنهم دخلوا بشكل فردي وشخصي وليس في صورة تجمعات كبيرة منظمة، ولم يتم التنسيق معهم من قبلنا».

ورفض الأسعد اتهامات للجيش الحر بارتكاب جرائم حرب من «اعدامات فورية للأسرى أو التنكيل بهم»، قائلاً «نحن نرفض هذه الأعمال ونؤمن بحقوق الإنسان ونحترمها».

وقال «لكن بالطبع ممكن أن تقع بعض الخروقات ففي زمن الثورات للأسف دائماً ما تحدث بعض أعمال الفوضى أو بعض الأعمال الانتقامية، ولكننا نؤكد أنها خروقات فردية لا تعبر لا عن الجيش الحر ولا عن الشعب السوري، والآن يتم تبادل للأسرى بيننا وبين قوات النظام في العمليات الصغيرة، أي على نحو فردي».

ورفض الأسعد أن يكون إطلاق مسميات ذات دلالة إسلامية على أولوية وكتائب الجيش الحر معياراً للحكم على أن الأخير يتسم بصبغة دينية بحتة أو معادية لطائفة أو أكثر من مكونات الشعب السوري.

وقال «يضم الجيش الحر جنوداً وضباطاً سنة وشيعة ودروزا وأكرادا ونتمنى انضمام الجميع لنا لنسقط معاً تلك العصابة المجرمة المغتصبة للوطن».

ورداً على سؤال حول وجود شبهات تدفق «مال سياسي» لبعض الكتائب المنضوية تحت امرته بتلقيها أموالاً من دول عربية وإقليمية مجاورة وهو ما ينذر بالخطر من سيطرة تلك المجموعات على الجيش الحر مستقبلاً، قال «قد يكون هذا حدث من قبل بعض الأفراد في بعض المناطق». وقال «يضم الجيش الحر نحو 60 ألف مقاتل يسيطرون تقريباً على ما يقرب من 70٪ من الأراضي السورية، لكننا لا نستطيع وصف تلك النسبة من الأراضي بأنها محررة نظراً لاستمرار سيطرة النظام على السماء وإمكانية قصفها (تلك الأراضي)».

تويتر