«العليا الإسرائيلية» تمتنع عن إلغاء قرار عسكري بهدم قرية زنوطة

شهيد برصاص الاحتلال شرق القدس

آلاف الفلسطينيين مهدّدون بالتهجير من منازلهم بناءً على أوامر عسكرية إسرائيلية بالاستيلاء على ممتلكاتهم. غيتي

استشهد عامل فلسطيني وأصيب آخران، فجر أمس، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على سيارة يستقلها عدد من العمال الفلسطينيين عند حاجز «الزعيم» العسكري شرقي مدينة القدس المحتلة. فيما امتنعت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس، عن إصدار قرار بإلغاء أمر عسكري يقضي بهدم قرية زنوطة الفلسطينية الواقعة في جنوب الضفة الغربية.

وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية إن شاباً استشهد وأصيب اثنان آخران برصاص الجيش الاسرائيلي الذي استهدف سيارة تقل فلسطينيين، اثناء محاولتهم دخول القدس الشرقية المحتلة.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على السيارة «من دون سبب يذكر»، بعد أن اقتربت من حاجز «الزعيم» العسكري.

وقالت مصادر طبية فلسطينية، إن ثلاثة شبان أصيبوا بالرصاص، واستشهد أحدهم، ويدعى أكرم بديع بدر (40 عاما)، من قرية بيتللو الواقعة غرب مدينة رام الله، ونقلت جثته الى الجانب الاسرائيلي، فيما نقل المصابان الاثنان الى مستشفى في رام الله بالضفة الغربية.

وأضافت أن قوات الاحتلال رفضت تسليم جثة الشهيد ونقلتها إلى جهة غير معلومة.

من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية، ميكي روزنفلد، لـ«فرانس برس»، ان سيارة تقل فلسطينيين «حاولت اقتحام حاجز ودهس عناصر من حرس الحدود الذين فتحوا النار». وأكد اصابة ثلاثة فلسطينيين كانوا في السيارة، مشيرا الى ان «أحدهم توفي لاحقاً متأثراً بجروحه».

ولا يسمح لفلسطينيي الضفة الغربية بدخول الاراضي الاسرائيلية وكذلك القدس الشرقية من دون اذن انتقال او عمل تسلمه السلطات الاسرائيلية.

وفي تل أبيب، امتنعت المحكمة العليا الإسرائيلية، عن إصدار قرار بإلغاء أمر عسكري يقضي بهدم قرية زنوطة الفلسطينية الواقعة في جنوب الضفة الغربية.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن سكّان قرية زنوطة قدموا التماساً إلى المحكمة عام ،2007 طالبوا فيه بإلغاء أمر صادر عن الجيش الإسرائيلي بهدم بيوت القرية، لكن المحكمة أصدرت قراراً احترازياً، أمس، أمهلت فيه السلطات العسكرية مدة 30 يوماً لتقديم اقتراح لحل لسكان القرية والمكان الذي عليهم الانتقال للسكن فيه. وقالت وكيلة سكان القرية الفلسطينية، المحامية نيرا شاليف، خلال جلسة المحكمة، إن «السكان يسكنون في المكان قبل عام 1967 (أي قبل احتلال إسرائيل للضفة)، ومن واجب الجيش تنظيم البناء في القرية». لكن ممثل النيابة العامة العسكرية قال إنه «لا يمكن تنظيم البناء في القرية، لأن الحديث يدور عن موقع أثري»، واعتبر أنه «ليس من واجب الحاكم العسكري طرح حلول للسكان».

ووفقاً لـ«هآرتس» فإن 27 عائلة تسكن في قرية زنوطة ويعمل أفرادها في الزراعة ورعي المواشي.

لكن قاضي المحكمة العليا، حنان ميلتسر، قال لممثل النيابة العامة «(أنتم) تتحملون مسؤولية كحاكم عسكري، وأنتم كسلطة عليكم إيجاد حل بديل، وليس سهلاً القول سنهدم، لكن لا نعرف إلى سيذهب السكان».

وأضاف القاضي أن «مهمة الحاكم العسكري أن يجد حلا»، فيما قالت القاضية، عيدنا أربيل، إنه «يجدر التفكير مسبقاً في المكان الذي سيتم نقل السكان إليه، وليس بعد الهدم». وأمرت المحكمة بأن تقدم خلال 30 يوماً اقتراحاً لحل مشكلة سكان القرية والإعلان ما إذا كانت السلطات توافق على تقديم خريطة لتنظيم البناء في القرية. يشار الى أن قرية زنوطة هي واحدة من قرى المغارات المنتشرة في منطقة جنوب جبل الخليل، وهي موجودة قبل احتلال إسرائيل للضفة. ونقلت «هآرتس»، يوم الجمعة الماضي، عن عالم الآثار الإسرائيلي أفي عوفر، قوله إنه توجد لزنوطة أهمية أثرية «معينة»، لكن «لا يوجد أي تشابه بالطبع بينها وبين الأهمية الأثرية التاريخية الهائلة للقدس القديمة والخليل من الفترة التوراتية»، مؤكدا أنه «وفي كلا هذين المكانين صادقت السلطات على إقامة مستوطنات داخل الموقع الأثري، مع رصد أموال كبيرة من أجل الدمج بين الحفريات الأثرية والاستيطان».

من ناحية أخرى، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، التصريحات التي أدلى بها المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، ميت رومني، واعتبر فيها القدس عاصمة إسرائيل، بأنها تصريحات «عنصرية متطرفة»، و«تزوير للتاريخ».

وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان، إن هذه التصريحات «عنصرية متطرفة منكرة للحق الفلسطيني»، وأضاف أنها «إسهام في قلب الحقائق وتزوير التاريخ وتضليل للرأي العام، واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين». ورأى أن هذا الموقف «بمثابة رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان»، مشدداً على أن «القدس عاصمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني». وقال «لن نفرّط بذرة تراب منها (القدس)، وندعو إلى الإسراع في حمايتها والدفاع عنها وتشكيل أقوى وأوسع شبكة أمان عربية إسلامية لها، ووضع حد لكل ما يحاك ضدها». وكان رومني، زار مدينة القدس، أول من أمس، إذ ألقى كلمة أمام «مؤسسة القدس» بحضور رئيس بلدية المدينة نير بركات، قال فيها «أشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة إسرائيل».

تويتر