العثور على جثتي الطيارين التركيين.. والرئيس السوري يتهم أردوغان بالتحرك وفق «غرائز طائفية»
موسكو تنفي محاولات غربية لإقـناعها بمنح اللجـوء للأسد
صورة بثتها شبكة «شام» لتشييع الطفلة سعادة الحاج علي التي قتلت في قصف القوات النظامية مدينة درعا. رويترز
كشفت صحيفة «كومرسانت» الروسية، أمس، أن الغربيين يحاولون اقناع روسيا بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري، بشار الأسد، بعد التوصل الى اتفاق دولي، السبت الماضي، في جنيف، حول مبادئ الانتقال السياسي في سورية، فيما نفت موسكو بحث مستقبل الأسد مع واشنطن. في الأثناء ذاتها اتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هاجم بشدة سياسة دمشق، بالتحرك وفق «غرائز طائفية» ما يؤجج النزاع في سورية، بينما أعلن الجيش التركي، أمس، العثور في قاع البحر على جثتي قائدي الطائرة الحربية التركية التي اسقطها الدفاع السوري. في حين واصلت القوات النظامية عمليات القصف لبلدات في درعا وحلب ودير الزور، واندلاع اشتباكات في مدن سورية عدة بين الجيشين النظامي والحر.
وكتبت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن الغربيين يحاولون اقناع روسيا بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري بعد اتفاق جنيف.
وكتبت الصحيفة نقلاً عن مصدر دبلوماسي روسي ان «الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تبذل جهوداً حثيثة لإقناع موسكو بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري»، وأضاف المصدر «لكن ليست لدينا مشروعات لاستضافة الأسد كما لم يكن لدينا» مثل هذه الخطة.
لكن موسكو لم تتجاوب حتى الآن مع الفكرة على الرغم من ان مصادر في الكرملين ترى ان فرص الأسد في الاستمرارية سياسياً تبلغ 10٪، بحسب الصحيفة.
وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وكذلك تركيا، ودول تمثل جامعة الدول العربية، اتفقت في جنيف، السبت الماضي، على مبادئ انتقال سياسي في سورية. وعلى الرغم من ان اسم الأسد لم يرد في هذا الاتفاق، الا ان الوثيقة تنص على انه يعود للسوريين تحديد مستقبلهم.
واعتبرت دول غربية عدة ان الاتفاق يعني بوضوح انه لا يوجد مستقبل للأسد، ما اثار تحفظ روسيا. فقد اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول من أمس، الغرب بالسعي الى «تحريف» الاتفاق.
وقالت الصحيفة الروسية ان الولايات المتحدة فسرت اعتماد هذا النص على انه «موافقة غير مباشرة من موسكو على رحيل الأسد».
وأوضحت ان انتقال الأسد الى دولة اخرى، بما يشمل روسيا «لا يبدو امراً غير مرجح تماماً».
وفي المقابل قالت الصحيفة ان روسيا لا تقوم بحماية الأسد شخصياً، وان مواقف موسكو والغرب ليست متباعدة كما توحي التصريحات العلنية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الكرملين قوله «نحن لا ندافع عن الأسد». واضاف المصدر أن «الرئيس السوري أهدر الوقت، وفرص بقائه في السلطة ليست قوية، وتقدر بـ10٪، ونحن لسنا ضد المعارضة السورية، لكننا نعارض التدخل المسلح الخارجي في سورية».
في سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالة «انترفاكس» الروسية، أمس «نحن لا نبحث الوضع المتعلق بمستقبل الرئيس السوري مع الولايات المتحدة»، وأضاف «لقد شرحنا موقفنا أكثر من مرة: مسألة السلطة في سورية يجب ان يقررها الشعب السوري. والخطط المطروحة، خصوصاً عندما تكون مفروضة من الخارج لا يمكن الا ان تسيء للوضع».
إلى ذلك، اتهم الأسد تركيا بتقديم دعم لوجستي «للإرهابيين» في سورية، وحث الحكومة التركية الإسلامية المحافظة التي تطالب برحيله على عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وقال في مقابلة مع صحيفة «جمهورييت» التركية نشرت قسمها الثاني، أمس، إن «رغبة تركيا في السعي للتدخل في الشؤون الداخلية السورية وضعها في موقع للأسف جعل منها طرفاً في كل الأعمال الدموية» التي تجري في سورية. وأضاف أن «تركيا قدمت كل الدعم اللوجستي للإرهابيين الذين قتلوا شعبنا».
من جانب اخر اتهم الأسد أردوغان الذي هاجم بشدة سياسة دمشق، بالتحرك وفق «غرائز طائفية» ما يؤجج النزاع في سورية.
من جهته، أعلن الجيش التركي، أمس، العثور في قاع البحر على جثتي قائدي الطائرة الحربية التركية التي اسقطها الدفاع السوري في البحر.
وأوضح بيان على الموقع الالكتروني لهيئة الأركان التركية أنه «تم تحديد مكان الجثتين في قاع البحر، ويجرى العمل على انتشالهما».
ولم يحدد بيان الجيش ما اذا كان تم ايضا تحديد مكان وجود حطام الطائرة.
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان اشتباكات عنيفة دارت في ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في محيط بلدة بيت سحم واطراف ضاحية جرمانا قرب فرع المخابرات الجوية، مشيراً الى سقوط سبعة قتلى مدنيين في البلاد.
وقُتل مدني وجُرح اخرون اثر اطلاق النار على سيارة كانت تقلهم في مدينة داريا.
وفي محافظة ادلب، اكد المرصد مقتل اربعة مدنيين اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في مدينة معرة النعمان.
ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومعارضين في مدينة ادلب وريفها، وتعرضت مدينة خان شيخون للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، بحسب المرصد. وفي درعا قُتل مدنيان اثر القصف على بلدة المسيفرة، وتتعرض بلدة الكرك الشرقي لقصف من قبل القوات النظامية.
وفي ريف حلب تتعرض بلدات دير حمال وبيانون وحريتان وحيان لقصف من القوات النظامية السورية التي «تحاول السيطرة على ريف حلب الشمالي والغربي»، بحسب المرصد، كما تتعرض بلدة الشحيل في ريف دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على البلدة، في حين تشهد مدينة الميادين اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر مخفر المدينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news