أكد عدم قبول أي انتهاك للأمن القومي العربي والوقوف مع الشعبين السوري والفلسطيـــني
مرسي يؤدي اليمين ويتسلم الـــسلطة من « العسكري»
مرسي مؤدياً اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية. أ.ف.ب
أدى محمد مرسي، أول مدني يتولى رئاسة مصر، وأول رئيس منتخب منذ الإطاحة بحسني مبارك بداية ،2011 أمس، امام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، بمقر المحكمة جنوب القاهرة، اليمين الدستورية لتولي مهامه رسمياً رئيساً للبلاد، وقال إن الجيش سيعود إلى مهمته، التي قال إنها حماية حدود الوطن، وإن المؤسسات المنتخبة ستعود لاداء دورها، وتعهد بالعمل من أجل بناء مصر القوية، وتحقيق طموحات الشعب المصري في حياة كريمة، وأكد أن مصر لن تقبل اي انتهاك للأمن القومي العربي، وأكد رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، خلال عرض عسكري رمزي اقيم للرئيس مرسي، بمناسبة توليه رسمياً مهام منصبه وتسليمه السلطة، وقوف القوات المسلحة الى جانب رئيس مصر الجديد.
وتفصيلاً، أكد الرئيس المصري، في كلمة ألقاها خلال احتفالية أُقيمت، أمس، بجامعة القاهرة، لمناسبة تنصيبه رسمياً رئيساً لمصر، بالعمل من أجل خروج البلاد من رحم المعاناة، وببناء دولة قوية «خصوصاً بعد أن قام النظام السابق بتقزيم الدولة المصرية». وقام بتأدية اليمين الدستورية رئيساً لمصر بشكل رمزي أمام الحضور، بعد أن أداه بشكل رمزي أيضاً أمام الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين بميدان التحرير، أول من أمس.
وقال مرسي «إننا نسطر معاً تاريخاً، حيث عاشت مصر عصوراً يفخر بها العرب والمسلمون، وعانت أحياناً لحظات انكسار»، مؤكداً أن مصر لن تعود للوراء. وأكد أن بلاده «لا تصدر الثورة لأحد»، مشدداً على أن مصر لا تتدخل في شؤون أحد، ولا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها. وأضاف «نحن نؤمن بحق الشعوب في الحصول على حرياتهم، ونحن نؤمن بحق الشعب الفلسطيني والشعب السوري، ويجب أن يتوقف نزيف الدم الذي يراق في سورية، نريد لهذا الدم أن يتوقف، وسنعمل على حدوث ذلك في المستقبل القريب إن شاء الله».
وأكد مرسي احترام بلاده للاتفاقيات الدولية، مع تأكيده على دعمه القضية الفلسطينية، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وشدد على أن «مصر لن تقبل اي انتهاك للامن القومي العربي، وستقف في وجه الاخطار التي تهدد الامة العربية».
وأضاف أن نظام حسني مبارك «فرط في امن مصر القومي، ما ادى الى تقزيم دورها الاقليمي والدولي»، متعهدا بالعمل على ان تستعيد مصر دورها «القوي» في الدوائر العربية والإسلامية والإفريقية والدولية.
كما تعهد ببذل كل جهده «لحماية الوطن مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه»، مؤكداً أنه يتعهد بالحفاظ على المؤسسة العسكرية «جنداً وقيادات، وأن يدعمها لتكون أقوى مما كانت، ولكي تستمر راسخة، وسيكون معها في كل ما تعمل».
وأضاف أن القوات المسلحة أوفت بعهدها وأدت دورها، مشيداً بوفاء المجلس العسكري بوعده، «بألا يكون بديلاً عن الإرادة الشعبية»، وتابع «سيعود الجيش المصري لأداء مهمته في حماية أمن الوطن»، وتابع «كما أن المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها».
ووعد بالعمل على اجتذاب استثمارات في جميع قطاعات الاقتصاد، وانعاش السياحة، وهما مجالان تضررا بشدة جراء الاضطرابات التي أعقبت الثورة التي أطاحت حسني مبارك العام الماضي.
وقال «سنعمل معا على تشجيع الاستثمار في كل قطاعاته (الاقتصاد)، وعلى استعادة السياحة دورها بما يعود بالخير على الاقتصاد المصري، وعلى كل مواطن في مصر».
وحضر الاحتفالية رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، المشير حسين طنطاوي، وأعضاء المجلس، ورئيس الحكومة كمال الجنزوري، والوزراء، وأعضاء البرلمان (مجلس الشعب المنحل، ومجلس الشورى)، وقادة فكر وسياسيون من مختلف التيارات وكبار رجال الدولة.
وكان مرسي أدى، في وقت سابق، أمس، اليمين الدستورية رئيساً للبلاد أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العُليا ليتولى مهام منصبه بشكل رسمي. وتلا مرسي أمام الجمعية العمومية لقُضاة المحكمة، المكونة من 18 قاضياً برئاسة المستشار فاروق سلطان، نص القسم الرسمي للبلاد. واحتشدت أعداد ضخمة من المواطنين خارج مقر المحكمة لاستقبال مرسي ووداعه.
وبأداء الرئيس مرسي اليمين الدستورية تنتهي المرحلة الانتقالية التي بدأت منذ رحيل الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة في 11 فبراير ،2011 على خلفية ثورة شعبية سلمية، وأدار خلالها المجلس الأعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد، حيث يتسلم الرئيس المنتخب السُلطة التفيذية.
وفي وقت لاحق، حضر الرئيس المصري عرضاً عسكرياً رمزياً، ضمن مراسم تسلمه السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شؤون البلاد في الفترة الأخيرة. وكان في استقبال مرسي لدى وصوله إلى أرض الاحتفال العسكري فى منطقة الهايكستب على مشارف القاهرة، المشير حسين طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وأعضاء المجلس العسكري.
وألقى المشير طنطاوي كلمة أكد خلالها وفاء المجلس العسكري بوعده في ما يتعلق بتسليم السلطة لهيئة مدنية منتخبة، وأن القوات المسلحة «ستقف مع الرئيس الجديد المنتخب من الشعب»، مشددا على أن المجلس العسكري أكد دائما أنه «ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب»، فيما اطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لرئيس البلاد الجديد.
من جهته، أكد مرسي في كلمة له بالمناسبة ان هذا اليوم «فارق في تاريخ مصر»، حيث نشهد «كيف تنتقل السلطة من القوات المسلحة المصرية طبقاً لارادة الشعب المصري الى سلطة مدنية منتخبة».
وأضاف «أتقبل نقل السلطة من المشير حسين طنطاوي واخوانه في المجلس الاعلى، أتقبل هذه المسؤولية لأصبح مسؤولاً عنهم، كما أنني مسؤول عن شعب مصر جميعاً».
وقال أيضا مخاطبا القوات المسلحة «لن تتركوا أماكنكم في الداخل في هذه المرحلة لأن الوطن في حاجة إليكم».وطمأنها قائلا «لن يمس حق من حقوقكم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news