18 قتيلاً في الاشتباكات.. والجيش يقصف مدينة الحفة بعنف.. والأسد يكلف حجاب تشكيل حكومة جديدة
روسيا تدعــو إلى مؤتمر دولي لــــدعم خطة أنان وترفض تغيير النظام الســــوري
صورة بثتها شبكة شام تظهر عائلات تفر من بلدة الحولة بريف حمص مع استمرار العمليات العسكرية فيها. أ.ف.ب
دعت روسيا، أمس، إلى اجتماع دولي موسع لدعم خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، كوفي أنان، غداة إعلان موسكو أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ليس شرطاً لتسوية الأزمة، فيما كلف الاسد وزير الزراعة رياض حجاب، العضو في حزب البعث، تشكيل حكومة جديدة، في حين استمرت العمليات العسكرية والاشتباكات العنيفة في مناطق سورية بين منشقين والقوات النظامية، التي قصفت بعنف مدينة الحفة في اللاذقية (غرب) بالحوامات والدبابات وراجمات الصواريخ، مع تقدم القوات باتجاهها، بينما طالب المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين بالتوجه حالاً الى الحفة لمنع حصول مجزرة جديدة.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى اجتماع دولي موسع بشأن الأزمة في سورية، يضم إيران وتركيا، بهدف دعم خطة أنان المتعثرة. وحذر في بكين من ان الاستجابة لمطالب المعارضة السورية بتغيير نظام الأسد «سيقود الى كارثة».
وقال لافروف للصحافيين في بكين عقب لقاء الرئيس فلاديمير بوتين الزعماء الصينيين، ان «جماعات المعارضة خارج سورية تطلب من المجتمع الدولي بشكل متزايد ضرب نظام الاسد عسكرياً، وتغيير النظام». وأضاف «هذا امر خطر للغاية، وأستطيع القول ان هذه طريقة ستجر المنطقة الى كارثة».
وقال لافروف ان الصين وروسيا، العضوان في مجلس الامن، اتفقتا على دعم قرار مجلس الامن الدولي الذي صادق على خطة أنان لحل الازمة في سورية.
وأضاف «نحن لا نقبل المحاولات التي تريد ان تصور الوضع كأنه ليس من الضروري تطبيق هذا القرار، كما فعلت أخيراً المعارضة السورية الممثلة بالجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري». وأكد لافروف انه من المهم بالنسبة لجميع الدول التي لديها نفوذ على جماعات المعارضة ان تقنع هذه الجماعات بالتوقف عن تصعيد الوضع، داعياً الى عقد اجتماع بين هذه الدول لا تشارك فيه سورية.
وقال ان الهدف من هذا الاجتماع هو الاتفاق على تطبيق خطة أنان «وممارسة (هذه الدول) ضغطها على الجانب السوري المعني»، لإقناعه بوقف العنف وبدء التفاوض. كما أعربت روسيا والصين في بيان مشترك، أمس، عن معارضتهما الشديدة للتدخل العسكري في سورية، وتغيير النظام فيها.
وجاء في البيان الذي اعقب محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعماء الصينيين ان «روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الازمة في سورية، عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان سياسة تغيير النظام» في سورية.
من ناحية أخرى، أعلن التلفزيون السوري الرسمي، أن الاسد كلف وزير الزراعة رياض حجاب، العضو في حزب البعث، تشكيل حكومة جديدة.
وسيشكل حجاب الحكومة الاولى بعد اول انتخابات تشريعية جرت في سورية على اساس الدستور الجديد، الذي اقر في استفتاء عام، وأصبح نافذاً اعتباراً من 27 فبراير الماضي.
وحصل حزب البعث على الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت في السابع من مايو الماضي.
على الصعيد الميداني، قتل 18 شخصاً، أمس، في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار أيضاً الى تجدد القصف على مناطق في ريف اللاذقية شهدت، أول من أمس، اشتباكات دامية.
وقال المرصد في بيان، إن مدينة الحفة في اللاذقية (غرب)، تتعرض منذ صباح أمس، لقصف من الحوامات ومدافع الدبابات وراجمات الصواريخ مع تقدم القوات النظامية باتجاهها، مؤكداً استقدام هذه القوات تعزيزات الى المنطقة.
وأشار الى قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل في منطقة الحفة تتعرض لقصف، وكذلك بلدة سلمى في المنطقة التي شهدت ليلاً هجمات من مجموعات مسلحة معارضة على مقار امنية تمكنت من السيطرة عليها، بحسب المرصد، وقتل ضابط منشق في البلدة.
وقتل رجل مع زوجته وولدهما في قصف تعرضت له قرية شيرقاق في محافظة اللاذقية، كما قتل ثلاثة اشخاص آخرين في مدينة الحفة نتيجة القصف.
وكانت قرى عديدة في منطقة الحفة شهدت، أول من أمس، اشتباكات عنيفة تسببت في مقتل 33 شخصاً، هم 22 عنصرا من القوات النظامية، وتسعة مسلحين معارضين، ومدنيين اثنين.
من جهته، طالب المجلس الوطني السوري في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي، أمس، «المراقبين الدوليين بالتوجه حالا الى الحفة لمنع حصول مجزرة جديدة يخشى السكان وقوعها في أي لحظة».
وفي مدينة حماة (وسط)، اعلن المرصد مقتل مواطن اثر انفجار عبوة ناسفة في حي الكرامة. وقتل مواطن آخر اثر اصابته بإطلاق رصاص على جسر المزارب في المدينة.
وفي دمشق، انفجرت عبوة ناسفة، صباح أمس، في حي الزاهرة الجديدة ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا، بحسب المرصد.
وكان حيا القابون وتشرين في دمشق شهدا الليلة قبل الماضية تبادل اطلاق نار كثيف بين مسلحين وحواجز للقوات النظامية.
كما دارت اشتباكات عنيفة، أمس، بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في بلدات جسرين وكفر بطنا وسقبا في ريف دمشق، حيث سجلت ليلا اشتباكات شملت مدينة حرستا وبلدة جديدة عرطوز ومحيط دوما وعربين وزملكا.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل طالب جامعي من قرية دار عزة، اثر اصابته في القصف الذي تعرضت له بلدة حريتان.
واستأنفت القوات النظامية القصف على بلدتي حريتان وبيانون، صباح أمس. وكان القصف طال ليلا مدينة اعزاز في محافظة حلب، واستخدمت فيه المروحيات، بحسب المرصد الذي ذكر ان «القوات النظامية تحاول السيطرة على احياء في المدينة خارجة عن سيطرة السلطات السورية منذ اشهر».
وقتل مواطنان قرب قرية الشيخ عيسى في ريف حلب، اثر اطلاق الرصاص عليهما.
ودعا المجلس الوطني فريق المراقبين الدوليين الى «التوجه السريع الى المناطق المستهدفة» في حلب.
وفي مدينة حلب، خرجت تظاهرة في ساحة جامعة حلب، قمعتها قوات الامن السورية، واعتقلت عددا من الطلاب، بحسب المرصد.
وفي محافظة درعا (جنوب)، أفيد باشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في منطقة اللجاة، تسببت في مقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية. وأصيب 10 عناصر من القوات النظامية بجروح في بلدة المزيريب في حلب بتفجير عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم.
وفي محافظة ادلب، تتعرض بلدة مرعيان لقصف من القوات النظامة السورية. وقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط اثر انفجار عبوة ناسفة بآلية كانت تقلهم قرب بلدة سراقب. كما تحدث المرصد عن مقتل وجرح 14 عنصرا من القوات النظامية في تفجير عبوات ناسفة بسيارات امنية وعسكرية في ريف جسر الشغور في ادلب.
في المقابل، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن مجموعة ارهابية مسلحة فجرت، أمس، عبوة ناسفة بالقرب من مدرسة في جديدة عرطوز في ريف دمشق، ما اسفر عن مقتل ضابط وعنصرين من قوات حفظ النظام، واصابة ضابط آخر وأربعة عناصر بجروح.
وعلى الحدود اللبنانية السورية، شهدت منطقة عرسال البقاعية في شرق لبنان اشتباكات بين عدد من سكانها وجنود سوريين دخلوا الاراضي اللبنانية وأطلقوا النار على مجموعة شبان، ما تسبب في مقتل احدهم واصابة ثلاثة آخرين بجروح، بحسب ما افاد مصدر امني لـ«فرانس برس».
وعاد الهدوء الى المنطقة بعد بضع ساعات، إلا ان الاهالي يطالبون بتسلم جثة القتيل الذي سحب الى الاراضي السورية.
وأفاد مصدر امني آخر بأن قوات الامن السوري أوقفت اللبناني خالد سويدان البدوي، رئيس بلدية الرامة الحدودية في وادي خالد (شمال)، بعد اجتيازه الحدود عبر معبر جسر قمار الرسمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news