شفيق يتهم «الإخوان» بالطائفية والظلاميـة.. واستمرار التظاهر احتجاجاً على تبرئة أركان النظام السابق
إطلاق مساعدي العـــادلي.. واستمرار حبس رئيس «أمن الدولــــة» على ذمة جنحة
شفيق يهاجم «الإخوان» خلال مؤتمــــــــــــــــــــــــــــــــــره الصحافي أمس. إي.بي.إيه
قامت مصلحة السجون المصرية، أمس، باستيفاء إجراءات إخلاء سبيل خمسة من مساعدي وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي، الذين قضت محكمة جنايات القاهرة، أول من أمس، ببراءتهم من قضية قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير، لكن لم يتم إخلاء سبيل مساعد أول وزير الداخلية لشؤون جهاز مباحث أمن الدولة السابق، اللواء حسن عبدالرحمن، لاستكمال التحقيق معه في جنحة حرق وإتلاف مستندات ووثائق مباحث أمن الدولة، التي لاتزال التحقيقات فيها جارية.
وشنّ المرشح الرئاسي، المصري أحمد شفيق، هجوماً قوياً على جماعة الإخوان المسلمين، التي يخوض مرشحها محمد مرسي، جولة إعادة انتخابات الرئاسية معه منتصف الشهر، قائلا إنه يمثل الدولة المدنية و«الشفافية والنور، ويمثل (الإخوان) الظلام والأسرار، وأمثل المصالحة الوطنية والاستقرار والتسامح، وهم يمثلون الإقصاء والإبعاد والطائفية»، وأعلن قبوله إجمالاً بما ورد في وثيقة العهد التي صاغها عدد من القوى السياسية، وقال «بعض بنودها موجود في برنامجي الانتخابي، ومكان بعض البنود الأخرى الدستور الجديد الذي سألتزم به حال فوزي»، فيما واصل عدد كبير من المصريين، أمس، تظاهرهم في ميدان التحرير وسط القاهرة وفي الميادين الرئيسة في عدد من المحافظات، احتجاجاً على تبرئة أركان النظام السابق من جرائم القتل والفساد المالي.
وتفصيلا، اتهم شفيق في مؤتمر صحافي «الإخوان» بالسعي للسيطرة على كل مفاصل الدولة، وقال «أنا لا أتاجر بديني، ومرجعيتي هي الأزهر، أمثل المصالحة الوطنية و(الإخوان) يمثلون الانتقام». وعلق على حكم السجن المؤبد الصادر بحق الرئيس السابق حسني مبارك بالقول «أحترم حكم القضاء، ولا داعي لاستغلال أحكام القضاء في قضايا انتخابية».
وانتقد شفيق الهجوم الذي تعرض له القضاء المصري بعد صدور الحكم، وقال «القضاء الذي تهاجمونه الآن هو من أشرف على الانتخابات الرئاسية».
وكان مرسي قد تعهد بإعادة محاكمة مبارك حال فوزه، وقال، في مؤتمر صحافي، أول من أمس، إنه سيقوم بتشكيل فريق تحقيق من النيابة وجهات جمع الأدلة الجنائية التابعة للسلطة التنفيذية على أعلى مستوى فور، فوزه في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية لجمع الأدلة من كل الجهات التي تدين المجرمين بقتل الثوار.
وحول ما يثيره عدد من القوى من أن فوز شفيق يعني إعادة إنتاج النظام السابق، قال شفيق «شعب مصر تغير، وأنا سألبي النداء، ولن أعيد إنتاج النظام السابق، أمد يدي للجميع، وأرحب بالتعاون مع الجميع، لن يكون هناك إقصاء لأي قوى سياسية مهما اختلفت معها، لن يسجن أحد ولن يلاحق أي سياسي مهما كان الخلاف معه، لن يعتقل من له موقف، أجهزة الأمن ستلتزم بمعايير القانون وحقوق الإنسان».
وانتقد شفيق ما يتردد من قواعد لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، وقال «(الإخوان) يضغطون على الصحافة الحرة من خلال اختيار رؤساء الصحف القومية وهو ما لا أقبله». وعما تعرض له مقره من حريق قبل أيام، أعلن شفيق تنازله عن بلاغه أمام النيابة، وشدد «هيهات، حرق المقر لن يؤدي إلى حرق أحمد شفيق».
من ناحية أخرى، تابع مصريون في القاهرة وعدد من المحافظات تظاهرات، بدأوها أول من أمس، حيث نصبوا الخيام في وسط الميدان وأطرافه استعداداً لاعتصام مفتوح إلى حين تنفيذ بقية مطالب الثورة المصرية وفي مقدمتها إعادة محاكمة قتلة متظاهري الثورة ورحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة، ووضع دستور جديد للبلاد قبل انتخاب رئيس لمصر.
وقلّت أعداد المتظاهرين بشكل كبير، إذ حالت حرارة الجو بين مواصلة الآلاف للتظاهر والاعتصام، حيث شهد ميدان التحرير هدوءاً نسبياً فلم يوجد سوى عدد قليل من المتظاهرين، رددوا هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«الشعب يريد تطهير القضاء»، و«القصاص القصاص من اللي قتلوا ولادنا بالرصاص».
وأقام المتظاهرون نموذجاً مصغراً لمقبرة تحية «لشهداء الثورة»، الذين يعتقدون أن القضاء لم يقتص لهم.
وعلقت في الميدان لافتة كبيرة كتب عليها «شهداؤنا يستحلفوننا عدم الرضوح للمؤامرة»، التي تستهدف الثورة، واخرى كتب عليها «وحياة دمك يا شهيد، ثورة تاني من جديد».
وزاد الحكم الذي صدر في حق مبارك بعد طول انتظار من المخاوف لدى الكثير من الداعين للديمقراطية من أن تؤدي أحدث التطورات إلى القضاء على المكتسبات التي تحققت بعد إسقاط مبارك الذي ظل يتولى السلطة طوال نحو 30 عاماً.
وشعر الكثير من المحتجين الليبراليين واليساريين الذين بدأوا الانتفاضة بالانزعاج، عندما لم يفز مرشحوهم في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي. وأعلنت جمعية أطباء التحرير، أمس، مشاركة عدد من قياداتها وأعضائها في الاعتصام بميدان التحرير.
وأمضى مبارك، الليلة قبل الماضية، أول ليلة له في مستشفى سجن مزرعة طرة جنوب القاهرة، في حين كان حتى الآن يقيم في مركز طبي تابع للجيش بشرق العاصمة المصرية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصّحة والسكان أن إجمالي أعداد المصابين على خلفية التظاهرات في أنحاء البلاد بلغ 113 مصاباً نتيجة اختناقات وإغماءات بفعل الزحام الشديد، من بينهم 104 أُصيبوا في ميدان التحرير.
وقالت الوزارة، في بيان أصدرته، إنه تم علاج 68 حالة من المصابين في ميدان التحرير بالعيادات المتنقلة الموجدة في محيط الميدان، فيما نُقل المتبقون إلى المستشفيات القريبة.
وكان ميدان التحرير والميادين الرئيسة في محافظات الاسكندرية، والسويس، ودمياط، والشرقية، اكتظت بعشرات الآلاف من المتظاهرين احتجاجاً على تبرئة معاوني وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي من تُهمة قتل متظاهري الثورة المصرية، وتبرئة علاء وجمال نجلي الرئيس السابق حسني مبارك من تُهم الفساد المالي واستغلال النفوذ.
وكتبت صحيفة «الشروق» المستقلة في عنوانها الرئيس «المؤبد لمبارك والبراءة لنظامه». أما صحيفة «التحرير»، فقالت «المؤبد لفرعون وهامان (وزيره)، والبراءة لجنودهما».
وقالت صحيفة «الاهرام» في صدر صفحتها الاولى، ان «الغضب يجتاح مصر لعدم القصاص للشهداء». وأضافت «شباب الثورة يعود للتحرير، ويكرر الشعب يريد اسقاط النظام». أما صحيفة الوطن المستقلة فكتبت «ثورة جديدة».
وتعرض مقران لحملة احمد شفيق في الفيوم (100 كيلومتر جنوب القاهرة) والغردقة (على البحر الاحمر) لهجوم، الليلة قبل الماضية، من قبل مجهولين بحسب اجهزة الامن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news