مرسي من مرشح «احتياطي» إلى الصدارة

مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» في الانتخابات الرئاسية المصرية محمد مرسي، والذي سيخوض جولتها الثانية امام اخر رئيس وزراء في عهد مبارك، احمد شفيق، لم يكن الخيار الاول للجماعة بل مرشحا احتياطيا تم الدفع به بعد استبعاد نائب المرشد العام خيرت الشاطر لاسباب قانونية. ورغم ان مرسي المهندس البالغ من العمر 60 عاما لم يكن وجها جماهيريا معروفا، الا انه جاء في الصدارة وحصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى بفضل حملة استعرضت فيها أقدم حركة اسلامية في مصر عضلاتها السياسية وألقت بكل ثقلها وبآلتها التنظيمية والانتخابية القوية خلف هذا الرجل الذي تم اختياره العام الماضي رئيسا للذراع السياسية للجماعة، حزب الحرية والعدالة. لا يتمتع محمد مرسي بحضور كبير. وفي ملصقاته الدعائية ترتسم على وجهه ابتسامة خجولة، كما بدا في موقف دفاعي في مقابلاته التلفزيونية الاولى بعد ترشحه مباشرة. لكنه بدأ يكتسب ثقة بنفسه مع تصاعد حملته. ونظمت الجماعة مؤتمرات حشدت لها كعادتها اكبر عدد من اعضائها للتأكيد على انها لاتزال القوة السياسية الكبرى في البلاد رغم التراجع الملحوظ في شعبيتها خلال الاشهر الاخيرة بسبب تقلب مواقفها السياسية.

وقبل انتهاء الحملة الانتخابية بثلاثة ايام، نظم الاخوان المسلمون سلسلة بشرية لدعم مرشحهم من الاسكندرية في اقصى شمال مصر الى اسوان في اقصى الجنوب. ويقر القيادي الاخواني الكبير عصام العريان بأن الامر لم يكن سهلا. وقال العريان وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة لـ«فرانس برس»، «لقد واجهنا (الدعاية السلبية) لوسائل الاعلام بالتحدث مباشرة الى الناس».

ولد محمد مرسي في محافظة الشرقية في دلتا النيل وحصل على بكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة عام ،1975 ثم حصل في 1982 على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كارولاينا في الولايات المتحدة. في عام ،2000 اصبح محمد مرسي نائبا في مجلس الشعب ثم اعيد انتخابه في ،2007 قبل ان يصبح في 2010 متحدثا باسم الجماعة وعضوا في مكتب الارشاد (المكتب السياسي). اعتقل مرسي لمدة سبعة اشهر في 2005 بسبب مشاركته في تظاهرة لتأييد حركة القضاة التي طالبت انذاك باستقلال القضاء واعيد اعتقاله في 28 يناير 2011 بعد ثلاثة ايام من اندلاع الانتفاضة التي اسقطت مبارك.

تويتر