هولاند يتسلم رئاسة فرنسا.. ويتعهد بـ «مسار جديد» في أوروبا

هولاند وعد الفرنسيين بقيادة البلاد «ببساطة وكرامة» بعد تنصيبه. غيتي

بدأ الاشتراكي فرنسوا هولاند مهامه رسمياً، الثلاثاء، رئيساً للجمهورية الفرنسية بعد تسلم السلطة من الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، مكرساً عودة اليسار الى قصر الاليزيه بعد غياب استمر 17 عاما. وتعهد هولاند خلال مراسم أجريت في قصر الاليزيه بالسير بأوروبا عبر مسار جديد.

وقال رئيس المجلس الدستوري جان-لوي ديبري «اعتبارا من هذا اليوم، انت تجسد فرنسا وتعتبر رمزاً لقيم الجمهورية وتمثل كل الفرنسيين».

وقد اطلقت 21 طلقة من متحف إنفاليدز العسكري القريب إيذاناً بتنصيبه، كما منح أولاند أعلى وسام شرف فرنسي يمنح للرؤساء فقط.

وقال أولاند في خطاب تنصيبه أمام مجموعة من كبار الشخصيات «إنه يتطلع لإعادة فرنسا للوقوف على أقدامها في ظل العدالة وفتح مسار جديد في أوروبا»، والمساهمة في السلام العالمي. وأراد الرئيس الجديد توجيه رسالة ثقة الى الفرنسيين قائلاً ان البلاد «بحاجة للمصالحة ولم الشمل، ان دور رئيس الجمهورية هو المساهمة فيها والحرص على عيش كل الفرنسيين معاً من دون تفرقة حول القيم نفسها.. هي قيم الجمهورية».

وأضاف «هذا هو واجبي» واعداً بقيادة البلاد ببساطة وكرامة، ومؤكداً أنه سيكافح العنصرية ومعاداة السامية وكل انواع التفرقة.

وبحسب المراسم البروتوكولية وصل هولاند عند الساعة الـ10 الى قصر الاليزيه، واستقبله في باحة الشرف نيكولا ساركوزي.

وبعد المصافحة عقد الرجلان لقاء مغلقاً من اجل تسليم السلطة وسلم خلاله ساركوزي، الرئيس الجديد الشيفرة النووية، ثم وسط تصفيق موظفي الاليزيه، غادر ساركوزي وزوجته كارلا بروني القصر وألقى تحية الوداع على الحاضرين من سيارته. وهولاند الذي عبر سابقا عن رغبته في رئاسة عادية، اراد حفلاً بسيطاً لبدء ولايته من خمس سنوات التي تنطلق تحت وطأة الازمة الاقتصادية ومعدل البطالة المرتفع.

ونظم حفل التنصيب في غياب اولاد هولاند الأربعة، وكذلك أولاد رفيقة حياته الصحافية فاليري تريرفيلر، في ما يشكل تناقضاً مع صورة العائلة الكبيرة التي اظهرها نيكولا ساركوزي في .2007 ولم يوجه الدعوة سوى الى 30 شخصاً، ما يشكل تناقضاً ايضاً مع مئات المدعوين الذين جاءوا عام 1981 لحضور حفل تنصيب اول رئيس يساري فرنسوا ميتران.

ويقضي التقليد بعدها ان يعبر الرئيس الجديد جادة الشانزليزيه في سيارة سيتروين مكشوفة وصولا الى قوس النصر، حيث سيضيء الشعلة عند ضريح الجندي المجهول. وسيقوم هولاند بتكريم ذكرى جول فيري الذي جعل المدرسة العلمانية إلزامية ومجانية والى ماري كوري المولودة في بولندا والحائزة جائزتي نوبل في الكيمياء والفيزياء مطلع القرن الـ،20 تأكيداً منه على اثنتين من اولويات رئاسته: التعليم والاندماج.

وسيقصد بعد ذلك بلدية باريس حيث يعقد لقاء سريعاً مع رئيس البلدية الاشتراكي برتران دولانوي الذي دعا الباريسيين الى القدوم لاستقبال الرئيس الجديد. وستكشف تشكيلة الحكومة الجديدة مساء اليوم.

تويتر