كتلته تتألف من دعاة الاستقرار والأقباط والصوفيين.. وائتلافات في الثورة تقف ضدّه

انقسام الإسلاميين يعزز تقدم موسـى الرئاسي

عمرو موسى.. رجل من عهد مبارك يطمح إلى خلافته. رويترز

فجرت الدعوة السلفية وحزب النور المنبثق عنها مفاجأة جديدة، بإعلان تأييدهما الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في انتخابات الرئاسة المقرر لها يوما 23 و24 من مايو المقبل، واعتبر مراقبون أن ما حدث يُشكل نصراً للمرشح الرئاسي عمرو موسى، باعتباره تفتيتاً للكتلة التصويتية للتيار الاسلامي، كما ذهب آخرون الى ان فشل القوى الثورية في الاتفاق على مرشح واحد قرب موسى ايضاً من مقعد الرئاسة.

واعتبر الناشط في حملة عمرو موسى فريد شكري، ان انقسام التيارين الاسلامي والثوري، فتت الكتلة التصويتية عند الطرفين وأفسح المجال لفوز عمرو موسى من الجولة الاولى. وقال فريد لـ«الإمارات اليوم»، إن «موسى سيحصل ايضاً على اصوات الغاضبين من الانقسام في التيارين، اضافة الى كتلته الاساسية المشكلة من جموع الشعب المصري»، مشدداً على أن «موسى يركز على فقراء الشعب الذين اهملهم المرشحون الآخرون».

وقال إن اختيار عزبة الهجانة في القاهرة وهي افقر احياء مصر على الاطلاق لإعلان برنامج موسى، شكل انحيازاً للفقراء الذين يشكلون نصف الشعب ويلتفون حوله. واختار موسى بعناية جولاته الانتخابية التي زار فيها المناطق الشعبية والقرى في صعيد وريف مصر، اضافة إلى المناطق القبلية في المحافظات الحدودية في شمال وجنوب سيناء ومطروح، كما زار موسى معظم الكنائس المصرية.

وقال الباحث في «حركة حماية الناخب» سامي ابوالفضل، إن عمرو موسى يحظى بتأييد قطاعات كبيرة من الشعب المصري، خصوصاً ما يسمى بقطاع الاستقرار وهم الفئة الباحثة عن استقرار اوضاعها المعيشية والحياتية، ويتركزون في صعيد وريف مصر ومناطقها العشوائية.

وقال سامي لـ«الإمارات اليوم»، إن «أزمات البنزين والسولار والخبز والانفلات الأمني، هي اهم جنود عمرو موسى، إذ يعتبر 50٪ من الشعب المصري تحت خط الفقر ويسعى هؤلاء الى انتخاب رئيس يرون أنه رجل دولة ويحقق الاستقرار، وأضاف أن هناك قطاعاً آخر من القبائل العربية في محافظات سيناء ومطروح وصعيد مصر تعتبر ان عمرو موسى هو رجل الدولة الذي يمكنه نقل البلاد الى حالة الاستقرار»، مشيراً الى أن «جولات موسى في هذه المحافظات كشفت عن تأييد موسع له».

وقال إن «القبائل العربية عقدت مؤتمراً لها في القاهرة، حضره عدد كبير من مرشحي الرئاسة، لكنهم كانوا ينادون موسى بالسيد الرئيس». وقال ابوالفضل إن «مشكلة هذه الفئات في عدم مشاركتها في الانتخابات، معتبراً ان خروج هؤلاء للتصويت يعني حسم الانتخابات من الجولة الأولى لعمرو موسى».

من جهته، اعتبر الناشط القبطي جورج يوسف، أن عمرو موسى هو مرشح أغلبية الاقباط المصريين لإيمانه الحقيقي بالدولة المدنية، وتأكيده على المساواة بين جميع المصريين من دون النظر للديانة، وكشف جورج لـ «الإمارات اليوم»، عن استطلاعات يقوم بها ناشطون أقباط داخل الكنائس والاندية القبطية حول المرشح الرئاسي، وأوضح ان أغلبية الآراء تتجه لدعم موسى.

وهناك قطاعات لا تعمل في السياسة وتبحث عن مرشح شهير تعرفه للتصويت له، من دون النظر الى برنامجه ويطلق على هؤلاء «حزب الكنبة» وهم اضافة الى الطرق الصوفية التي يقدر منتسبوها بـ18 مليون عضو ويظهرون العداء للتيارين الإخواني والسلفي، يعتبرون انصارا مؤكدين لموسى.

وقال الدكتور حسين الشريف، احد قادة التيار الصوفي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «مصر تبحث الآن عن الوسطية في الدين وفي السياسة وادارة البلاد».

وقال إن «عمرو موسى،تتوافق عليه الجماعات الصوفية، باعتباره مرشح الشعب المصري، وليس مرشحاً لتيار سياسي»، مشيراً الى أن «موسى هو الاقرب وجدانيا للتيار الصوفي، الذي ستكون له الكلمة الفصل في انتخابات الرئاسة المقبلة». وقال الشريف «إننا نميل الى الاستقرار والبعد عن الصراعات وحفظ حقوق الناس من دون عنف او حزبية، ونحن نرى ان موسى يُشكل كل ذلك»، واعتبر الشريف أن «موسى هو أكثر المرشحين قدرة على عودة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية والاحتفاظ بعلاقات طيبة مع المجتمع الدولي».

وكان عمرو موسى قد زارالاسبوع الماضي مقر مشيخة الطرق الصوفية في القاهرة، وعقد موسى في مقر المشيخة اجتماعاً موسعاً مع أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية وعرض برنامجه الانتخابي ورؤيته في إعادة بناء الجمهورية الثانية، وهو ما اعتبر تأييداً لموسى من اكبر التيارات الدينية الشعبية في مصر.

من جهته، اعتبر عضو ائتلاف الثورة محمد عواد، أن «نجاح عمرو موسى في الانتخابات الرئاسية المقبلة يُشكل انتكاسة كبرى للثورة».

وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشعب الذي قام بثورته في 25 يناير 2011 طالب بإسـقاط كل نظام مبارك»، مشدداً على «ان ثورة ثانية سوف يقوم بها الشباب حال فوز رجل عمل مع مبارك 10 سنوات».

وقال «لا يمـكن ان يؤيد الشباب رجلاً شارف على الـ80 من العمر، ويطمع في حكـم مصر»، مؤكداً أن «هناك حملات في الميادين والشوارع وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ستنشط لمنع موسى من الوصول الى القصر الجمهوري».

وقال عواد إن «وصول مرشح ثوري للرئاسة هو الدليل الوحيد على نجاح ثورة المصريين»، مشيراً الى «وعي الشعب في اختياراته وضرورة توافق جميع القوى الوطنية والثورية على مرشح الثورة».

وحصل موسى على شهادة في الحقوق من جامعة القاهرة ،1957 والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام ،1958 وعمل مديراً لإدارة الهيئات الدولية في وزارة الخارجية المصرية عام ،1977 ومندوباً لمصر لدى الأمم المتحدة من عام 1981 الى ،1983 وسفيرا لمصر في الهند من عام 1983 الى عام ،1986 ومندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1990 ووزيراً للخارجية عام ،1991 وأميناً عاماً للجامعة العربية عام ،2001 وعضواً في اللجنة الرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة المعنية عام .2003

تويتر