أطفال الأسرى يراسلون آباءهم داخل سجون الاحتلال

أطفال يعبرون عن أحاسيسهم في رسائل ولوحات قبل إرسالها إلى آبائهم. الإمارات اليوم

إذا كان الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية يواجهون معاناة قاسية، بفعل ممارسات الاحتلال بحقهم، فإن أبناءهم يتجرعون مرارة مضاعفة عما يحدث معهم، فهم محرومون من دفء آبائهم كغيرهم من الأطفال، إضافة إلى أن الاحتلال يمنعهم من زيارتهم داخل السجون.

فمع اقتراب اليوم الوطني للأسير الفلسطيني، الذي يصادف يوم 17 أبريل من كل عام، قرر أطفال الأسرى كسر حاجز الصمت وتحدي الاحتلال الإسرائيلي، فحضروا إلى مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة، وكتبوا رسائل شوق وتضامن لآبائهم بأناملهم الصغيرة، وأطلقوها في السماء بواسطة بالونات ملأوها بزفير صدورهم التي تحترق ألماً على فراق آبائهم.

الطفل عطا هاني الزعنون (12 عاماً) جاء برفقة أشقائه وأطفال الأسرى ليكتب رسالة شوق لوالده الأسير، الذي لم يلتق به منذ ست سنوات.

ويقول الطفل عطا الزعنون لـ«الإمارات اليوم»: «جئت هنا كي أوصل رسالة إلى والدي داخل سجون الاحتلال، والذي لم أره وأحضنه منذ ست سنوات، كتبت له اليوم رسالة أقول له فيها نحن بخير ولا ينقصنا إلا رؤيتك وأن تنال الحرية، فقلوبنا تحترق يوميا لمعاناتك الأمراض داخل السجن، وندعو الله لك بالسلامة وأن تعود إلينا سالماً غانماً».

أما الطفلة جمانة أبوجزر فلم تتمكن من إقامة عيد ميلادها الحادي عشر هذا العام، والذي صادف يوم 14 أبريل الجاري، فوالدها الأسير علاء يقبع خلف قضبان الاحتلال، وهذا ما يحرمها الفرحة. وتقول جمانة بصوت حزين «أهديت والدي في رسالتي التي طيرتها له في السماء عاطر التحية وتمنيت له الفرح القريب، وذكرته بأن يوم 14/4 هو تاريخ ميلادي، فأمنيتي الوحيدة هي أن احتفل بعيد ميلادي المقبل وقد تنسم والدي الحرية وملأ حياتي فرحاً».

الطفلة إسراء (7 سنوات) ابنة الأسير المحرر فهمي كنعان، جاءت هي ووالدها وأشقاؤها لتشارك أطفال الأسرى اعتصامهم، ولتشد على أزرهم حتى ينعموا بحرية آبائهم كما نالها والدها من قبل، فقد خطت أناملها الصغيرة رسائل الأطفال التي أبرقوها عبر الفضاء إلى آبائهم داخل السجون.

وتقول الطفلة إسراء بلهجة تكبر سنها: «جئت لأتضامن مع كل الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال، ولأقف بجانب أطفالهم، وأوصل إليهم رسالة تحمل تضامني معهم وأمنيتي بالإفراج عنهم وإنهاء معاناتهم».

هذه الخطوة التضامنية من أبناء الأسرى الفلسطينيين لم تقتصر على مشاركة الأطفال، بل وقفت إلى جانبهم كل المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان والأسرى، كما شارك وزير الأسرى في الحكومة المقالة بغزة عطا الله أبوالسبح بقلمه في رسائل الاطفال إلى آبائهم داخل سجون الاحتلال.

ويقول وزير الأسرى في غزة لـ«الإمارات اليوم»، إن «هذا الاعتصام والخطوة التضامنية من أطفال الأسرى إشارة إلى أن الأجيال متواصلة وغير منقطعة، وأن زنازين الاحتلال لن تمنعهم من التواصل مع آبائهم داخل السجون بواسطة الفضاء المفتوح».

ويضيف: «لابد من مشاركة الأسرى الأبطال في مشاعرنا اتجاهم بالحب والأمنيات الخالصة بان يفرج الله كربهم ويفك أسرهم، ولابد أن نكون بجانب هذا الجيل الواعد الذي سيحقق النصر لفلسطين، وأن نربطهم بآبائهم الغائبين خلف القضبان، فنقول للأسرى هؤلاء أبناؤكم وبناتكم جاءوا للتواصل والتضامن معكم حتى تنالوا الحرية بإذن الله».

تويتر