البشير: الخرطوم تريد العيش في سلام مع جوبا

معارك بين الجيش السوداني ومتمرّدين قرب الحدود مع الجنوب

آثار أحد الاشتباكات على الحدود بين السودان ودولة الجنوب. إي.بي.إيه

تدور معارك بين القوات الحكومية السودانية ومتمردين، منذ أول من أمس، في ولاية جنوب كردفان عند الحدود مع جنوب السودان، حسب ما أعلن الجانبان، أمس، فيما قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، إن بلاده تريد أن تحل كل النزاعات مع جنوب السودان سلمياً، وإقامة علاقات جيدة مع الخصم السابق في الحرب الاهلية.

وتأتي هذه المعارك في وقت يضع المفاوضون اللمسات الاخيرة على خطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية لنقل مساعدات إنسانية الى جنوب كردفان وولاية النيل الازرق القريبة، حيث يخشى ان تؤدي اعمال العنف الى مجاعة.

الصادق المهدي: عداء الجنوب طبيعي

وصف رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، عدائية دولة الجنوب تجاه السودان بـ«الطبيعية»، وطالب التعامل في العلاقة معها عبر نظرة عميقة. وقال المهدي خلال تقديمه ورقة «الحريات السياسية في المجتمع الإسلامي»، بإشراف الأمانة السياسية للوطني ولاية الخرطوم، أول من أمس، إن «العلاقة مع دولة الجنوب تحتاج إلى نظرة عميقة، كونها دولة وليدة، لذا فمن الطبيعي إظهار عدائها للدولة التي ولدتها، لأن تطلعها لذاتيتها وكينونتها يكون بحساسية، ما يجعلها ترانا عدواً، وهذا طبيعي»، واستدرك: «لكن إسرائيل لن تجعله عداءً طبيعياً»، وبرر «إسرائيل تستشعر خطراً وجودياً بعد فقدانها الأنظمة الحليفة لها كإيران الشاه وتركيا الجنرالات ومصر مبارك»، وأضاف: «إسرائيل تعتقد أن الجنوب هبة سماوية، باعتبار أن تركيبتها بطبعها معادية للعرب والمسلمين كما تعتقد، ما يجعل السودان مرشحاً ليشهد أكبر صراع حضاري في العالم، وهو تحدٍ كبيرٍ، لذا يجب النظر إلى الأمر في بُعده الاستراتيجي».

وأكد الجيش السوداني أنه صد هجوما على قرية تلودي من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال في ولاية جنوب كردفان. وقال الجيش إنه ليس لديه حاليا حصيلة عن الضحايا.

وأكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال أنها قتلت أكثر من 20 جنديا. وأضاف المتحدث باسم الحركة ارنو نوغوتول لودي «فقدنا اربعة من رجالنا واصيب سبعة بجروح»، وهي حصيلة يصعب التحقق منها من مصدر مستقل.

وقال إن المعارك كانت مستمرة، أمس، واستولى المتمردون على موقعين للجيش هما مافلوا وام دوال «على الطريق الرئيسة المؤدية الى تلودي» قرب تقاطع استراتيجي بين عاصمة الولاية كادوغلي وجنوب السودان. وقال الجيش انه ليس لديه مواقع في هذا القطاع، ويقوم بتسيير دوريات فقط.

وتدور معارك ضارية بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال منذ يونيو 2011 في جنوب كردفان والنيل الازرق. ونزح أكثر من 360 ألف شخص او تضرروا جراء اعمال العنف، ما يجعل الوضع الانساني مقلقاً للغاية.

وتسعى حكومة الخرطوم الى بسط سلطتها على ولاية جنوب كردفان التي قاتل قسم من سكانها الى جانب المتمردين الجنوبيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال الحرب الاهلية (1983-2005). وعلى بعد اكثر من 100 كلم جنوب غرب تلودي، دارت معارك هذا الاسبوع بين الجيش السوداني وقوات جنوب السودان، هي أخطر مواجهات منذ استقلال جنوب السودان في يوليو .2011

ونتيجة للاشتباكات علق البشير خططا لزيارة جوبا عاصمة جنوب السودان، الثلاثاء المقبل، كان يفترض ان يلتقي خلالها الرئيس الجنوبي سلفا كير لمناقشة خلاف بشأن مدفوعات نفطية.

وفي أول تعليقات له منذ وقوع الاشتباكات قال البشير امام القمة العربية في العراق إن السودان يريد ان يعيش في سلام مع جنوب السودان. وانفصل الجنوب عن الشمال بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005 وانهى عقوداً من الحرب الاهلية.

وأضاف أن السودان لديه رغبة صادقة في إعادة الامور الى طبيعتها، ومراعاة مصلحة البلدين في العيش بسلام.

وتابع أن السودان يؤكد عزمه على المضي قدماً نحو إيجاد تسوية سلمية للقضايا المعلقة عبر التفاهم مع حكومة جنوب السودان، وإقامة تعاون وثيق وعلاقات طيبة مع الدولة الجديدة.

من جانبه، دعا وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبندل ايغير جميع الأطراف في السودان وجنوب السودان الى بذل قصارى جهودها لمنع وقوع مزيد من أعمال العنف في المنطقة الحدودية الفاصلة بين البلدين العالقة عبر الوسائل السلمية.

تويتر