قصف في حمص وإدلب.. وتظاهرات ليلية ضد الأسد.. والمعارضة تبدأ مؤتمراً لـ «تــوحيد الرؤى»

أنان في الصين اليوم.. واتفاق أمـيركي روسي على دعم مهمّته

أهالي مدينة القصير في ريف حمص يشيعون 9 قتلى سقطوا بنيران قوات الأسد. رويترز

شنت القوات السورية، أمس، عمليات واسعة وقصفت مناطق في مدينة حمص بالصواريخ، فيما نفذت عمليات اقتحام واعتقالات في إدلب ودرعا وريف دمشق قوبلت بمواجهات مع «الجيش السوري الحر»، بعد ليل شهد تظاهرات عدة تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وادلب وحماة وحلب. في حين اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، في سيؤول على دعم خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي أنان وانبثاق حكومة «مشروعة» في البلاد. بينما تعقد أطياف المعرضة السورية مؤتمرا في اسطنبول بدعوة من المجلس الوطني السوري وقطر وتركيا بهدف «توحيد رؤى المعارضين» حول مستقبل سورية.

وتواصلت العمليات العسكرية في سورية تخللتها اقتحامات نفذتها قوات النظام واعتقالات وعمليات قصف ومواجهات مع منشقين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء باب السباع وباب هود والورشة والصفصافة والحميدية في مدينة حمص (وسط) تعرضت لقصف بقذائف الهاون.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف شمل حي الخالدية الذي يتعرض لقصف متواصل منذ نحو أسبوع، وان القوات النظامية «تحاول اقتحام الحي» الذي تخوف ناشطون من ان يؤدي اقتحامه الى وقوع عدد كبير من الضحايا بسبب الكثافة السكانية فيه حالياً. وكان آلاف من سكان احياء في مدينة حمص دخلتها قوات النظام او تتعرض للقصف العنيف نزحت الى الخالدية.

وفي إدلب (شمال غرب)، قتل مواطن في مدينة معرة النعمان، اثر اصابته برصاص قناصة،أمس.

ونفذت القوات النظامية في بلدة كفرنبل في ادلب حملة مداهمات واعتقالات في الحي الشمالي ترافقت مع إطلاق رصاص.

وأدت الاشتباكات في قرية دركوش القريبة من الحدود السورية التركية بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة الى إصابة ستة عناصر من القوات النظامية بجروح، بحسب المرصد.

كما اقتحم الجيش قرية الشاتورية صباح، أمس، وشن حملة اعتقالات واسعة، ودارت اشتباكات بينه وبين الجيش الحر في بلدة دركوش تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق العديد من المنازل، بحسب لجان التنسيق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان السلطات احبطت محاولة تسلل «مجموعة ارهابية مسلحة» من تركيا الى ريف ادلب، وقتلت عددا من عناصرها. واوردت الوكالة ان المحاولة حصلت بين «بلدة دركوش مقابل قرية الغزالة الحدودية ومدينة سلقين»، وان «الاشتباك اسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين بينما لاذ بقية أفراد المجموعة الإرهابية بالفرار الى داخل الاراضي التركية».

وفي حماة (وسط)، أفاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة ابوغازي ان القوات النظامية اقتحمت صباح، أمس، بلدة كفرزيتا واعتقلت عدداً من الناشطين والاطباء وداهمت منازل ناشطين واحرقتها، في ظل تقطيع اوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة. كما اقتحمت القوات النظامية مدينة كرناز بعدد كبير من الدبابات وسط اطلاق نار كثيف بحسب لجان التنسيق.

كما تتعرض قلعة المضيق في حماة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام البلدة منذ اسابيع.

وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفر ناسج وعقربا والطيحة.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بوقوع إطلاق نار في مدينة حرستا مصدره القوات النظامية، أسفر عن إصابة فتاة بجروح خطيرة. وأضاف ان انفجاراً دوى صباحاً في المدينة لم تعرف اسبابه. إلا أن المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب، قال لـ«فرانس برس» أن الجيش الحر نفذ عملية على حاجز للقوات النظامية في حرستا تخللها إلقاء قنبلة واشتباك بالأسلحة الخفيفة.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، عثر الليلة قبل الماضية على جثمان الشاب خلف محمد قطنة الملقب بجوان في مدينة الدرباسية بعد ساعات من خطفه على أيدي مسلحين مجهولين من قرية الطوباوية، بحسب المرصد السوري. وقطنة هو ابن شقيقة القيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في اكتوبر الماضي. واظهرت مقاطع بثها اتحاد تنسيقيات شباب الكرد على الإنترنت موكب تشييع للشاب القتيل ردد المشاركون فيه هتافات ضد الاسد.

وعلى الرغم من التوتر الأمني، سارت الليلة قبل الماضية تظاهرات عدة في إدلب، أحداها في بلدة حاس وأخرى في معرة مصرين التي دخلتها قوات النظام قبل ايام ثم خرجت منها، كما سارت تظاهرات مسائية في العديد من احياء حماة، بينها طريق حلب وباب قبلي وجنوب الملعب.

كما سارت تظاهرات في بعض أحياء مدينة حلب وفي قريتي الابزمو وبزاعة في المحافظة.

وأفادت لجان التنسيق عن تظاهرتين في حيي جورة الشريباتي وجنوب الملعب في دمشق تطالبان «بدعم الجيش الحر وإسقاط العصابة الحاكمة ورموزها».

على الصعيد الدبلوماسي يتوجه أنان اليوم الى بكين لاطلاع المسؤولين الصينيين على خطته لانهاء العنف في سورية التي حصلت على دعم كامل من روسيا. وأعلنت الصين انها تدعم جهود أنان للمساعدة على حل الازمة السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن «الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها انان، وتأمل أن تسمح زيارته باجراء مناقشات معمقة حول التوصل الى حل سياسي للمسألة السورية».

وتدعو خطة أنان الى وقف أعمال العنف في سورية بإشراف الامم المتحدة، وسحب القوات العسكرية من المدن المضطربة، والبدء في الانتقال الى نظام ديمقراطي.

وفي سيؤول التقى الرئيس أوباما نظيره الروسي، واتفقا على دعم خطة أنان وولادة حكومة «مشروعة» في سورية.

وفي ختام اللقاء الثنائي الذي استمر 90 دقيقة تطرق اوباما بشكل مقتضب امام الصحافيين إلى الخلافات المستمرة بين البلدين حول سورية، حليفة موسكو منذ الحقبة السوفييتية، لكن البلدين اصبحا متفقين على «دعم جهود كوفي انان بهدف وقف حمام الدم في سورية»، كما قال اوباما، موضحاً أن الهدف النهائي هو قيام سلطة «مشروعة» في دمشق.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس إن أوباما ومدفيديف ناقشا الخلاف في موقفيّ بلديهما حول الوضع في سورية و«عبرا عن رغبتهما في العمل معاً للتقدم بطريقة تقوي كوفي أنان».

وأضاف رودس أن أوباما «أوضح اعتقاده أن جزءاً من العملية الانتقالية التي يراها لمبادرة كوفي أنان يتعين أن يشمل تخلي الرئيس الأسد عن السلطة».

من جهته، قال مدفيديف «علينا العمل بشكل لا يخلق مشكلات كبيرة، والسعي لكي لا يحدث تهديد الحرب الأهلية القائم حالياً».

كما اقتحمت القوات النظامية مدينة كرناز بعدد كبير من الدبابات وسط إطلاق نار كثيف بحسب لجان التنسيق.

وفي اسطنبول انطلقت فعاليات مؤتمر المعارضة السورية الذي يهدف الى «توحيد رؤى المعارضين» حول الازمة السورية، بحسب المنظمين، على ان تعقد اجتماعات العمل اليوم.

وقال عضو المكتب الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني، إن «الهدف من المؤتمر توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون، بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي».

وأوضح أن «الدعوة وجهت الى كل اطياف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق (الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) والمنبر الديمقراطي».

وبرر بيان لهيئة التنسيق الوطنية الغياب عن المؤتمر بوجود «كثير من التجاوزات التنظيمية والسياسية» في الدعوة إليه. ويسبق اجتماع المعارضة السورية مؤتمر «أصدقاء سورية» الذي يعقد في الأول من أبريل المقبل في اسطنبول أيضاً.

تويتر