انهيارات وتشققات تتعرض لها المنازل والمدارس والمساجد

الحفريات الإسرائيلية تنذر بكارثة في سلوان جنوب الأقصى

انهيارات في روضة الأطفال بسلـــــــــــــــــــــــــــــــــوان. الإمارات اليوم

تواجه بلدة سلوان، أكبر أحياء مدينة القدس المحتلة، الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك، كارثة خطرة تنذر بترحيل سكانها، وبهدم منازل ومباني الحي جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حفر الأنفاق، إذ تعرضت منازل سلوان قبل أيام عدة لتصدعات كبيرة، فيما شهد مسجد عين سلوان والشوارع العامة انهيارات ترابية عميقة، إضافة إلى انهيار بعض أسوار المنازل وساحة مدرسة سلوان.

وتعد سلوان من أكثر مناطق القدس استهدافاً من قبل الاحتلال، فلاتزال المخططات الإسرائيلية متواصلة ضد المنازل والأراضي الفلسطينية في بلدة سلوان، إذ استولى الاحتلال والشركات الاستيطانية على عشرات المنازل الفلسطينية في سلوان التي تعد الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.

ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان ومدير مركز البستان في القدس فخري أبودياب، لـ«الإمارات اليوم» إن «الانهيارات التي تعرضت لها سلوان قبل أيام عدة كان أخطرها ما شهده مسجد عين سلوان، فهذا الانهيار، على الرغم من أن فوهته كانت صغيرة، إلا أن عمقه يبلغ 15 متراً، إذ توجد أسفله فراغات كبيرة نتيجة الحفريات». ويضيف أن «الأمطار ساعدت على حدوث هذه الانهيارات، لأن عمقها كان يصل إلى أكثر من متر، لاسيما أننا اكتشفنا وجود فراغات كبيرة في الحفريات جراء الانهيارات، وهذا يدل على أن أي أمطار شديدة وعواصف أو أي هزة أرضية، ولو كانت بسيطة، أو أي عوامل مصطنعة قد تتعرض البلدة، فإن سلوان ستنهار بالكامل، لأن معظم المنازل والمباني توجد أسفل منها فراغات كبيرة، نتيجة استمرار الحفريات وتفريغ الصخور أسفل البلدة».

ويوضح أبودياب أن الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيراً لم تكن لتؤدي إلى التصدعات الخطرة لولا الحفريات، ويستدل على ذلك بأن أحياء مقدسية أخرى تعرضت للسيول في الأيام الأخيرة ولم تشهد منازلها أي تشققات. ويشير إلى أن الاحتلال حفر سبعة أنفاق أسفل بلدة سلوان التي باتت بمثابة حي أسفل منازل المقدسيين، ويتجه معظم هذه الأنفاق تجاه الأقصى المبارك.

ويوضح عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، أن معظم هذه المنازل والمنشآت قديم، ونتيجة الحفريات واستعمال آليات الحفر وإفراغ الصخور وضعف الأساسات أصيبت بتشققات وانهيارات وتصدعات، كما أن هذه الحفريات طالت أساسات المسجد الأقصى المبارك.

وحفر الاحتلال أسفل مسجد عين سلوان الذي بُني في العهد العثماني ثلاثة أنفاق، تسببت في الكثير من الانهيارات التي تطال المسجد في فترات متعددة، وذلك بحسب أبودياب.

لم تسلم مدارس سلوان من حفريات الاحتلال التي تتسبب في التصدعات والانهيارات، فأقدم مدرسة في البلدة التي بنيت عام 1917 يقع أسفلها نفق حفره الاحتلال على بعد خمسة أمتار منها، كما تعرضت مدرسة بنات سلوان التي بنيت عام ،1926 التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، للانهيارات أكثر من مرة. ويوضح أبودياب أن 23 منزلاً تعرضت لانهيارات خلال الفترة الأخيرة، كما تعرض 16 محلاً تجارياً للتشقق والانهيارات الترابية، بينما تغلق العديد من المحال التجارية لعدم سماح الاحتلال لأصحابها بترميمها، بعد أن تعرضت لهذه العمليات.

ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان إن «الهدف من هذه الحفريات سياسي، لإفراغ البلدة من السكان والسيطرة عليها، ففي ظل مأساة المتضررين من الأهالي الذين تصدعت منازلهم نتيجة الحفريات أسفلها وفي محيطها تحظر بلدية الاحتلال في القدس ترميم التشققات، إلا بشكل تجميلي فقط، ما يعني تعريض ساكنيها لخطر داهم، وهذا يعني أن المسجد والمنازل والمدارس وجميع المنشآت بسلوان مهددة بالهدم في أي لحظة، لأن الاحتلال يمنع ترميمها والبناء فيها».

من جهة أخرى، يقول الناطق باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبوالعطا، إن «هذه الانهيارات تدل بشكل واضح على تشعب الحفريات الإسرائيلية في المنطقة الممتدة من بلدة سلوان والمتجهة نحو المسجد الاقصى».

تويتر