مجزرة في حمص تستهدف 57 شخصاً بينهم 47 طفلاً وامرأة.. ومقتل 18 شخصاً
«الوطني السوري» يطالب بتدخل عســـكري عاجل
دعا المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، إلى «تدخل عسكري عربي ودولي عاجل» في سورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. فيما أعلن ناشطون، أمس، عن «مجزرة» ارتكبتها قوات موالية لنظام الأسد وذهب ضحيتها 57 شخصاً بينهم 47 امرأة وطفلاً في مدينة حمص (وسط)، ما دفع مئات العائلات إلى النزوح من بعض احياء حمص بعد «المجزرة» التي اتهم الاعلام الرسمي السوري «المجموعات الارهابية المسلحة» بارتكابها. في حين دعا المجلس الوطني إلى «جلسة عاجلة» لمجلس الامن الدولي، بعد «المجزرة» التي اتهم قوات النظام بارتكابها. في وقت قتل فيه 18 شخصاً معظمهم من العسكريين.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان تلاه جورج صبرا في اسطنبول «نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل وبحظر جوي لمنع عصابات الاسد من الاستمرار في المجازر». وأضاف البيان «نطالب بضرب آلة القتل وتسليح الجيش السوري الحر».
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني برهان غليون «إن المجتمع الدولي لا يستطيع ان يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن ان تستمر في اصدار بيانات اعلامية لوقف القتل».
وأضاف «لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي فعلا اجراء جديا وعمليا وفعليا من اجل وقف هذا العنف، ان لم يكن عبر مجلس الامن فليكن عبر مجموعة اصدقاء سورية». واعتبر أن «سورية مقبلة على مرحلة خطيرة جداً اذا استمر هذا العنف».
وتزامن بيان المجلس الوطني السوري مع اجتماع لمجلس الامن في نيويورك بحضور عدد كبير من وزراء خارجية الدول الكبرى، دعت خلاله وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ضمناً كلاً من الصين وروسيا الى تغيير موقفهما حيال سورية، مطالبة «كل الدول» الى دعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة السياسية والانسانية في سورية.
من ناحية اخرى، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من حمص «عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلاً و21 امراة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة».
وبث ناشطون اشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة.
وذكر العبدالله أن «عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع (في حمص) الاكثر اماناً»، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث. وقال إن بعض الضحايا تعرضوا «للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن، وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن». وفي حادث آخر، روى هادي العبدالله نقلاً عن شهود، ان عناصر من قوات النظام «جمعت الاحد (أول من أمس) عشرات النساء والفتيات في ساحات عامة في كرم الزيتون، وعروهن وبدأوا يسخرون، وذلك امام اعين اهلهن».
وأضاف أن بعض الاهالي الذين شهدوا اذلال بناتهن، «قالوا لي انهم لم يستطيعوا الا البكاء، لأنهم كانوا مهددين بالسلاح».
بدوره قال الناشط عمر الحمصي «هناك آثار تعذيب في معظم الجثث، وجرى حرق بعض الاشخاص احياء، كما قتل آخرون ذبحاً بالسكاكين».
وأضاف أن «الجثث كانت لـ28 سيدة و23 طفلاً وستة رجال». وأوضح انه ترددت مزاعم بأن 16 من النساء القتلى قد اغتصبن قبل قتلهن.
من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن «مجزرة ارتكبت على ايدي الشبيحة» راح ضحيتها نساء واطفال في حي كرم الزيتون. وأعلن أن مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص بعد المعلومات عن «المجزرة».
وقال «هربت مئات العائلات من مدينة حمص ليل الاحد الاثنين، خوفاً من مجازر جديدة على ايدي قوات النظام».
وأشار الى ان النزوح حصل من احياء كرم الزيتون خصوصاً وباب الدريب والنازحين، مضيفاً ان بعض هذه العائلات «نام افرادها في العراء داخل سياراتهم»، لأنهم لم يكونوا يعرفون الى اين يذهبون.
واتهم الاعلام الرسمي السوري «مجموعات ارهابية مسلحة» بالجريمة.
وقال مصدر إعلامي سوري إن «الصور التي تعرضها بعض الفضائيات هي من جرائم المجموعات الارهابية المسلحة»، التي «تخطف الأهالي في بعض احياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل اعلام بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سورية».
في سياق متصل، دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى «جلسة عاجلة» لمجلس الامن الدولي بعد «المجزرة» التي اتهم قوات النظام بارتكابها.
وأعلن في بيان انه «يجري الاتصالات اللازمة مع المنظمات كافة والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي».
وندد بـ «الجريمة المروعة التي عمد مجرمو النظام الأسدي الى ارتكابها في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص الأحد وذهب ضحيتها قرابة 50 طفلاً وامرأة».
وأشار البيان ان «جرائم مماثلة كانت ارتكبت في معظم احياء المدينة»، معتبراً انها «تقدم دليلاً اضافياً على ان هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمي حرب».
على الصعيد الدبلوماسي رحبت الصين، أمس، بالخطة الواقعة في خمس نقاط التي اتفقت عليها روسيا والجامعة العربية لايجاد حل للازمة السورية، معتبرة ان هذه الاقتراحات يمكن ان تؤدي الى تقدم «إيجابي». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين «نعتبر ان هذه الخطة المؤلفة من خمس نقاط التي تم التفاوض حولها بين روسيا والجامعة العربية لها ابعاد مناسبة وايجابية بهدف التوصل الى حل للأزمة في سورية».
وفي الدوحة اطلع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي انان المسؤولين في قطر أمس، على «نتائج زيارته الاخيرة الى سورية».
وقال انان «ان قتل المدنيين يجب ان يتوقف في سورية».
إلى ذلك، قتل 18 شخصاً، أغلبيتهم من العسكريين، أمس.
وقال المرصد السوري في بيان «قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف شاحنة عسكرية في حي الكاشف في مدينة درعا (جنوب)»، مشيراً الى اشتباكات تلت الانفجار بين مجموعة منشقة وعناصر مركز تموين الجيش السوري في المنطقة.
وفي محافظة الرقة (وسط)، قتل ثلاثة منشقين وعنصران في الاستخبارات الجوية خلال اشتباكات في مدينة الطبقة.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية «إثر استهدافهم من مجموعات منشقة» كانت تحاول منع اقتحام بلدة قلعة المضيق، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض المنطقة «لقصف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية، ادى الى سقوط جرحى في صفوف المدنيين».
كما اصيب ثمانية مدنيين بجروح في بلدة كرناز في حماة «إثر سقوط قذائف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات السورية التي تحاول اقتحام البلدة». وأضاف المرصد أن «مواطن استشهد إثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تعرضت له بلدة كفرومة في جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب). واستشهد آخر اثر سقوط قذائف على قرية المسطومة، كما استشهد طفل اثر اطلاق الرصاص على سيارة والده خلال مرورهما في القرية».
وقتل صباحاً رجل في قرية حزان شرق مدينة معرة النعمان «إثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات السورية».
وفي محافظة حمص (وسط)، قتل «مواطن في مدينة الحولة اثر اطلاق قناص الرصاص عليه». كما قتل آخر في بلدة تلبيسة اثر «إطلاق رصاص عشوائي من حاجز القبان الامني». وقتل ثالث في اطلاق نار تعرضت له مدينة القصير.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن تفريق قوات النظام لتظاهرة ضخمة في مدينة القامشلي في الذكرى الثامنة لانتفاضة القامشلي، ما ادى الى اصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news