36 قتيلاً في أعمال عنف معظمهم من المنشقين.. والأسد يؤكد لأنان استعداده لإنجاح الجهود
الجامعـة العربيــة وروسيــا تتفـقـان على 5 أسس لحل الأزمة السورية
حمد بن جاسم يتوسط العربي ولافروف خلال المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس. ا.ف.ب
اتفقت الجامعة العربية وروسيا، أمس، على خمسة أسس لتسوية الأزمة السورية، من بينها معارضة التدخل الأجنبي، والدعم الكامل لمهمة الموفد الدولي الخاص كوفي انان، واستنادها إلى قرارات الجامعة العربية، وذلك بعد ان شهد اجتماع وزراء الخارجية العرب سجالاً بين وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، حين اكد الاخير ان الأولوية الآن لوقف اطلاق النار أياً كان مصدره، ما دفع الوزير القطري الى الرد معتبراً ان ذلك غير كاف بعدما تمت إبادة، داعياً الى ارسال قوات عربية ودولية الى سورية، والاعتراف بالمجلس الوطني المعارض، في حين اتهم وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، روسيا والصين بمنح النظام السوري رخصة للتمادي في الوحشية. وتزامن اجتماع القاهرة مع تأكيد الرئيس السوري بشار الاسد، امس، خلال لقائه كوفي انان، استعداد بلاده لإنجاح اي جهود صادقة لحل الأزمة. وفيما تعرضت مدينة ادلب لقصف عنيف، قتل 36 شخصاً في اعمال عنف، معظمهم من المنشقين في محافظة ادلب.
وتفصيلاً اعلن وزير الخارجية الروسي ونظيره القطري في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة، ان روسيا والجامعة العربية اتفقتا على خمسة اسس لتسوية الأزمة السورية، من بينها الدعم الكامل لمهمة كوفي انان واستنادها الى قرارات الجامعة العربية. وقال لافروف ان المناقشات التي اجراها مع الوزراء العرب انتهت الى اتفاق على خمس نقاط، هي وقف العنف من اي مصدر كان، وانشاء آلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الخارجي، وايصال المساعدات الانسانية لجميع السوريين من دون اعاقة، والدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي انان الى سورية، استنادا الى المرجعيات التي قبلتها الامم المتحدة والجامعة العربية.
وأكد بن جاسم هذا الاتفاق قائلا انه بعد اللقاء (مع وزير الخارجية الروسي) الذي كان صريحاً ومعمقاً هناك نقاط تم الاتفاق عليها كأساس للحل، هي: وقف العنف من اي مصدر كان، آلية رقابة محايدة، عدم التدخل الاجنبي، إتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون اعاقة، الدعم القوى لمهمة انان لإطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة، استنادا الى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الامم المتحدة والجامعة العربية. وقال انه يريد تأكيد المرجعيات المعتمدة لكوفي انان، وهي قرار الجمعية العامة للامم المتحدة (الصادر) في 16 فبراير الماضي، خطة العمل العربية (المعتمدة) بتاريخ الثاني من نوفمبر ،2011 وقرارات الجامعة العربية في 22 يناير و12 فبراير الماضيين.
وكان الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية الروسي قد شهد سجالاً علنياً بين الاخير ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حول سبل انهاء الأزمة السورية. وأكد لافروف في كلمة ألقاها امام اجتماع وزراء الخارجية العرب ان الاولوية هي لوقف العنف في سورية، وقال الاهم الآن وقف العنف أيا كان مصدره.
وطلب بن جاسم الكلمة فور انتهاء لافروف من مداخلاته، ليؤكد ان وقف اطلاق النار لم يعد وحده كافياً. وقال هناك ابادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية في ظل حديثنا الآن عن وقف اطلاق النار، مضيفا «بعد ما تم من قتل لا يمكن ان نقبل فقط بوقف اطلاق النار»، و«لا نريد ان يكافأ احد بهذه الطريقة»، في اشارة الى النظام السوري. وقال «نحن نتكلم باللغة الانسانية، واللغة الانسانية تتطلب منا مواقف واضحة وصريحة».
وتابع «هناك قتل ممنهج تم من قبل النظام للشعب السوري»، واعتبر ان من يطلق عليهم النظام عصابات مسلحة، هم مجموعات شكلت في الاشهر الثلاثة الاخيرة دفاعا عن النفس، بعد قتل الشعب السوري بدم بارد. وقال بن جاسم إن وقف إطلاق النار ليس كافياً في سورية، وإنه يجب محاسبة المسؤولين عن العنف، وإدخال المساعدات والإفراج عن السجناء. وأكد بن جاسم أنه آن الأوان لإرسال قوات عربية ودولية إلى سورية. وقال إن زمن السكوت على ما يحدث في سورية انتهى، ولابد من تنفيذ قرارات الجامعة العربية. ودعا المعارضة السورية إلى أن تسمو فوق خلافاتها، كما دعا للاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض.
واتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في كلمة امام اجتماع وزراء الخارجية العرب بحضور لافروف، روسيا والصين بمنح النظام السوري رخصة للتمادي في الوحشية. وقال الفيصل ان الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي افشلت قرار مجلس الامن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري، منح النظام السوري الرخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري دون شفقة أو رحمة.
ودعا وزير الخارجية السعودي روسيا إلى دعم جهود الجامعة العربية لإنهاء العنف في سورية. وقال ان أوجه القصور من مجلس الأمن في ما يتعلق بالأزمة السورية تسمح باستمرار القتل في الدولة العربية التي تشهد انتفاضة مناوئة لحكم بشار الأسد قتل فيها ألوف المتظاهرين.
ودان وزراء الخارجية العرب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين، معتبرين أن ما حدث أخيرا في عقل المعارضة في بابا عمرو بمحافظة حمص مجزرة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية.
وفي دمشق اكد الأسد خلال لقائه كوفي انان، استعداد بلاده لإنجاح أي جهود صادقة لحل الأزمة، لافتاً إلى أن الحوار السياسي لن ينجح بوجود مجموعات مسلحة تقوض الاستقرار. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد اكد لموفد الامم المتحدة والجامعة العربية المكلف الملف السوري، ان سورية مستعدة لإنجاح اي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من احداث. كما اكد الاسد لأنان ان أي حوار سياسي او عملية سياسية لا يمكن ان تنجح طالما توجد مجموعات مسلحة تعمل على اشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد، من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين، وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة.
وأشار الرئيس السوري الى ان النجاح في اي جهود يتطلب أولا دراسة ما يحدث على الارض عوضا عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الاقليمية والدولية لتشويه الوقائع واعطاء صورة مغايرة لما تمر به سورية. وذكرت الوكالة ان الجانبين عقدا لقاء ثنائياً عقب اللقاء الموسع الذي حضره وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان. وكانت «سانا» اشارت في وقت سابق الى ان اجواء اللقاء كانت ايجابية.
في الأثناء قتل 19 منشقاً وتسعة جنود قرب مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب، بكمين نصبه الجيش النظامي، بحسب المرصد. وفي عملية اخرى، قتل اربعة جنود من الجيش النظامي اثر استهداف مجموعة منشقة قافلة عسكرية قرب ناحية بداما في منطقة جسر الشغور. وذكرت وكالة الأنباء السورية ان مجموعة مسلحة قامت، امس، باغتيال العقيد الركن نضال صقر، في أشرفية صحنايا بريف دمشق.
وتعرض مدينة ادلب لقصف هو الأعنف منذ تشديد الحصار عليها قبل ايام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. كما تدور فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، «استشهد قرب مدينة جسر الشغور 16 من المجموعات المنشقة بينهم ضابط برتبة ملازم اول وآخر برتبة ملازم في كمين نصبه الجيش النظامي». وأشار إلى ان المنشقين كانوا في طريقهم للمشاركة في القتال ضد القوات النظامية في مدينة ادلب، عندما احاط بهم الجنود النظاميون واشتبكوا معهم، وتمكنوا من قتل 16 عنصراً، واعتقال آخرين. وأوضح ان عنصرا في المجموعة المنشقة تمكن من النجاة، رغم اصابته بجروح خطرة، وانه ادلى بهذه المعلومات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news