اليمن: مقتل 30 بانفجار المكلا في أول تحدّ لحكم هادي

قتل 30 بينهم 20 جندياً بانفجار سيارة قرب دار الرئاسة في المكلا شرق اليمن، وذلك بعد ساعات من تأدية عبدربه منصور هادي القسم رئيساً، ما اعتبر اول تحد له في الحكم، وتزامن التفجير مع عودة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من اميركا الى صنعاء، التي نفت انباء عن وجود جنود اميركيين على الأراضي اليمنية.

وتفصيلا قتل 20 جنديا يمنياً، امس، في هجوم انتحاري عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا. وقال طبيب في مستشفى ابن سيناء في المكلا لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف اسمه، «ان جثث 20 جنديا وضعت في المشرحة، وهناك العديد من الجرحى». وقال مصدر امني ان معظم القتلى سقطوا جراء انفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري .

وأكد المصدر أن الهجوم وقع الساعة الواحدة والنصف بواسطة سيارة تويوتا هيلوكس، حيث اقترب بها من بوابة القصر وفجر نفسه مع السيارة، حيث كان حراس البوابة يتناولون طعام الغداء. وأوضح المصدر أن منفذ العملية يدعى محمد علي الصيعري، سعودي الجنسية، وينتمي إلى تنظيم «القاعدة»، الذي توعد بتنفيذ هجمات في اليمن، اثر مقتل العشرات من قياداته الشهر الماضي، اثر ضربات جوية نفذتها طائرات أميركية من دون طيار.

وقال المصدر إن الانتحاري اختار توقيت تناول الجنود وجبة الغداء بعد أن استطاع اجتياز احد الحواجز والوصول الى ساحة القصر الجمهوري بالمكلا عاصمة محافظة حضرموت.

وأعلن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري في المكلا، ردا على جرائم الحرس الجمهوري.

ويأتي الانفجار عقب ساعات من أداء الرئيس اليمني الجديد عبدربه منصور هادي اليمين الدستورية في مجلس النواب، وتعهد بـ«الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها»، كما ذكر التلفزيون الرسمي.

وقد انتخب منصور هادي بحصوله على اكثر من 99٪ من الأصوات.

وبعدما اقسم اليمين، خاطب الرئيس الجديد اليمنيين واعداً اياهم بفتح حوار مع كل القوى السياسية، وإحلال الامن «الذي يتعذر تحقيق اي تطور اقتصادي، اذا لم يتأمن»، و«مواصلة المعركة ضد القاعدة». وقال هادي إن اليمن يجب أن يطوي صفحة الأزمة ويتعامل مع القضايا الملحة مثل الأزمة الاقتصادية المتصاعدة واعادة من نزحوا إلى ديارهم. وتابع «إذا لم نستطع التعامل معها (المشكلات) بطرق واقعية ومنظمة فإن الفوضى هي البديل المحتمل». واعتبر الرئيس الجديد انه يتمتع بالشرعية المستمدة من صناديق الاقتراع، ودعا مواطنيه الى فتح فصل جديد لبناء يمن يتسع لجميع أبنائه.

وقال هادي ان السلطة في اليمن أصبحت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها، مؤكد أن الانتخابات «منحت اليمنيين الأمل وهي تحمل الأحزاب والقوى السياسية مسؤولية لتجاوز الماضي». وأثنى الرئيس المنتخب على ثقة الشعب اليمني به رئيساً توافقياً لمرحلة وصفها بأنها من أصعب المراحل التي مر بها التاريخ اليمني الحديث، مؤكدا ان الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول. وقال ان اليمن ليس بحاجة الى فترة كيدية، بل الى العمل لبناء دولة.

وسيتولى الرئيس الجديد مهام منصبه غدا في القصر الرئاسي، على ان يسلمه السلطة رسميا الرئيس السابق علي صالح، الذي عاد، اول من امس، الى صنعاء آتيا من الولايات المتحدة، حيث تلقى العلاج في أحد مستشفياتها. وأقام صالح في منزله الخاص وليس في القصر الرئاسي. وفي تصريح ادلى به لدى عودته وبثته قناة «الجزيرة»، دعا صالح اليمنيين الى تقديم دعمهم للسلطة الجديدة لإعادة اعمار البلاد، والتخلص من عواقب الأزمة التي عصفت بها طوال عام. وانتقد صالح ايضا «مؤامرة خارجية» على حكمه، معتبرا ان اليمنيين أفشلوا هذه المؤامرة.

دولياً وصف المجتمع الدولي أداء هادي القسم بأنه خطوة رئيسة الى الامام. وقال مبعوث الامم المتحدة الى اليمن، جمال بن عمر، إن اليمنيين يريدون انهاء الأزمة وفتح صفحة جديدة.

واضاف انه حان الآن وقت البناء من اجل اجماع ووفاق واشراك الجماهير في عملية سياسية شاملة.

وقال السفير الأميركي لدى اليمن، جيرالد فيرشتاين، «إننا نشهد بداية عملية أعتقد انها ستثمر عن نتائج عظيمة خلال العامين المقبلين». في الاثناء نفى مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية ما نشرته مجلة الأيكونوميست البريطانية من مزاعم عن وصول جنود اميركيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية. وأوضح المصدر فى تصريح ادلى به لموقع 26 سبتمبر الالكتروني أنه لا أساس لهذا الخبر من الصحة ولايعدو عن كونه تسريبات مضللة معروف مصادرها والهدف منها هو الإثارة الإعلامية بأخبار ملفقة لا تمت إلى الواقع بصلة. وأكد المصدر أنه لا وجود لأي جندي من الجيش الأميركي في جزيرة سقطرى، أو أي منطقة على الأراضي اليمنية، ولا يمكن لليمن أن تقبل بأي وجود لقوات أجنبية على أراضيه.