النيابة تُعلن استعداد مستشفى «طرة» لاستقبال الرئيس «المخلوع».. والعادلي يعزّي أسر الشهداء

النطق بالحكم في قضية مبـارك 2 يونيو

متظاهرون يشنقون دمية لمبارك أمام مقر محاكمته أمس. رويترز

استكملت محكمة جنايات شمال القاهرة، أمس، برئاسة المستشار أحمد رفعت، جلسة محاكمة كل من الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من مساعديه، حيث قال مبارك للمحكمة «بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، وأهلي إن ضنوا علي كرام»، بينما قال العادلي «أقسم بالله أن ما أقوله هو الحقيقة»، واستشهد بآية «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، وقدّم تعازيه لأسر شهداء الثورة، وفي نهاية الجلسة قال رفعت إنه حجز القضية للنطق بالحكم في الثاني من يونيو المقبل.

وتفصيلاً، وفور بدء الجلسة طلب عبدالعزيز عامر، صاحب طلب الرد التحدث للتعقيب على حديث النيابة واتهامه بالتزوير، إلا أن المستشار أحمد رفعت رفض حديثه، وطالبه بالجلوس إلا أن المدعي استمر في الحديث، وهو الأمر الذي دفع المستشار لرفع الجلسة للمداولة قائلاً له «هذا مظهركم».

وأبلغت النيابة العامة هيئة المحكمة استعداد مستشفى سجن مزرعة طرة لاستقبال مبارك الذي يقبع حاليا في مركز طبي حديث، وفقاً للتلفزيون المصري الرسمي. وطعن محامي المتهم مبارك، فريد الديب، في توصية النائب العام بنقل موكله إلى مستشفى سجن طرة، معتبراً التوصية «تدخلاً من السلطة التشريعية في اختصاصات السلطة القضائية، وأن هذا الأمر يعد باطلاً وفقاً للقانون وهذه التوصية مرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأضاف الديب أنه كان يتمنى من النائب العام رفض توصية مجلس الشعب، وقال إن المحكمة أصدرت من قبل قراراً بالتحفّظ على المتهم بالمركز الطبي العالمي، وهي (المحكمة) صاحبة الولاية على تلك القضية. واستطرد قائلاً «ألتمس من المحكمة أن تلتفت عن هذه التوصية». وقد خاطب رئيس الدائرة الخامسة في المحكمة المستشار أحمد رفعت، مبارك داخل قفص الاتهام، قائلاً له «النيابة العامة ترافعت والدفاع أيضاً، ومن حق كل متهم أن يبدي ما يراه، واسمعني جيداً، فهذه طبيعتي على مدار 20 عاماً، فلا فرق عندي بين أحد والجميع سواسية أمام القانون»، فأجابه مبارك «سأكتفي بما يقوله الأستاذ فريد» (المحامي فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن مبارك).

وسادت حالة من الهرج جلسة محاكمة مبارك، في وقت سابق، فيما أصرّ رفعت على إخراج أحد المحامين من قاعة المحكمة.

وما أن انتهى الديب من حديثه، تحدث مبارك للمحكمة، وقال بيت شعر شهير: «بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي إن ضنوا علي كرام»، ليتقدم الديب بمذكرة للمحكمة كشف فيها أن بيان التحركات يؤكد أن حسين سالم، المتهم الثاني، في القضية غادر البلاد قبل ثورة 25 يناير بأسبوع، مؤكداً أنه لم يهرب من البلاد بعد الثورة كما يتردد، وجاء بنهاية المذكرة بيت الشعر الذي قاله مبارك.

وعقب ذلك بدأ العادلي حديثه للمحكمة بتلاوة الآيات القرآنية، أبرزها «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

وأدلى العادلي بكلمة استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، تحدث فيها عن «مؤامرة خارجية تحاك ضد مصر»، واضاف العادلي ان «الأجانب قتلوا المتظاهرين، صعدوا فوق أسطح المباني وأطلقوا النار عليهم». كما اتهم حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله اللبنانية بـ«إرسال متسللين الى مصر، المؤامرة مستمرة حتى الآن». ودافع العادلي عن نفسه وعن عناصر الشرطة ضد تهمة القتل، ما دفع عدداً من ضباط الشرطة الذين يجلسون في آخر القاعه إلى التصفيق له.

ولا يسمح بإدخال الكاميرات الى قاعة المحكمة، ولم ينقل التلفزيون المصري ايضا لحظة وصول مبارك الى المحكمة، على خلاف الجلسات السابقة التي كان ينقل وصوله على سرير طبي على متن طائرة هليكوبتر، على الهواء مباشرة.

وكانت وزارة الداخلية قد اعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري انها قررت تجهيز مستشفى سجن طرة في وقت قياسي لاستقبال مبارك، كما قررت نقل نجليه الى زنزانتين انفراديتين في ملحق للسجن نفسه.

ويحاكم الرئيس المخلوع منذ الثالث من أغسطس الماضي، بتهم الإثراء غير المشروع واستغلال النفوذ والإضرار بأموال الدولة عمداً لموافقته على تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار تقل عن اسعار السوق الدولية.

ويحاكم ايضا علاء نجل مبارك البكر، وجمال الذي كان يعتبر وريثه في حكم مصر، مع والدهما بتهمتي الفساد وقتل المتظاهرين.

وتجمع العشرات من مؤيدي مبارك وهم يحملون صوراً له وأعلام مصر، على احد جانبي الطريق امام المحكمة، وفي الجانب الآخر وقف العشرات من معارضيه يرددون هتافات مناهضة له، وفقاً لمراسل وكالة «فرانس برس».

وفي حال تمت ادانة مبارك فإن محاميه وخبراء قانونين يعتقدون أنهم سيتمكنون من استئناف الحكم على اساس قوي، كما ان قرار البراءة قد يتسبب في اندلاع حركة احتجاج قوية ضد السلطة العسكرية.

وغالباً ما كانت تتزامن كل واحدة من خطوات تقديم مبارك الى المحاكمة مع حركات احتجاجية ضد المؤسسة العسكرية التي تسلق مبارك صفوفها حتى أصبح رئيساً.

إلى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن المصرية بالاستمرار في قتل المحتجين باستخدام التكتيكات أو الأساليب الوحشية ذاتها التي لجأت إليها أواخر عهد مبارك. وقالت المنظمة في تقرير أصدرته، أمس، إنها توصلت إلى استنتاج مفاده أن قوات مكافحة الشغب قامت مرة أخرى باستخدام القوة المفرطة خلال محاولتها حفظ الأمن أثناء احتجاجات القاهرة والسويس، بعد مرور عام الثورة. في سياق آخر، بدأت صباح أمس، عملية التصويت بجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشورى المصري في 13 محافظة. وتُجرى جولة الإعادة على مدى يومين في محافظات الجيزة، وبني سويف، والمنيا، وسوهاج، والأقصر، وأسوان، والسويس، وبورسعيد، والشرقية، ومرسى مطروح، وكفر الشيخ، القليوبية، والبحيرة. ويتنافس بهذه الجولة، التي تُجرى على مدى يوم واحد، المرشحين على 26 مقعداً فردياً، وعلى مدى يومين بمحافظة الأقصر لحسم مقاعد النواب بنظام القائمة النسبية.

تويتر