ليبيا تحتفل بذكرى الثورة..وانتقادات حقوقية للميليشيات
شباب ليبي يشارك في الاحتفالات. إي.بي.إيه
أوقد الليبيون شعلة نارية كبيرة في مدينة بنغازي شرق ليبيا في بداية احتفالاتهم بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق شرارة ثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت بحكم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وشارك آلاف الليبيين في احتفال شعبي ومسيرة جرت على ست مراحل، وانطلقت من امام مبنى مديرية امن مدينة بنغازي أقصى جنوب المدينة الى ساحة التحرير أمام محكمة شمال بنغازي، تجسيداً للشرارة التي أطلقها أهالي ضحايا مجزرة سجن بوسليم في مثل هذا اليوم من العام الماضي.
ونظم هذه المسيرة التي قطعت نحو 20 كيلومتراً جمعية قدامى الرياضيين الليبيين، بمشاركة عدد منهم، إضافة إلى عدد من الفرسان الشعبيين ورموز لثورة السابع عشر من فبراير.
من جهته، تحدث محمد العبيدي ابن شقيق قائد جيش التحرير الليبي الراحل الفريق عبدالفتاح يونس العبيدي، عن «فرحة النصر بعد عام من المعاناة وما سبقها من 42 عاماً من الظلم والطغيان». وأضاف: «في مثل هذا اليوم من العام الماضي كنا نقف في هذا المكان ولا نعرف ما الذي سيكون عليه مصيرنا بعد ايام»، لكنه رأى ان «فرحة النصر لم تكتمل بعد، فهناك جزء من أهداف الثورة لم يتحقق بعد».
من جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية الميليشيات الليبية بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، والتسبب بانعدام الأمن، وعرقلة بناء مؤسسات الدولة.
وقالت المنظمة في تقرير جديد أصدرته أمس، تحت عنوان «الميليشيات تهدد الآمال في ليبيا الجديدة»، بمناسبة مرور عام على الانتفاضة، إن الميليشيات المسلحة «ارتكبت انتهاكات خطيرة، بما في ذلك جرائم حرب ضد انصار الزعيم السابق العقيد معمر القذافي، واحتجازهم بصورة غير قانونية، وتعذيبهم، وفي بعض الحالات حتى الموت». وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 12 معتقلاً توفوا نتيجة تعرضهم للتعذيب منذ سبتمبر الماضي، وكانت أجسادهم مغطاة بالجروح والكدمات، وتم سحب مسامير من بعضها.
وأضافت المنظمة أن المهاجرين واللاجئين الأفارقة تم استهدافهم أيضاً وتعرضوا لهجمات انتقامية والتهجير القسري من أماكن اقامتهم، في حين لم تفعل السلطات الليبية شيئاً للتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقالت كبيرة مستشاري الرد على الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا، إن «الميليشيات في ليبيا خارج نطاق السيطرة إلى حد كبير، كما أن غطاء الافلات من العقاب الذي تتمتع به يشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات وادامة أجواء عدم الاستقرار وانعدام الأمن في ليبيا». واضافت روفيرا «الليبيون قبل عام خاطروا بحياتهم للمطالبة بالعدالة، غير أن آمالهم تتبدد اليوم من قبل الميليشيات المسلحة الخارجة على القانون، التي تدوس على حقوق الإنسان وتفلت من العقاب، والطريقة الوحيدة للتخلص من الممارسات الراسخة من عقود من سوء المعاملة في ظل حكم القذافي الاستبدادي هي ضمان ألا يكون أحد فوق القانون، وفتح تحقيقات في هذه الانتهاكات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news