الجوع يهدد مليوني شخص في جنوب السودان

قلق أممي من نقص الغذاء في مناطق القتال بالسودان

عمال يعملون بالمياومة في أحد شوارع الخرطوم ينتظرون فرصة عمل. رويترز

أعربت منظمة الزراعة والاغذية الدولية (الفاو)، أمس، عن قلقها إزاء نقص الغذاء في مناطق القتال، ودعت الى الاسراع في تقديم المساعدات، وذكرت في تقرير لها ان الصراع الجاري في جنوب السودان يمكن ان يتسبب في نقص غذاء حاد بالنسبة لنحو مليوني شخص.

وهذا التحذير هو الاخير ضمن سلسلة تقارير للفاو حول الوضع الغذائي في جنوب كردفان والنيل الازرق، حيث حذرت الولايات المتحدة من احتمال حصول مجاعة، بينما تحججت السودان بمخاطر أمنية عندما فرضت قيوداً متشددة على تحركات منظمات الاغاثة الدولية.

واندلعت المواجهات قبل اشهر عدة بين القوات السودانية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان.

وقالت «الفاو» في بيان «تعبر (الفاو) عن قلقها البالغ حول التقارير التي تأتي من مناطق القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وتشير الى تزايد حالة انعدام الامن الغذائي هناك، وان مساعدات عاجلة مطلوبة لمواجهة نقص الغذاء هناك»، وذلك بعد أن كشفت دراسة أن «السودان سيواجه محصولاً أقل من العادة بكثير لعام 2011-2012»، ما سيزيد من انعدام الامن الغذائي في البلاد. وأجرت «الفاو» هذه الدراسة بالتعاون مع وزارة الزراعة السودانية كجهة رسمية.

وقالت «الفاو» إن «استمرار انعدام الامن تسبب في مشكلات للنشاط الزراعي الطبيعي، كما ان انعدام الامن في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق حدّ من وصول فريق البعثة الى مناطق صغيرة من كل ولاية، لهذا فإن حجم مشكلة انعدام الامن الغذائي لايزال غير واضح».

وتقول وكالات الامم المتحدة إن القتال الذي بدأ في يونيو في جنوب كردفان، وفي سبتمبر في النيل الازرق، تسبب في لجوء 140 الف شخص الى اثيوبيا ودولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في يوليو .2011

وكان المبعوث الخاص للرئيس الاميركي باراك اوباما للسودان برنتسون ليمان، قال في وقت سابق ان الوضع الغذائي متدهور الى حد أن واشنطن حذّرت الخرطوم من أنها ستدرس سبلا لارسال المساعدات الى المنطقة الحدودية من دون الحصول على موافقة الخرطوم.

واشارت إلى أن «إنتاج السودان من الحبوب الغذائية بلغ 2.77 مليون طن، وهناك حاجة إلى مزيد من الحبوب الغذائية في الوقت الذي يواجه الاقتصاد السوداني نقصاً في العملات الاجنبية».

وحثت «الفاو» منظمات الاغاثة الدولية والمانحين والحكومة السودانية على العمل معاً من أجل الحد من ازمة الغذاء في البلاد، وطلبت مبلغ 41.6 مليون دولار للمساعدات الطارئة للسودانيين الاكثر حاجة.

في السياق نفسه، قال تقرير آخر، أعدته المنظمة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، إن عدد الأشخاص «غير الآمنين غذائيا» في جنوب السودان ارتفع من 3.3 ملايين شخص عام 2011 إلى 4.7 ملايين شخص عام .2012 وأشار التقرير إلى ان نحو مليون شخص «غير آمنين غذائياً بشدة» في الدولة المستقلة حديثا والواقعة شرق إفريقيا مقارنة بـ900 ألف في عام .2011

وقالت منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي في بيان «إذا استمر الصراع في إحداث عمليات تشريد كبيرة، واستمرت أسعار الأغذية في الارتفاع، فإن التقرير يقدر أن عدد الأشخاص غير الآمنين غذائيا يمكن ان يتضاعف». وناشدت الوكالتان توفير نحو 183 مليون دولار في صناديق التبرع لجنوب السودان.

وقالت المنظمة وبرنامج الأغذية في بيان «في الظروف الطبيعية كانت الأسواق التي تعمل بشكل جيد كفيلة بحل مشكلة عدم كفاية الامداد الغذائي وزيادة الطلب، غير أن إغلاق المعابر الحدودية التي تربط بين دولة جنوب السودان الجديدة والسودان أدى إلى عرقلة الامداد المعتاد للسلع الغذائية إلى أسواق جنوب السودان».

تويتر