استنكار دولي لــ «الفيتو المزدوج».. وزيارة لافروف لدمشق هدفها إقناع الأسد ببــــدء إصلاحات ديمقراطية
سورية: مقتل 38 في اشتباكـات.. وفرنسا تشكل مجموعة اتصـال للأزمة
تظاهرة احتجاجية ضد الأسد في بلدة بنش بالقرب من إدلب. رويترز
قتل 38 شخصاً في سورية، أمس، بينهم 21 جندياً سقطوا خلال اشتباكات جرت مع منشقين، الى جانب سبعة مدنيين سقطوا برصاص الأمن في مدن عدة، وتزامن التصعيد مع إطلاق نار كثيف على الحدود مع تركيا خلال عمليات للجيش في قريتين سوريتين، وفيما قالت روسيا ان زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى دمشق غدا تهدف للبحث في إصلاحات ديمقراطية سريعة، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ان باريس تتشاور مع دول عربية واوروبية لتشكيل مجموعة اتصال بشأن سورية من اجل التوصل إلى حل للازمة، وذلك غداة «الفيتو» المزدوج في مجلس الامن، الذي أثار استنكارا دوليا وردود فعل غاضبة تجاه الصين وروسيا.
وتفصيلاً، ذكر المرصد في بيان ان اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف الليلة قبل الماضية في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف إدلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقة أسفرت عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وتم إعطاب اربع آليات.
وأضاف ان خمسة جنود قتلوا اثر إعطاب آلية لهم في فليون، وقتل جندي آخر اثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية، بينما قتل جنديان قرب سراقب اثر اشتباك مع منشقين، في المحافظة نفسها. وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش النظامي.
وفي محافظة ادلب ايضاً، أكد المرصد مقتل مواطن في قرية معرشورين (ريف ادلب) اثر إطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع آخرين، كما اشار الى مقتل مواطن من قرية بسامس (ريف ادلب) كان قد اعتقل قبل أيام، دون ان يشير الى ظروف وفاته. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بأن ثلاثة عسكريين قتلوا في مدينة الزبداني، وأن طفلاً استشهد اثر إصابته بإطلاق رصاص خلال تفريق قوات الامن السورية مظاهرة في مدينة داريا.
وفي محافظة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية، ذكر المرصد ان ثلاثة مواطنين قتلوا اثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية، كما قتل سبعة آخرون في مناطق متفرقة.
وأشار المرصد الى ان القصف الذي تتعرض له الرستن تم اثر هجوم تعرضت له الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، ما أدى الى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي دون ان يبين عددهم.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن ابوحسان، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» ان القصف على المدينة مستمر منذ أيام، متخوفاً من ارتفاع عدد القتلى بسبب الاعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الايام الماضية، وبسبب النقص في المواد الطبية.
وفي حمص، أكد المرصد ان أربعة مواطنيين قتلوا برصاص الأمن، وذكر المرصد أن مواطناً قتل في حي السباع بمدينة حمص اثر إصابته برصاص قناصة، مشيراً الى انفجارات هزت احياء كرم الزيتون وبابا عمرو، وسماع دوي إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الوعر.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور في حمص أبورامي في اتصال مع «فرانس برس» ان اصوات انفجارات تسمع في أحياء حمص القديمة لاسيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود.
وفي درعا (جنوب)، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح امس في بلدة الحارة في ريف درعا بين الجيش ومجموعات منشقة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، مضيفاً ان أصوات الانفجارات هزت البلدة.
ويأتي ذلك غداة مقتل 24 مدنياً سقطوا برصاص الامن السوري، اول من امس، في انحاء متفرقة من سورية، كما قتل ستة منشقين خلال اشتباكات في ريف حمص بالاضافة الى 18 من قوات الأمن والجيش النظامي خلال اشتباكات في ريف حمص ومحافظتي ادلب ودرعا، بحسب المصدر ذاته.
من جهة أخرى، أعلن مصدر محلي ان إطلاق نار كثيف سمع الليلة قبل الماضية على الحدود بين سورية وتركيا، ما أدى الى حالة هلع بين القرويين الأتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين. وقال أحد سكان قرية غوفيتشي الواقعة في محافظة هاتاي على الحدود، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تواصل ساعات عدة. وأكد ان الجيش السوري نظم عملية ضد معارضين في قرية عين البيضة على الجانب السوري. وقال قرويون لمحطة التلفزيون الاخبارية «ان تي في» ان الجيش السوري قام بعمليات في عين البيضة وكذلك في قرية خربة الجوز.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان هدف زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومدير الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف غداً إلى دمشق لمقابلة الرئيس السوري هي لإقناعه بالبدء بإصلاحات ديمقراطية، لإحلال الاستقرار في سورية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن البيان، أن روسيا متشبثة، خلال التفاعل مع دول أخرى، بتسريع استقرار الوضع في سورية عبر تنفيذ سريع للإصلاحات الديمقراطية التي طال انتظارها.
وأضافت أنه «لهذا الهدف وبإيعاز من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، سيزور لافروف وفرادكوف دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد».
وتبريراً للفيتو المزدوج، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدين القمع في سورية، لأنها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق حوله، بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو لمنع تبني القرار. من جانبها، أكدت وكالة الانباء الصينية الرسمية (شينخوا) ان بكين وموسكو استخدمتا حق النقض لمنع تبني قرار بشأن سورية يهدف الى منع حدوث مزيد من الاضطرابات والخسائر في سورية.
وفي القاهرة أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، أن الجامعة ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة من اجل وقف اعمال العنف. وقال العربي في بيان «إن اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي ان هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية».
وقال العربي ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم المقرر في الحادي عشر من الشهر الجاري مختلف جوانب تطورات الازمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية وتقرير الامين العام، لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك امكانية إعادة عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن.
على صلة، دان المجلس الوطني السوري في بيان، أمس، استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي حول سورية، معتبراً ان هذا الموقف رخصة للقتل من دون محاسبة، وأعلن انه سيتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدعم الشعب السوري.
من جهة ثانية، أصدرت جماعة «الاخوان المسلمين» السورية بياناً نددت فيه بـ«التواطؤ الروسي الصيني ودعم مشروع القتل ونظام الاستبداد في سورية».
وعبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن أسفها العميق لفشل مجلس الامن في التوصل لاتفاق حول سورية، مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية تهدد الاستقرار في المنطقة.
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن «الفيتو» الذي لجأت إليه روسيا والصين يشكل خيانة غير إنسانية صادمة حيال الشعب السوري. وندد السفراء الغربيون والعرب في مجلس الامن بالفيتو الصيني والروسي. وقال السفير المغربي لدى الامم المتحدة محمد لوليشكي، العضو العربي الوحيد في مجلس الامن والذي لعبت بلاده دوراً اساسياً في صياغة القرار «أود التعبير عن خيبتنا وأسفنا الكبيرين» للفيتو الروسي والصيني. وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، إن الولايات المتحدة «مشمئزة من هذا الفيتو الذي يمنعنا من معالجة أزمة تزداد خطورة في سورية». من جهته، أعرب السفير البريطاني مارك ليال غرانت عن صدمته، واتهم السفير الألماني بيتر فيتيغ المجلس بأنه تخلف مرة جديدة عن مسؤولياته وتخلى عن الشعب السوري. وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ان الوقت حان ليتحرك مجلس الامن بحزم حيال سورية، معتبرة في الوقت نفسه أن استخدام الفيتو على مشروع قرار بهذا الشأن في مجلس الامن يعني تحمل مسؤولية ما يجري في هذا البلد. وأعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن أسفه الشديد للفيتو المزدوج. وقال إن فرنسا تتشاور مع دول عربية واوروبية من أجل تشكيل مجموعة اتصال بشأن سورية للتوصل إلى حل للازمة. واتهم ساركوزي - الذي تحدث بعد أن قال وزير خارجيته آلان جوبيه ان الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين اصاب المجتمع الدولي بالشلل - موسكو وبكين بأنهما «تشجعان النظام (السوري) على مواصلة سياساته الوحشية بلا نهاية». وقال ساركوزي في بيان ان فرنسا لن تيأس، وإنها على اتصال بشركائها العرب والاوروبيين لإنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية. ولم يعط ساركوزي تفاصيل أخرى عن خطته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news