مصر تنتقد تدخل أميركا في شؤونها الداخلية

تواصل انتخابات المرحلة الثانية بالقاهرة.. وهدوء عام بعد الاشتباكات

ناخبون مصريون يتجهون لصناديق إعادة المرحلة الثانية. إي.بي.أيه

بدأت أمس جولة الإعادة في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري، التي حقق حزبان اسلاميان مكاسب كبيرة فيها الى الآن.

وألقت خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة في القاهرة بظلالها على الانتخابات وهي الأولى منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير الماضي، في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 ينايرالماضي، فيما رفضت الخارجية المصرية انتقادات نظيرتها الأميركية بشأن الاعتداء على فتاة قرب ميدان التحرير.

وتشمل المرحلة الثانية من الانتخابات تسع محافظات هي الجيزة وبني سويف والمنوفية والشرقية والإسماعيلية والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان.

وتُجرى جولة الإعادة على يومين ويتنافس فيها 118 مرشحاً على 59 مقعداً في 30 دائرة انتخابية للمقاعد الفردية. كما يجري التصويت في ثلاث دوائر لنظام القوائم الحزبية.

ويتنافس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي على 29 مقعداً. كما ينافس الحزبان على بقية المقاعد باستثناء ثلاثة بحسب صحيفة الأهرام. ويبلغ عدد من لهم حق التصويت في جولة الإعادة بالمرحلة الثانيةقرابة 18 مليون ناخب.

وقال شهود عيان في محافظة البحيرة شمالي القاهرة، ان الإقبال ضعيف وانمخالفة قواعد الدعاية الانتخابية استمرت أمام العديد من لجان الانتخاب.

وقال شاهد «لا يوجد اقبال، لا توجد طوابير، بعض الأفراد ينتخبون»، وأضاف «الواقفون أمام اللجان من (الإخوان) والسلفيين للدعاية لـ(الحرية والعدالة) و(النور) أكثر من الناخبين».

وقال رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم، قبل يومين، ان نسبة الإقبال في الجولة الأولى من المرحلة الثانية بلغت 67٪.

وكان ابراهيم أعلن أن نسبة الاقبال في المرحلة الاولى بلغت 62٪، لكنه عاد وخفض النسبة لاحقاً الى 52٪ ثم عاد ورفعها الى 60٪.

وهذه أول انتخابات حرة في مصر منذ نحو 60 عاماً، لكن مراقبين يقولون ان مخالفات شابتها.

وقالت اللجنة القضائية العليا للانتخابات ان المخالفات لا تصل الى حد تهديد شرعية النتائج.

وألغى القضاء الإداري الانتخابات في عدد من الدوائر في المرحلتين بينها الدائرة الأولى في القاهرة التي أقرت اللجنة القضائية العليا للانتخابات بأن 90 صندوق اقتراع فيها فُقدت أو أُتلفت.

من جهة أخرى، قال نشطاء ان العشرات أصيبوا وان الجنود استخدموا الأعيرة الحية وأعيرة الصوت وطلقات الخرطوش لطرد المحتجين من الميدان.

وقال محمود وهو ناشط عمره 25 عاماً، طلب ألا ينشر اسمه بالكامل «إن شاء الله سنكمل الثورة يوم 25 يناير بإسقاط المجلس العسكري».

واستمرت الاحتجاجات التي أسقطت مبارك 18 يوما.

ولا يزال مصريون كثيرون يعتقدون أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على اصلاح الاقتصاد واعادة الاستقرار.

وقال عريان صليب (64 عاماً) الذي يعمل في النشاط السياحي الذيتضرر من بقاء السائحين بعيدا عن البلاد «كل المظاهرات يجب أن توقف لإنهاء العنف الى أن ننتهي من الانتخابات وننتخب رئيساً، وحينئذ يمكن للمتظاهرين التعبير عن ارائهم من خلال أعضاء البرلمان».

لكن كثيرين صدمتهم صور قوات الجيش والشرطة وهي تضرب المحتجين حتى بعد سقوطهم على الأرض.

على صعيد متصل، قال وزير الخارجية المصري محمد عمرو، أمس، ان بلاده «لا تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية»، بعد الاتهامات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، للسلطات المصرية بإساءة معاملة النساء.

وقال وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية ان «مصر لا تقبل اي تدخل في شؤونها الداخلية وتقوم بإجراء الاتصالات والتوضيحات التي تتعلق بأي تصريحات من أي مسؤول اجنبي تخص الشأن الداخلي المصري».

ورداً على سؤال بشأن تصريحات كلينتون حول اعمال العنف في وسط القاهرة، التي اوقعت 14 قتيلاً منذ الجمعة الماضي، قال عمرو إن «مصر تفعل ذلك مع أية دولة وليس مع الولايات المتحدة فقط، ومثل هذه الأمور لا تؤخذ ببساطة من جانب وزارة الخارجية».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية دانت الاثنين الماضي، معاملة السلطات المصرية للنساء، ووصفتها بأنها «مروعة» و«وصمة عار» على جبين الدولة عقب صور اظهرت القوات المصرية تنزع ملابس احدى المتظاهرات.

وردا على سؤال من احد الطلبة، قالت كلينتون ان المصريين وليس الأميركيين هم من يجب ان ينزعجوا من الطريقة التي تعامل بها النساء.

وقالت ان ضرب النساء في الشوارع «ليس مظهراً حضارياً، وهو عمل إجرامي، وتجب معالجته ومعاملته على هذا الأساس».

تويتر