واشنطن تدعو إلى نقل السلطة إلى حكومة مدنية «في أسرع وقت»

الجنزوري: حكومتي بصلاحيات أكبــر و«العسكري» لا يرغب في السلطة

المشير طنطاوي خلال اجتماعه بالجنزوري وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. أ.ف.ب

أكد رئيس الوزراء المصري المكلف كمال الجنزوري، أنه حصل على صلاحيات لحكومته الجديدة «تفوق بكثير» سابقيه، كما أكد أنه قبل تكليف رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر المشير محمد حسين طنطاوي، له برئاسة الحكومة الجديدة، بعد أن تأكد أن المجلس لا يرغب في السلطة، فيما تجمع مئات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير في تظاهرة «مليونية» أطلق عليها اسم «مليونية تسليم السلطة» و«جمعة الشهداء» لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين قبل أقل من أسبوع من إجراء أول انتخابات تشريعية منذ الإطاحة بمبارك، وطالب البيت الابيض المجلس العسكري بنقل السلطة الى حكومة مدنية «بشكل عادل وشامل» على أن يجرى ذلك «في أسرع وقت ممكن».

وتفصيلاً، قال الجنزوري (78 عاماً) إنه حصل على صلاحيات «تفوق بكثير» سلفيه، مؤكداً انه لن يتمكن من تشكيل حكومته قبل الانتخابات التشريعية التي تبدأ بعد غد. وأضاف في مؤتمر صحافي «أنا مخضرم الى حد ما في مسألة الصلاحيات وجميع الوزارات خلال الـ60 سنة الماضية كان يصدر لها قرار تفويض يمنح لرئيس الوزراء الكثير من صلاحيات رئيس الجمهورية». وتابع انه حصل على صلاحيات «تفوق بكثير» ما تمتع بها سلفاه احمد شفيق وعصام شرف اللذان توليا رئاسة الوزراء بعد إسقاط نظام حسني مبارك وتولي المجلس العسكري السلطة في البلاد.

وقال «كثيرون يعرفون أن لي مقولة وهي ان المسؤول السياسي لابد ان يصدر القرار المناسب في الوقت المناسب وفي كثير من الاحيان يكون الوقت المناسب فوراً». واستطرد «لكل من يسأل عن الصلاحيات أقول: سآخذ الصلاحيات الكاملة التي تمكنني من خدمة هذا البلد». وأوضح أنه طلب «بعض الوقت» لكي يجري مشاورات لاختيار أعضاء حكومته.

وسئل الجنزوري حول ما اذا كان سينتهي من تأليف حكومته قبل الانتخابات التي تبدأ بعد غد، فأجاب «لا، طلبت فرصة لا تمكن من تشكيل الحكومة، ولن يتم ذلك قبل الانتخابات، والمشير طنطاوي سيطلب»، من رئيس الوزراء المستقيل عصام شرف واعضاء حكومته الاستمرار في تسيير الاعمال. وأضاف «طلبت من المشير ان آخذ القليل من الوقت حتى أتمكن من التشكيل الذي يرضى به الشعب كله».

ودعا ائتلافات الشباب والحركات والاحزاب السياسية الى ان تقدم له ترشيحات لعضوية الحكومة.

كما أكد الجنزوري ان المشير طنطاوي لا يريد الاستمرار في السلطة في ما بدا محاولة لتهدئة المتظاهرين في ميدان التحرير الذين يطالبون بتسليم الحكم لسلطة مدنية. وقال «المشير طنطاوي غير راغب في ان يستمر» في السلطة.

وتوجه آلاف المتظاهرين الى مقر رئاسة الوزراء في القاهرة القريب من ميدان التحرير، حيث سدوا مداخله لمنع الجنزوري من الدخول.

في المقابل، تظاهر مئات الآلاف في ميدان التحرير لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بترك السلطة وتسليمها لحكومة إنقاذ وطني ومجلس رئاسي مدني إلى حين انتخاب رئيس جديد لمصر. ورفض المتظاهرون تكليف الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، مؤكدين أن تكليفه يمثل محاولة لإعادة إنتاج نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أجبرته ثورة الخامس والعشرين من يناير على ترك الحُكم. وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد إسقاط المشير»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، و«هي كلمة وغيرها مفيش.. السياسة مش للجيش».

وأدى المتظاهرون، الذين أطلقوا على التظاهرة اسم «مليونية تسليم السلطة» صلاة الجمعة بالميدان، وسط حالة من الاستنفار من عناصر الجيش الذين فرضوا منذ أول من أمس أطواقاً أمنية وحواجز أسمنتية للفصل بين المتظاهرين وبين العناصر الأمنية خشية تجدد الاشتباكات التي دامت نحو أسبوع وأسفرت عن 41 قتيلاً وأكثر من 1700 مصاب، بحسب ما أعلنه وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي، الدكتور هشام شيحة، صباح أمس.

في المقابل، تظاهر آلاف المصريين، أمس، بميدان العباسية شمال القاهرة تأييداً لاستمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إدارة شؤون البلاد حتى يتم انتخاب رئيس جديد لمصر.

من جانبه، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن «الولايات المتحدة تؤمن بشدة أنه يتعين أن تحصل الحكومة المصرية على سلطة حقيقية على الفور»، وأضاف «نعتقد أن انتقال مصر نحو الديمقراطية يجب أن يستمر مع إجراء الانتخابات بسرعة واتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان الأمن ومنع الترهيب».

وقالت المتحدثة باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي مايا كوسيانيتش في إفادة صحافية معتادة «الاتحاد الاوروبي قلق للغاية من الوضع الحرج في مصر ويدين العنف المفرط من جانب السلطات المصرية ضد المواطنين». وأضافت «نحث على تسليم سريع للسلطة إلى حكومة مدنية، ونؤكد على الحاجة لانتقال ديمقراطي شفاف وعادل ويخضع للمحاسبة. يجب أن تحترم الانتخابات الجدول الزمني الذي تم الاعلان عنه».

تويتر