«الأمم المتحدة» تطالب بـ «تحقيق محايد ومستقل».. و«قلق» بريطاني ــ أميركي

3 قتلى بميدان التحرير غداة خطاب المشير

استمرار الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة بعد خطاب المشير طنطاوي. رويترز

تجددت الاشتباكات، صباح أمس، بميدان التحرير، حيث سقط ثلاثة قتلى من المتظاهرين، غداة خطاب تعهد فيه رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي بتسليم السلطة منتصف العام المقبل لرئيس منتخب، لكنه لم يقنع المتظاهرين، وفي وقت طالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي السلطات المصرية بإجراء تحقيق مستقل في مقتل المتظاهرين، أشادت واشنطن بتطمينات المشير، مبدية قلقها من العنف ضد المتظاهرين، وأبدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قلقه البالغ إزاء أعمال العنف والخسائر في الأرواح، واعتبرها غير مقبولة، وأضاف «أشعر بالقلق خصوصا من التقارير التي تحدثت عن استخدام أشكال خطرة من الغاز ضد المتظاهرين، وكذلك الذخيرة الحية».

وتفصيلاً، قال الطبيب شادي النجار، الذي يعمل بمستشفى ميداني، أقيم داخل مسجد عمر مكرم، المطل على ميدان التحرير، إن ثلاثة اشخاص قتلوا، أمس. وأكد «يبدو أنهم كانوا مصابين بطلقات نارية، ولكن لم تتح لي الفرصة للتحقق من ذلك قبل نقلهم الى المشرحة، وكانت جمجمة احدهم مهشمة».

وفي مستشفى ميداني آخر أقيم داخل كنيسة قصر الدوبارة، الواقعة بجوار ميدان التحرير، أكد القس فوزي عبدالوهيب أن «طفلا في العاشرة من العمر وصل مصابا بطلق ناري في رأسه، ونقلناه على الفور الى مستشفى قصر العيني» لخطورة إصابته.

وكان مئات المتظاهرين امضوا الليلة قبل الماضية في ميدان التحرير، مؤكدين إصرارهم على مواصلة الاعتصام إلى حين تسليم الجيش الحكم إلى سلطة مدنية.

واعتبر العديد من الشخصيات السياسية المصرية ان خطاب المشير طنطاوي، الذي وعد فيه بإجراء انتخابات رئاسية في موعد لا يتجاوز يونيو ،2012 غير كاف.

وكتبت صفحة خالد سعيد، التي لعبت دورا محوريا في الدعوة الى ثورة 25 يناير ضد مبارك «اعتقدنا بعد الثورة أن الدم المصري حرام.. وإن الداخلية هتتغير.. وإن مبارك بشخصه وفكره رحل.. بس فوجئنا إن الدم المصري لسه حلال.. وإن الداخلية لم تتغير وأضيف إليها الشرطة العسكرية.. وإن مبارك بشخصه رحل ومبارك بفكره لسه بيحكمنا».

ولم تقتصر حركة الاحتجاج على ميدان التحرير في القاهرة، بل امتدت الى مناطق عدة، وشهدت الاسكندرية تظاهرات كبيرة وكذلك المدن الثلاث الواقعة على قناة السويس: الاسماعيلية والسويس وبورسعيد، ومحافظات قنا وأسيوط وأسوان في صعيد مصر، ومحافظة الدقهلية في دلتا النيل.

ولبى عشرات الآلاف، أمس، نداء الناشطين الشباب، الذين سبق أن اطلقوا الدعوة لثورة 25 يناير ضد مبارك، للمشاركة في مليونية «الانقاذ الوطني» وظلوا يرددون لساعات عدة هتافات تطالب بـ«إسقاط المشير».

وعكست الصحف المصرية، أمس، نبض الشارع، وقالت صحيفة «الأخبار» الحكومية في عنوانها الرئيس «ثورة ثانية»، بينما كتبت صحيفة «الأهرام»: «كلما طالت الفترة الانتقالية كلما تعمقت أزمة الثقة بين الطرفين»، في إشارة الى الجيش والمتظاهرين. واعتبر المحلل السياسي حسن نافعة في افتتاحية كتبها في صحيفة «المصري اليوم»، «المجلس (العسكري) هو المشكلة وليس الحل».

وفي وقت أعلن مساعد النائب العام المصري المستشار عادل السعيد، أنه سيتم استدعاء عدد من المسؤولين بوزارة الداخلية، للتحقيق في أحداث المواجهات التي شهدها ميدان التحرير ومحيطه خلال الأيام الماضية، طالبت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي السلطات المصرية بوقف «الاستخدام المفرط للقوة» ضد المتظاهرين، المطالبين بتخلي الجيش عن الحكم، وفتح «تحقيق محايد ومستقل» حول ملابسات سقوط قتلى في صفوفهم.

وقالت «أطالب بإلحاح السلطات المصرية بوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، في ميدان التحرير وسائر انحاء البلاد»، مؤكدة «وجوب فتح تحقيق سريع ومحايد ومستقل». وأضافت ان «بعض الصور الواردة من ميدان التحرير، بما فيها الضرب الوحشي للمحتجين بعد سقوطهم، تثير الصدمة الشديدة، فضلا عن التقارير الواردة عن إطلاق رصاص في الرأس على محتجين عزل».

وأعرب الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو عن «بالغ قلقه» حيال الاعمال العنف الجارية في مصر، داعيا الى «الحفاظ على مكتسبات الثورة»، وإجراء الانتخابات والاستحقاقات في مواعيدها. ونقل بيان عن احسان اوغلو دعوته «مختلف الاطراف المصرية الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والحكمة في هذه المرحلة الحساسة، والعمل للحفاظ على مكتسبات الثورة (...)، وذلك في اطار تحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري في بناء دولة ديمقراطية، تقوم على المؤسسات والقانون واحترام حق التظاهر والتعبير السلمي».

وأشادت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بالتطمينات التي قدمها، وأعربت في الوقت نفسه عن قلقها بشأن العنف ضد المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري في مصر.

وقالت «ندين الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة، وندعو الحكومة المصرية بقوة إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، ولتحقيق انضباط قواتها، ولحماية الحقوق الدولية لجميع المصريين في التعبير عن أنفسهم سلميا».

تويتر