أهدت فوزها بالجائزة إلى نـــــــــــــــــــشطاء « الربيع العربي » والمرابطين في اليمن
الناشطة الـــيمنية توكل كرمان وليبيريتان يفزن بـ «نـــوبل للسـلام»
(من اليسار) اليمنية كرمان والمناضلة الليبيرية ليما غبويي ورئيسة ليبيريا إلين سيرليف. أ.ب
فازت بجائزة «نوبل للسلام»، أمس، الناشطة اليمنية المدافعة عن حقوق الإنسان توكل كرمان، ورئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، ومواطنتها ليما غبويي، التي حشدت المرأة الليبيرية ضد الحرب الأهلية.
وتأكيداً على الدور الحيوي الذي تلعبه حقوق النساء في تحقيق السلام العالمي منحت جائزة نوبل للسلام، امس، الى ثلاث نساء ناضلن بشراسة ضد الحرب والقمع. وقال رئيس لجنة «نوبل» ثوربورن ياغلاند، ان توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف والمناضلة من اجل السلام الليبيرية ليما غبويي، كوفئن على نضالهن السلمي من اجل ضمان الامن للنساء، وحصولهن على حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام. وأضاف ثوربورن ياغلاند «لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم إلا اذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتأثير في التطورات على جميع مستويات المجتمع».
وتعقيباً على ذلك أكدت الناشطة اليمنية، ان الجائزة تشكل انتصارا للثورة اليمنية. وقالت توكل كرمان، وهي أول عربية تفوز بالجائزة، متحدثة لوكالة فرانس برس، من ساحة التغيير، حيث يعتصم المتظاهرون، ان «هذه الجائزة انتصار للثورة اليمنية ولسلمية هذه الثورة» التي انطلقت في مطلع ،2011 للمطالبة بالاصلاحات، وبتنحي الرئيس علي عبدالله صالح. واضافت «انها اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارها».
وكانت توكل قالت في تصريح لقناة العربية الفضائية «انا سعيدة جدا، هذا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساء». وأضافت انها تهدي الجائزة الى كل نشطاء «الربيع العربي»، مؤكدة ان الجائزة يفترض ان تمنح «الى الشعب اليمني المرابط في الساحات».
واضافت «لم اكن اتوقع، ولم اكن اعلم بترشيحي».
ولدت توكل كرمان عام 1979 ومسقط رأسها مديرية شرعب المعروفة بالعنف والقوة في محافظة تعز التي هي الأكثر ثقافة ووعياً في تصنيف المحافظات اليمنية، جمعت بين بيئة القوة في مديريتها والثقافة في محافظتها، لتشكل نسيجاً من الجرأة والنضال السلمي. وتخرجت كرمان في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وهي جامعة تتبع التجمع اليمني للإصلاح، بصنعاء بكالوريوس تجارة عام 1999 بتقدير جيد جداً، وبعدها حصلت على الماجستير في العلوم السياسية، وتحمل دبلوم عام تربية بتقدير جيد جداً في عام 2000 من جامعة صنعاء، إضافة إلى دبلوم كامبردج في اللغة الإنجليزية، وآخر في البرمجة اللغوية العصبية.
عرفت كرمان في اليمن بشجاعتها وجرأتها على قول الحق، ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان، والفساد المالي والإداري، ومطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية في البلد، وكذلك بعملية الإصلاح والتجديد الديني، كانت في طليعة الثوار الذين طالبوا بإسقاط نظام علي صالح، اختارتها مجلة «تايم» الأميركية في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ، كما حصلت على المرتبة الـ13 في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، حسب اختيار قراء مجلة «تايم،» كما تم تصنيفها ضمن قوى 500 شخصية على مستوى العالم، حصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأميركية، وتم اختيارها كإحدى سبع نساء أحدثن تغييراً في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، حصلت على كثير من التكريم من قبل مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني محلية ودولية، كما تم تكريمها كإحدى النساء الرائدات من قبل وزارة الثقافة اليمنية.
وباتت ابنة وزير يمني سابق وعضو حالي في مجلس الشورى، توكل كرمان، الأكثر شهرة على الإطلاق، كونها تصدرت الحركة الشبابية الاحتجاجية المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام، كما ترأست منظمة صحافيات بلا قيود، شاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات المهمة خارج اليمن، حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد، عضوة فاعلة في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحافية داخل اليمن وخارجها.
وتقدم توكل كرمان نفسها على صفحتها على «فيس بوك» بوصفها كاتبة صحافية وناشطة حقوقية يمنية، ورئيسة منظمة صحافيات بلا قيود.
أما إلين جونسون سيرليف فهي الرئيسة الحالية لليبيريا، ولدت في 29 أكتوبر 1938 في مونروفيا، وخدمت سابقاً في منصب وزيرة المالية أثناء حكم ويليام تولبرت، من عام 1979 حتى الانقلاب العسكري في السنة التالية حينما غادرت البلاد. وفي انتخابات عام 1997 تم ترشيحها، وقد حصلت على المركز الثاني مع فارق بسيط. فازت في انتخابات ،2005 وشغلت منصب الرئيس منذ الـ16 من يناير عام .2006 تلقب بـ«السيدة الحديدية»، وهي أول امرأة تحكم دولة إفريقية. وأشادت لجنة التحكيم بدور ليما غبويي الناشطة الليبيرية في مجال تنظيم وحشد الرأي العام النسائي في بلادها من مختلف الشرائح والعرقيات والأديان ضد الحرب الأهلية، ولضمان مشاركة المرأة بشكل فاعل في الانتخابات. ومن جانبها وصفت الجمعية التي اسستها ليما غبويي تلك الجائزة بأنها اعتراف سيقدم دفعة قوية لتحرك النساء في القارة الإفريقية والعالم.
وفي لندن أشادت منظمة العفو الدولية «امنستي انترناشيونال» بقرار لجنة نوبل للسلام منح الجائزة المرموقة لهذا العام للنساء الثلاث، واعتبرت القرار خطوة مهمة للاعتراف بكفاح النساء من أجل المساواة.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية الهندي ساليل شيتي، إن جائزة نوبل للسلام هذه «تعترف بما يعلمه ناشطو حقوق الإنسان منذ عقود من أن تعزيز المساواة أمر جوهري لبناء المجتمعات العادلة والمسالمة على مستوى العالم». ورأى شيتي في هذه الجائزة تشجيعاً لبقية نساء العالم على مواصلة كفاحهن من أجل نيل حقوقهن.
وكان العديد من الناشطات العربيات من ضمن المرشحين لجائزة نوبل للسلام 2011 إلى جانب كرمان، ومنهن أسماء محفوظ وإسراء عبدالفتاح من حركة شباب 6 أبريل في مصر، والمدونة التونسية لينا مهني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news