«الملاك» يزعم استمرار أشرف مروان في التجسس بعد اتفاقات السلام

كشف كتاب صدر في إسرائيل، أخيراً، عن أن رجل الأعمال المصري، صهر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، أشرف مروان، استمر بالتجسس لإسرائيل حتى بعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر، وأنه حصل من «الموساد» على مبلغ مليون دولار لقاء المعلومات التي زودها بها، وشدد الكتاب على الرواية القائلة إن المخابرات المصرية قتلته بأمر من الرئيس في حينه حسني مبارك. وجاء في كتاب «الملاك» وهو من تأليف أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، البروفيسور أوري بار يوسف، الذي نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عرضاً له، أمس، أن مروان استمر في العمل عميلاً لـ«الموساد» حتى نهاية التسعينات، أي لمدة 30 سنة تقريباً.

يذكر أن مروان، الذي كان يعيش في بريطانيا وتربطه علاقات قوية مع القيادة المصرية، كان العميل الذي زود إسرائيل بالتحذير من أن مصر توشك على شن حرب ضد إسرائيل في أكتوبر عام ،1973 ولذلك فإن مروان الملقب في الموساد بـ«الملاك» يعد أهم عميل لإسرائيل في كل تاريخها الاستخباراتي.

وتعني هذه المعلومة أن مروان استمر في العمل عميلاً لـ«الموساد» حتى بعد أن نشر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية خلال حرب ،1973 ايلي زاعيرا، كتابه في عام ،1993 وتم الكشف فيه عن معلومات بالإمكان الاستنتاج منها أن «الملاك» هو مروان.

وأشار الكتاب إلى أنه في أعقاب قضية يهودا غيل، وهو عميل «الموساد» الذي نقل معلومات كاذبة حول علاقاته مع جاسوس في سورية، أمر في عام 1997 رئيس «الموساد»، داني ياتوم، بإعادة «إنعاش» الاتصال مع مروان من خلال ضم مشغل جديد له. لكن مروان رفض ذلك وامتنع عن التقاء ضابط «الموساد» «دوبي» الذي يفترض أن يشغله، ونتيجة لذلك أمر ياتوم بإنهاء العلاقة مع مروان.

وقد استأنف رئيس «الموساد»، أفراييم هليفي، الذي خلف ياتوم، العلاقة مع مروان، لكن بعدما تخوف رئيس «الموساد» الجديد من أن العلاقة مع مروان قد تؤثر سلباً في العلاقات الإسرائيلية المصرية، تم خفض مستوى العلاقة مع مروان التي تركزت بالأساس على توفير تقييمات لخطوات سياسية في مصر والعالم العربي.

ووفقاً للكتاب فإن مروان تقاضى من «الموساد» طوال فترة عمله جاسوساً مبلغ مليون دولار، وضمن ذلك مكافأة بمبلغ 100 ألف دولار مقابل إنذاره إسرائيل في عام 1973 بأن مصر ستهاجمها.

وجاء في الكتاب أن ضابط «الموساد» «دوبي» استعان بيهودي يملك نادياً ليلياً في لندن لاستئجار «فتيات مرافقات» لمصلحة مروان وشريكه في الأعمال، رئيس الحكومة الليبية الأسبق، عبد السلام جلود، الذي يعيش اليوم في المنفى بروما.

ويشير الكتاب إلى تحقيق نشرته مجلة «روز اليوسف» المصرية قبل سنوات، عن أن مبارك أمر بقتل مروان بعدما أعلن الأخير نيته تأليف كتاب مذكرات. وقال مؤلف الكتاب بار يوسف إنه «كلما مر الوقت يتضح حجم الضرر الذي سببه زاعيرا بكشفه عن هوية مروان، واعتقدت دائماً أن المخابرات المصرية صفّته وأنه يستحيل القيام بذلك من دون أمر من مبارك ، لكن طالما كان مبارك في الحكم فإن المصريين لن يتطرقوا إلى هذه القضية».

تويتر