مقتل 3 مدنيين.. وحملة اعتقالات واسعة.. وأوغلو يدعو الأسد في « كلمة أخيرة » إلى وقـــف فوري للعمليات
الجيش السوري يقتحم الحولة ومخيـم « الرمل»
الدخان يتصاعد من مخيم الرمل الفلسطيني جنوب اللاذقية بعد قصفه من قبل السفن الحربية السورية. أ.ف.ب
قتل ثلاثة مدنيين وجرح العشرات، أمس، في عمليات عسكرية وأمنية شهدتها مدن سورية عدة، فيما اقتحم الجيش السوري بالدبابات بلدة الحولة في محافظة حمص، ومخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية، بينما نزح عدد من اهالي اللاذقية التي كانت هدفاً، أول من أمس، لعملية عسكرية برية وبحرية قتل فيها 26 شخصاً على الأقل بينما شنت قوات الأمن حملات اعتقال واسعة في معظم المناطق السورية. في وقت قال فيه وزير الخارجية التركية، أحمد داوود أوغلو، إن العمليات العسكرية ضد المدنيين في سورية ينبغي أن تتوقف على الفور ودون شروط، محذراً الرئيس السوري بشار الاسد من أن هذه هي «الكلمات الاخيرة» لتركيا.
واقتحمت دبابات الجيش السوري ترافقها عناصر أمنية مخيم الرمل الجنوبي للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية.
وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان الجيش اطلق في اللاذقية «نداءات عدة في مخيم اللاجئين وساحة الرمل وحي السكنتوري للأهالي بإخلاء المنطقة، واعتبار كل من يبقى فيها مقاوماً». وأكد الاتحاد «استشهاد امرأة كانت تستقل حافلة تقل عائلة نازحة من حي السكنتوري» في اللاذقية، مشيراً الى «إصابة السائق وتهشيم جميع نوافذ الحافلة جراء اطلاق الرصاص عليها».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان انه «لدى اقتراب بعض النازحين من حاجز امني في حي عين التمرة اطلق الرصاص عليهم، ما ادى الى اصابة ستة مواطنين بجراح خطرة توفي على اثرها احدهم متأثراً بجراحه».
واضاف المرصد أن رجلاً مسناً قتل، أمس، برصاص قناصة في قرية تلدو التابعة لبلدة الحولة، التي شهدت صباح أمس عملية عسكرية شاركت فيها دبابات من الجيش. وافاد ناشطون حقوقيون سوريون أن دبابات اقتحمت بلدة الحولة في محافظة حمص في عملية عسكرية تترافق مع اطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات. وذكر المرصد انه «تمت محاصرة بلدة الحولة بشكل امني كثيف جدا من جميع المداخل ومن جميع الطرق الوعرة والفرعية»، مشيراً الى «اطلاق نار كثيف جداً لترهيب الأهالي». وأوضح أنه عند الساعة الثامنة صباحا دخل الجيش وبدأ تفتيش المنازل، وبدأت حملة اعتقالات وانتشار للشبيحة والأمن على جميع الطرق. كما افاد بـ«تمركز عدد من الدبابات على دوار الحرية في تلدو، وشمال وشرق تلذهب، متزامناً مع اطلاق نار كثيف في بلدة عقرب شمال الحولة، بالإضافة الى انتشار الأمن والشبيحة في قرى الحولة، الذين قاموا بإزالة الكتابات المعارضة للنظام الموجودة على الجدران.
كما اعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان «دخول دبابات بأعداد كبيرة الى الحولة، يترافق مع اطلاق نار من الرشاشات المثبتة عليها».
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية والأمنية في احياء عدة من مدينة اللاذقية التي شهدت، أمس، حركة نزوح جديدة للأهالي.
واشار المرصد الى ان«حيي الرمل الجنوبي وعين التمرة شهدا حركة نزوح جديدة فجر أمس، بعد ان سمح الجيش للأهالي بالخروج منهما.
واضاف ان «سماع صوت اطلاق الرصاص استمر في حي الرمل الجنوبي»، مشيرا الى انتشار القناصة على اسطح الابنية.
وأكد المرصد أنه سمع صوت اطلاق الرصاص في حي الصليبة وترافق مع حملة مداهمات للمنازل.
واكد حصول «اضراب عام في الصليبة ومشروع الصليبة والقوتلي والأشرفية والطابيات وشارع هنانو وحي القلعة والعوينة»، مشيراً الى ان «الجيش يغلق ساحة اوغاريت ويسيطر على دوار اليمن بمحطة القطار، ويقوم بتدقيق في الهويات، كما تم اغلاق شارع الحرش من الجهتين، واقام الجيش نقاط تفتيش على كل مداخل اللاذقية تقوم بتفتيش السيارات بدقة، واعتقالات تطال العديد من الشباب على الحواجز حيث تجاوز عدد المعتقلين 300 معتقل».
وابلغ الأهالي المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنهم شاهدوا آليات عسكرية مدرعة تقصف بالرشاشات الثقيلة أحياء مسبح الشعب والرمل الجنوبي كما شوهد تمركز للقناصة على الأبنية المقابلة للأحياء المحاصرة وانتشار لعناصر الجيش والأمن في الممرات بين الأبنية.
من جهته، اشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الى «نزوح أهالي الصيداوي وأهالي الطابيات من بيوتهم ومنازلهم، باتجاه القرى والأماكن البعيدة عن القصف. واكد الاتحاد انه تم قطع الطرقات المؤدية لأوغاريت وتلك المؤدية الى جهة المحطة، ليتم إحكام السيطرة على المناطق المحاصرة في اللاذقية، مشيراً الى ان «الحركة في البلد شبه مشلولة».
من جهتها أعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن قلقها الشديد بعد «تقارير» عن استخدام القوات السورية الأسلحة الثقيلة ضد مخيم اللاجئين الفلسطينيين في منطقة الرمل باللاذقية.
وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس ان «التقارير من مصادر متعددة تشير إلى سقوط قتلى وضحايا بين اللاجئين الفلسطينيين، على الرغم من ان الاتصالات الرديئة تجعل من المستحيل تأكيد الرقم الفعلي للقتلى والجرحى».
وفي دير الزور، شرق البلاد، توفي أمس رجل (67 عاما) متاثرا بجراح اصيب بها مساء الجمعة برصاص قناصة في شارع التكايا وسط مدينة دير الزور بحسب المرصد.
واضاف المرصد ان قوات الأمن نفذت، أمس حملة مداهمات واعتقالات في حي الجورة وقرى الصالحية وحطوة والحسينية واعتقلت 27 شخصا.
وقال «اقتحمت قوات امنية كبيرة تضم 23 حافلة و10 سيارات رباعية الدفع تحمل رشاشات ثقلية، ريف معرة النعمان الشرقي، الواقع في ريف ادلب (شمال غرب)، وشنت حملة اعتقالات شملت ثمانية اشخاص».
وفي أنقرة قال داوود أوغلو إن العمليات العسكرية ضد المدنيين في سورية ينبغي أن تتوقف على الفور ودون شروط. وأضاف في مؤتمر صحافي «هذه كلمتنا الاخيرة للسلطات السورية اول ما نتوقعه هو ان تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط». وأوضح دون الخوض في تفاصيل «إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ».
وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده طالبت، ولاتزال، بالوقف الفوري للعمليات، وتدعو الإدارة السورية إلى «إبداء المزيد من الحرص والحساسية تجاه شعبها وعدم تصعيد التوتر».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news