دعوة أممية لدمشق إلى وقف العنف ضد المدنيين

مقتل 57 في عمليات للجيش الســــوري في دير الزور وحمص

دبابات الجيش تقتحم دير الزور وحملة اعتقالات في المدينة. رويترز

قتل 57 مدنياً على الأقل إثر عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري في مدينتي دير الزور وحمص رافقتها حملة اعتقالات، وفيما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من العنف المتصاعد في سورية مطالبة بوقف نشر الجيش ضد المدنيين، شدد الرئيس السوري بشار الأسد على وجوب التصدي لـ«الخارجين على القانون» لحماية امن المواطنين، كما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا). وتفصيلاً، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، وهو جماعة نشطاء، ان 57 مدنيا سوريا على الاقل قتلوا في هجوم عسكري شنته قوات الرئيس بشار الاسد، أمس، لإخماد احتجاجات شعبية ضد حكمه ممتدة منذ خمسة أشهر. وأضاف الاتحاد أن من بين القتلى 38 في مدينة دير الزور و13 في سهل الحولة على بعد 30 كيلومتراً شمال مدينة حمص التي اقتحمتها الدبابات والمدرعات في وقت مبكر، أمس، وقالت الناشطة سهير الاتاسي عضو الاتحاد بالهاتف لـ«رويترز» من دمشق ان هذه أرقام أولية، وان أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة. وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي، قد ذكر لوكالة «فرانس برس» ان العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش وتركزت في حي الجورة في دير الزور أسفرت عن مقتل 20 مدنياً وجرح العشرات. وأضاف رئيس الرابطة ان هذه العملية ترافقت مع حملة اعتقالات. كما قتل تسعة مدنيين بينهم طفل وجرح آخرون إثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح أمس في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص وسط سورية، بحسب ناشط.

وكان عبدالرحمن أفاد في وقت سابق بأن الدبابات والمدرعات وناقلات الجند مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق، وتمركز بعضها امام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في أطراف المدينة.

وأوضح ان هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية، والتي كانت منتشرة في أربعة أنحاء من دير الزور، اتخذت ليلاً وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيراً الى ان القصف استمر دقائق فقط وتقدم اثره رتل من الدبابات الى حيي الموظفين والعمال.

وأشار عبدالرحمن الى ان اهالي حي الجورة عمدوا الى إعاقة تقدم آليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية أقاموها في حيهم. كما نقل المرصد عن أحد العاملين في الحقل الطبي في حماة (وسط) وتمكن من مغادرتها مساء (السبت) ان ثمانية أطفال خدج كانوا في حاضنات الأطفال في مشفى الحوراني توفوا اثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الاربعاء الماضي.

كما ذكر ريحاوي ان تظاهرات مناهضة للنظام انطلقت في مختلف أنحاء سورية بعد صلاة التراويح، أول من أمس.

وأشار الى تظاهرات جرت في حيي القدم والميدان في العاصمة تم تفريقها بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي، كما خرجت تظاهرة في حي كفرسوسة. أضاف الناشط: وفي ريف دمشق خرج نحو 10 آلاف متظاهر في دوما، كما جرت تظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا.

وذكر رئيس الرابطة ان تظاهرات كذلك جرت في بعض أحياء حمص وريفها في القصير وتلكلخ وتدمر وباب هود كما في حلب حيث فرقت التظاهرة بالقوة في حي الصاخور، وشنت قوات الامن حملة اعتقالات فيه. وعلى الساحل السوري خرجت تظاهرات في أحياء عدة من اللاذقية وجبلة وبانياس.

وقال مصدر أمنى لبناني عند الحدود الشمالية مع سورية إن عشرات الأسر التي فرت من حمص ودير الزور وصلت منطقة وادي خالد شمال لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية.

من جهته، أبلغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد أنه يشعر بقلق من العنف المتصاعد في سورية، وطالب بأن يوقف الاسد نشر الجيش ضد المدنيين.

وأعلن المكتب الصحافي للامم المتحدة في بيان «في مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري أبدى الامين العام قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي إزاء العنف المتصاعد وعدد القتلى في سورية خلال الايام الماضية». وأضاف ان بان حث الاسد على الكف عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا.

من جانبه، أكد الرئيس السوري أمس على واجب الدولة بالتصدي لـ«الخارجين على القانون» لحماية أمن المواطنين، كما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا). وأفادت الوكالة بأن الاسد أكد خلال استقباله وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان «التعامل مع الخارجين على القانون من اصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها». كما أكد الاسد ان سورية ماضية في طريق الاصلاح بخطوات ثابتة.

بدوره، أعرب منصور خلال اللقاء عن رفض بلاده الكامل لمحاولات الخارج التدخل في الشؤون الداخلية السورية، بحسب الوكالة.

وفي القاهرة أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد من تدهور الأوضاع الأمنية في سورية جراء تصاعد العنف والأعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وأنحاء مختلفة من سورية، التي أدت إلى سقوط العشرات من الضحايا المدنيين وتدمير العديد من المنشآت العامة والخاصة. وكانت سورية قد أعربت عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ حيال الاستخدام المفرط للقوة في سورية، ورأت أن على المجلس أن يدعو الى وقف «أعمال التخريب» فيها.

تويتر