9 قتلى برصاص الأمن في جمعة « صمتكم يقتلنا ».. وأنباء عن انشقاقات في الجيش بدير الزور

تظاهرة مليونية في حماة تطالب بإسـقاط الأسد

جانب من أكبر تظاهرة شهدتها مدينة حماة في ساحة العاصي. أ.ف.ب

خرجت، أمس، تظاهرات حاشدة عمت أرجاء سورية في جمعة «صمتكم يقتلنا»، تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كان أكبرها تظاهرة مليونية في مدينة حماة، فيما قتل تسعة متظاهرين برصاص قوات الأمن ومن يطلق عليهم «الشبيحة»، الموالون للنظام في دير الزور واللاذقية ودرعا والبوكمال وحرستا، بالتزامن مع ورود أنباء عن انشقاقات وحدات كاملة من الجيش، أكبرها في دير الزور، إثر قصف المدينة بالدبابات.

وخرج مئات آلاف السوريين إلى الشوارع أمس، في تظاهرات كشفت اتساع رقعة الاحتجاجات وعدد المحتجين ضد الأسد. وقال ناشطون إن عدد التظاهرات في المدن والبلدات والقرى السورية وصل إلى نحو 300 تظاهرة. وأكدوا أن مدينة حماة شهدت أكبر تظاهرة، إذ تجمع نحو مليون شخص في ساحة العاصي وسط المدينة، قادمين من المدينة وريفها، للمطالبة بإسقاط نظام الأسد. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن «شاباً قتل وجرح آخرون، عندما أطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة قنينص في اللاذقية (غرب)»، مؤكداً دخول قوات من الجيش السوري إلى حي قنينص، وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، إثر مقتل الشاب.

وفي دير الزور (شرق)، أشار عبدالرحمن الى «اربع طائرات تحوم فوق المتظاهرين، الذين قدر عددهم بعشرات الآلاف في المدينة التي شهدت، أمس، حملة امنية قتل فيها أربعة مدنيين بينهم طفل». وأضاف ان الحملة الأمنية التي اسفرت عن سقوط 12 جريحاً أيضاً، جرت «في احياء عدة من هذه المدينة التي شهدت على الاثر تظاهرة كبرى تنديداً بإطلاق النار».

وقال ساكن طلب حجب اسمه لـ«رويترز»، بالهاتف، إن قتالاً نشب بين قوات الأمن والأهالي، عقب مقتل الأربعة في شمال غربي دير الزور. وأضاف، وقد سمع في الخلفية أصوات رشاشات ثقيلة، أن الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، «لكن هناك حديثاً عن وحدات كاملة من الجيش تنشق. قطعت الكهرباء والاتصالات». وفي وقت سابق تحدث سكان عن قصف دير الزور بالدبابات. وفي سهل الزبداني (ريف دمشق)، قال عبدالرحمن إن «مواطنين اثنين قتلا وجرح خمسة آخرون، اثر عمليات أمنية وعسكرية نفذتها القوات السورية. من جهته اكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي، مقتل شاب عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرة حاشدة في درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية في مدينة البوكمال، إن «مواجهات جرت فجر أمس في المدينة بين متظاهرين وقوات الامن سقط خلالها قتيل وأربعة جرحى، احدهم جراحه خطرة». وأضاف ريحاوي ان قوات الأمن أطلقت النار بكثافة على تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف في حرستا (ريف دمشق)، ما اوقع اكثر من 15 جريحاً بين المتظاهرين، بالإضافة الى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص (وسط) لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن. وأكد «اصابة عدد من المتظاهرين بجراح». وذكر أن «قوات الامن التي يفوق عددها اعداد المتظاهرين فرقت بعنف مفرط تظاهرة في بانياس (غرب)، وقامت بملاحقة المتظاهرين داخل الأحياء والأزقة واقتحمت منازلهم». وتظاهر نحو 3000 شخص في إدلب (شمال غرب)، وعشرات الآلاف في ريفها، بينها تظاهرة حاشدة في مدينة سراقب، على الرغم من الوجود الأمني الكثيف. وفي ريف دمشق، ذكر الناشط ان «نحو 5000 متظاهر خرجوا في عربين ونحو 5000 متظاهر في كناكر، والمئات في الزبداني، هاتفين للشهداء، وتظاهرة اخرى في داريا هجم عليها قوات الامن وعناصر من الشبيحة لتفريقها». وتحدث ريحاوي عن «تظاهرات جرت في احياء عدة من حمص (وسط)، رغم الحصار وتقطيع اوصال المدينة، خصوصاً في بابا عمرو والوعر والخالدية والبياضة وباب تدمر والانشاءات وحي الخضر والغوطة والميدان، بالاضافة الى الرستن (ريف حمص)». وأشار إلى ان قوات الأمن فرضت حصاراً أمنياً كثيفاً في مدينة انخل في ريف درعا (جنوب)، وفرضت حظراً للتجول بين الساعة الـ10 صباحا والثالثة ظهراً. ولفت إلى انها «منعت المصلين دون الـ50 من العمر من دخول المسجد وأداء الصلاة، كما منعت ادخال الهواتف النقالة، خصوصاً المزودة بكاميرات، الى المساجد». وأضاف ريحاوي ان تظاهرات جرت في البوكمال (شرق)، والحسكة (شمال شرق)، نصرة لدير الزور، وفي ريف ادلب، كما في معرة النعمان وتل نمس وكفر رومة وأريحا، وفي ريف دمشق، كما جرت تظاهرات في الكسوة وحرستا ومضايا والمعضمية ودوما وقارة والحجر الاسود وجديدة عرطوز، بالإضافة الى حي برزة والقابون والميدان في العاصمة، حسبما ذكر المصدر نفسه. وفي المنطقة الشرقية، التي يغلب على سكانها الأكراد، ذكر عضو المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)، حسن برو، ان تظاهرات حاشدة جرت في مدن عدة، اضطر المشاركون فيها الى فضها بعد ان قام متظاهرون ينتمون الى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع اعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبدالله اوجلان». وأوضح أن «1000 شخص تجمعوا في مدينة رأس العين الحدودية (شمال)، إلا ان انصاراً من حزب العمل الكردستاني رفعوا أعلاماً خاصة بهم، ما اضطر المتظاهرين للانسحاب والتجمع في مكان آخر». وفي القامشلي (شمال شرق) «حدث انقسام كذلك في تظاهرة انطلقت من جامع قاسمو». وأشار إلى أن «الامر تكرر كذلك في تظاهرة جرت في الدرباسية، وشارك فيها نحو الفي شخص غيروا مسارهم نحو جنوب المدينة، تفاديا للمشاركة مع انصار حزب العمال الكردستاني».

تويتر