ارتفاع عدد قتلى حماة إلى 22 والجيش يقتحم بلدتين في جبل الزاوية

«العفو» تحث على إحالة ملف سورية إلى «الجــنائية الدولية»

صورة بثتها وكالة الأنباء السورية لما قالت إنها تظاهرة مؤيدة للأسد في مدينة إزرع. أ.ب

أكدت منظمة العفو الدولية أن «الأساليب الوحشية»، التي استخدمتها قوات الأمن السورية لقمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مدينة تلكلخ (غرب) «ربما تشكل جرائم ضد الانسانية»، وحثت المنظمة الحقوقية الامم المتحدة على احالة سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. فيما ارتفع عدد القتلى المدنيين برصاص قوات الأمن السورية في مدينة حماة (وسط) التي يطوقها الجيش إلى 22 ضحية، في وقت اقتحمت فيه قوات الجيش السوري فجر أمس، بلدتي كفرنصرة وكفرعويد في جبل الزاوية بمحافظة ادلب غرب سورية وسط إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة.

ووثقت منظمة العفو الدولية في تقرير بعنوان «قمع في سورية: رعب في تلكلخ» حالات الوفاة في الحجز وعمليات التعذيب والاعتقال التعسفي التي وقعت في مايو الماضي، عندما شن الجيش السوري وقوات الامن عملية امنية كاسحة وواسعة النطاق استمرت أقل من أسبوع ضد سكان البلدة الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية.

ذبح صاحب أغنية «ارحل يا بشار»

قتلت قوات الأمن السورية والشبيحة الموالية للنظام (بلطجية) الناشط السوري في حماة وصاحب الأهازيج الشهيرة في تظاهرات حماة ابراهيم قاشوش بطريقة وحشية، إذ ذبحتته واقتلعت حنجرته قبل أن تلقي جثته في نهر العاصي. وقال ناشطون إن قاشوش قتل بهذه الطريقة الوحشية بعد أغنيته التي راجت أخيراً، بشكل كبير وعنوانها «يلا ارحل ارحل يا بشار»، التي انتقد فيها الرئيس السوري بشار الأسد وأركان حكمه، داعيا إياهم إلى الرحيل. واعتبروا أن ترديد هذه الأغنية المناهضة للنظام في أكبر تظاهرة شهدتها سورية ضد الأسد في يوم «جمعة ارحل» وسط حماة، تسببت أيضاً في إقالة محافظ حماة أحمد خالد عبدالعزيز من مهامه.

وأوضحت المنظمة أنها تعتبر أن «الجرائم التي ارتكبت في تلكلخ تصل الى حد الجرائم ضد الانسانية، لأنها تبدو جزءا من هجوم منظم وواسع النطاق على السكان المدنيين». وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة فيليب لوثر، في بيان إن «الروايات التي سمعناها من الشهود حول الأحداث في تلكلخ ترسم صورة مقلقة للغاية لانتهاكات منظمة ومستهدفة بغية سحق المعارضة».

وأضاف ان «معظم الجرائم التي وردت في هذا التقرير يمكن أن تندرج ضمن الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية. لكن مجلس الأمن التابع للامم المتحدة يجب ان يحيل الاوضاع في سورية الى المدعي العام للمحكمة اولاً». وأوضحت المنظمة أن التقرير استند الى «مقابلات اجريت في لبنان وعبر الهاتف مع اكثر من 50 شخصاً في مايو ويونيو»، مشيرة الى ان السلطات السورية لم تسمح لها بدخول اراضيها.

ودخل الجيش وقوات الامن السورية مدينة تلكلخ منتصف مايو لقمع الحركة الاحتجاجية، وأكد ناشطون يومها مقتل 26 شخصاً على الاقل واصابة العشرات بنيران القوات الامنية. وبحسب المنظمة فقد قتل في اليوم الاول للعملية شاب «على ايدي القناصة على ما يبدو، وتعرضت سيارة الاسعاف التي نقلته لاطلاق النار»، مؤكدة انه «عندما حاول العديد من السكان مغادرة البلدة، اطلقت القوات السورية النار على العائلات الفارة». وأضاف التقرير ان «الايام التالية شهدت تجميع واعتقال عشرات الاشخاص من الذكور، بينهم رجال يناهزون الـ60 من العمر، وصبيان دون سن الـ.18 وقالت كل عائلة من عائلات تلكلخ التي قابلها مندوبو منظمة العفو الدولية ان واحداً على الاقل من ابنائها قيد الاعتقال».

ونددت المنظمة بواقع ان «ما لا يقل عن تسعة اشخاص قضوا نحبهم في الحجز بعد القبض عليهم اثناء العملية الأمنية في تلكلخ»، موضحة انه تم اطلاق النار «على ثمانية من اولئك الرجال، الذين كان بعضهم من الناشطين في التظاهرات، وأصيبوا بجروح عندما أمروا بالخروج من أحد المنازل، ثم اقتادهم الجنود بعيداً» ليُستدعى ذووهم لاحقا للتعرف الى جثثهم وقد بدت عليها آثار التعذيب واضحة واصابتهم بالرصاص. وأضاف التقرير أن «معظم المعتقلين أخضعوا للتعذيب»، وأورد على سبيل المثال قيام جنود «بإحصاء عدد المعتقلين الذين ينقلونهم بغرز لفافات التبغ المشتعلة في أعناقهم من الخلف». وأعرب لوثر عن اسفه لكون «استعداد المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات بشأن ليبيا باسم حقوق الانسان قد أظهر استخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بسورية».

من ناحية أخرى، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية عمار القربي، أمس، إن اكثر من 22 مدنياً قتلوا برصاص قوات الامن السورية في مدينة حماة، بعد أن شهدت الجمعة تظاهرة هي الاضخم منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الاسد. وأضاف في بيان «ارتفع عدد قتلى حماة إلى اكثر من 22 شهيداً ووصل عدد الجرحى الى اكثر من 80 جريحاً جروح بعضهم خطرة ويعالجون في مستشفيي البدر والحوراني» في حماة. وأكد أن المدينة شهدت نزوح اعداد كبيرة من السكان باتجاه دمشق والسلمية (القريبة من المدينة).

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن قوات الجيش السوري اقتحمت بلدة كفرنصرة في جبل الزاوية بمحافظة ادلب غرب سورية، كما اقتحمت بلدة كفرعويد وسمع اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة فيها. وأضاف ان الأجهزة الامنية السورية اعتقلت، أول من أمس اكثر من 60 شخصاً من بلدتي كفرنبل واحسم في جبل الزاوية بينهم رجل مسن يبلغ من العمر 85 عاماً اعتقل بدل نجله المطلوب للسلطات السورية.

تويتر